هكذا جاءت الامطار لله الحمد بعد سنة من الجفاف وقلت المراعي مما كاد أن يقضي على ثروتنا الحيوانية لولا تدخل الحكومة وتبنيها لخطة استعجالية سمتها "أمل 2012" وهي الخطة التي شملت على ثلاث مكونات أساسية هي فتح دكاكين لبيع المواد الغذائية بأسعار مخفضة بنسبة 50% وعمليات توزيع مجاني لمواد غذائية للطبقات الفقيرة وتوفير الاعلاف بأسعار رمزية علي كافة التراب الوطني تتساوي فيها سكان عين بنتيلي وانجاكو مع سكان نواكشوط وانبيكت لحواش.
هذه الخطة التي رصدت لها الدولة 45 مليار \اوقية وتباشر بها المواطنون وأشادوا بنجاحها جعل منها المتخبطون من قادة المعارضة مهزلة تمارسها الحكومة على شعبها، وغير قابلة للاستمرار والنجاح حتى أن البعض منهم ـ والعياذ بالله ـ يتباشر بعدم سقوط الامطار فى بعض المناطق وذلك أملا منهم في عدم نجاح هذه الخطة وضعف الحكومة وعدم سيطرتها على الاوضاع المعيشية للسكان لكن جاءت الامطار بما لا تشتهيه سفن المعارضة وعمت الامطار ربوع الوطن واخضرت الأرض وارتوت الأودية وبقيت مخازن مفوضية الأمن الغذائي ومخازن شركة سونمكس مليئة بمختلف أنواع الاعلاف التي استغنى عنها المواطنون .
ماذا يريد هؤلاء من حكومة يستعد رئيسها لمساءلة شعبه للمرة الثالثة ، ويجوب وزراؤها خلال هذا الشهر الكريم مختلف بلديات الوطن من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها كل ذلك للإطلاع عن قرب على الاوضاع المعيشية للسكان والبحث عن المشاكل المطروحة والعمل على حلها وذاك صاحب المياه يشرف على تزويد بعض القري بالماء الشروب وذاك مدير وكالة النفاذ الشامل يباشر إطلاق إنارة بعض المدن ن وذاك المسؤول عن الأمن الغذائي يأمر بتوزيع كميات معتبرة من المواد الغذائية لصالح بلديات ريفية ، وذاك مفوض حقوق الانسان يعمل على بناء بعض المرافق العمومية لصالح الطبقات المهمشة والقائمة تطول.