2024 عام الإبل في المملكة العربية السعودية :|: اصداروثيقة “ميزانية المواطن” من طرف وزارة المالية :|: مشاركة وفد برلماني في اجتماع البرلمان العربي حول فلسطين :|: تعيين سفيرجديد لموريتانيا في قطر :|: تعليق وزيرالمالية على وضعية الاقتصاد الوطني :|: توقعات بارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق :|: خطاب وزيرالداخلية خلال اطلاق تطبيق "هويتي" :|: البرلمان يصادق على مشروع ميزانية 2024 :|: La nouvelle tribune : موريتانيا على وشك ثورة اقتصادية بفضل الغاز :|: تدشن المقر الجديد لمجلس اللسان العربي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

تصل براحة الرئيس/ بقلم محمد فال ولد سيدي ميله
الاعلان عن علاوات لمختلف الأسلاك العسكرية
رجل يكتشف "مفاجأة" داخل جمجمته !!
لا أحدَ يمكنه الرد على إساءات الصحافة المغربية../ عبد الله ولد اتفاغ المختار
من ذكريات دراستي زمن الطفولة والمراهقة (ح14)
مقابلة مديرعام المحروقات حول الاستغلال المرتقب للغاز
الاعلان عن تنظيم مسابقة لاكتتاب 15 موظفا
شركة أمريكية تسرح ربع موظفيها بعد حادث سيارة !!
غريب : حاول قتل صرصور ففجر منزله !
معلومات عن زواج القاصرات في موريتانيا...
 
 
 
 

أبكي وطني بصمت...!!/مولاي ولد الغوث

mercredi 8 mai 2013


كناأطفالا نحلم عندما نكبر, بوطن يضمنا, والأهل يبشروننا بأمل المستقبل, (أنتم المستقبل) كنا نترقبه بكل أمل وأحلام تملؤ الوطن حبا وبناء, فجأتا سرقوا أحلامنا طفولتنا, كبرنا وماتت الأحلام وكبر الألم, وأصبحنا نبكي حلم وطن ...

مؤلمٌ أن تظل تتنقّل من مكان لآخر بحثًا عمل , بحثاعن قوت يومك , تطارد شبح البطالة وأنت في عزشبابك تبحث عن كِسرة خبز تسد بها رمق أطفالك الصغار, أو إخوتك عن رشفة من حليب وحفنة من سكر لرضيع يتضور من شدة الجوع، ويجوع من شدة الفقر عن حبة دواءٍ تسكن بها ألم أبيك أو أمك، اللذين لايزالان، وهما في خريف العمر وشتاء الجسد، يدبان على الأرض بحثاً عما يحافظ على بقايا أنفاس في صدر جرحته أنّات الفقر وأنين الألم مدى عقود من الانكسار, وأنت في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه الأربعة ملايين وفيه من الخيرات ما يضعه في مصاف أغني الدول.مؤلم أن تراهم يطالبون بالماء , والكهرباء ..!!

مؤلم أنك لاتزال، من مكان(كزرة) لآخر، من حي لآخر.. تحمل هما بحجم مسكن يؤويك ومَن تعول.
مؤلم جداً أن ترى أطفالاً بعمر الزهور، وتسمع عن آخرين، يتسكعون في الشوارع يقتلون , ينتهكون وآخرين بملابسهم الرثة أثناء الدوام الدراسي وخارجه.. يسألون الناس إلحافا.. يتعرضون، ممن لا قلوب لهم ولا أفئدة، للانحراف الخلقي والاستغلال المادّي.. للاتّجار بطفولتهم في سوق الانحراف والتسول.. و..... مؤلمٌ أن ترى امرأةً - فضلاً عن نسوة في(الكزرة) - في حضنها طفل يبكي جوعاً، ومن حولها أطفالُها الصغار.. ما بين باك، وآنٍ، ومبتسمٍ ابتسامة مضطربة، ومتألّم لعلة لا تعلم المسكينة لها سببا..

وآهٍ.. كم يكون ألم الأب والأم حين يتأوّه ولدهما أمامهما من ألم نزل به ولا يجدان له سببا..!، وكم يكونا أكثرَ ألماً إن تمكنا من معرفته، وتمنيا دواء له؛ فلم يستطيعا له طلبا , مؤلم أن تري دولة كالسينغال بتعداد سكان يزيد علي أربعة عشر مليون وبدون أي مقومات إقتصادية وحتي أنها تمنح تراخيص الصيد من بلدي, وتفصلنا عتها أميال في شتي المجالات (تعليم , صحة, بنية تحتية ,إلخ ....). مؤلم أن تري أفراد شعبك في طوابير بمريضهم وسائحهم وطالبهم عند الضفة ينتظرون الإذن بصرف أموالهم.

مؤلم أن تخاف من الموت، لا للموت بحد ذاته، ولكن خشية ألا تجد وطناً بمساحة قبر يلمّ أحشاءك، يكرم جسدك ولو ميْتاً..!!، بعد سفر طويل من الاغتراب في وطن وهبتَه روحك - لا منة وتفضلا، بل انتماء وهوية وعشق - فسلبك روحك وانتماءك وهويتك ووهبك بعض ظل.. ومتنفذين ، ومتمردين بلا هوية.. هم منقسمون فكراً و وظيفةً، لكنهم في انتهاب الوطن على قلب رجل واحد و وظيفة واحدة..!!، والضعفاء، وما أكثرَهم، بلا وطن، ولا حتى ظل وطن..!

مؤسف أن ترى أطفالا وشباباً وحتى شيوخاً، متعلمّين ومثقّفين وسياسيين .. ثقافتهم السّباب والشتم والبذاء؛ تشعر حين تسمع ألفاظهم النابية .. أنك بحاجة لتغسل أذنيك وتطهر قلبك مما لاثهما..!

مؤلم أن ترى بأم عينيك – وبناتهما – ومِن أمامك وخلفَك،ومن حوليك، وتسمع بأذنيك.. أن شجرة الفساد، في مؤسسات بلدك، المدنية والعسكرية، تنمو وتترعرع بسرعة لا حد لها ولا كوابحَ تحجمها عن اقتحام الأمكنة والأزمنة.

جذورها تتغلغل في الأعماق، يوماً عن يوم، وشهراً عن شهر، وسنة عن سنة.. وفروعها تضرب عرضاً وطولا في كل اتجاه.

ومؤلم أن ترى ثمارها تترنح عن اليمين وعن الشمال، وحيثُما أجلت نظرك : إهمالا في الأداء الوظيفي، غشاً وتزويراً في المعاملات، نصبا واحتيالا, ورشوةً، وربا يربوعند الناس, وفسادا فقهيا ،و اختلاسا لأموال الشعب وثرواته، وتضييعا للحقوق.

والثمرة الكبرى الأكثر نضجا : أجيال من الفاسدين، ما يعني عقوداً من التخلف، دهراً من الوجع.
مؤلم أن ترى بلادك (لا مقارنة بسواها، بل بقهرها وتقهقرها) عاما بعد عام، ومرحلة بعد مرحلة بلا تنمية إقتصادية ولا بشرية.

صعب عليك.. أن تغالب دموعك، وأنت ترى بعينيك تلك المشاهد والصور، يوميا تحدث في ربوع وطنك الممتد من أقصى القلب إلى أقصاه.

صعب عليك أن تعقد مقارنة بين سعادة الآخرين وتعاستنا، بين سرورهم وألمِنا، بين ناطحات سحابهم وناطحات قلوبنا.. بين "تكنولوجيا" تقدّمهم و"تكنولوجيا" تخلّفنا.

مؤلمٌ.. ومؤلمٌ..
ومع كل ألمٍ وحزن ويبقى الأمل كبيراً في أن نستبدل بأشواك اليأس ورد الأمل، وبجلمود الجمود دولابَ البناء والعطاء والإبداع.. ولكن بصدق وإخلاص الأنبياء، وبهمة الأوفياء، وثبات الجبال . .
كل يوم، من عمر الزمن، تطوى صفحته إلى الأبد بجمالها وقبحها.. نحن من يكون سببا في ذلك الجمال وإشراقه أو القبح وديمومته فما أجمل أن نطويَها بأيدينا الجميلة التي خلقت لتبقى جميلة، وسنفعل إنشاءلله.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا