في صباح الأحد 1 مارس 2010 وبعد الإفطار الصباحي كان علي أن ابدأ رحلة "السندبا العجيب" في البحث عن العمل خاصة وأن ظروف العيال لا تتحمل راحتي ليوم واحد لأنني لم أبعث لهم أي مبلغ مالي طيلة مقامي بغامبيا.
ذهبت إلى صديقي مدير المدرسة "بالرياض" فوعدني بمنحي ساعات وقال :" لي تبدأ العمل من غد" ثم عرجت على مقهى للانترنت وفتحت موقع المسابقات الرسمية وكم كان حزني أن أول مسابقة يعلن عنها قبل عودتي بقليل لا تتوفر في شروط المشاركة فيها "مسابقة لأساتذة التعليم الثانوي :بعضها خارجي في مواد علمية وبعضها داخلي في مواد أدبية "وبما أن المسابقة الداخلية حكر على أساتذة التعليم الثانوي للسلك الأول فلم يكن بوسعى المشاركة فيها.
بعد ذلك اتجهت لوسط العاصمة لأبحث وضع المهنة الصحفية التي كانت ظروفها قد ازدادت صعوبة وزاد عدد المتسولين باسمها،كما كان القطاع العام قد بدأ لاستعداد لرحلة التغيير لوضعيته الإدارية التي فرضها قانون تحرير الفضاء السمعي البصري الذي تم استصداره لاحقا ( 26يوليو من نفس السنة) وسمح بفتح الباب أمام إنشاء قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعية خاصة في سنة 2011.
في رحلة العودة من المدينة عثرت على زميل وصديق قديم كنت قد تعرفت عليه في مؤسسة "صحراء ميديا" سنة2007 وهو محمدن ولد آكاه مدير موقع "الحصاد" فسألني أين كنت" فأخبرته فقال لي :"اتصلت عليك طيلة الشهرين الماضيين ولم أجدك. فقلت خيرا فقال :" لدى موقع إلكتروني قيد التأسيس وأود منك أن تعمل معي فيه رئيس تحرير" فوافقت على الفور، فقال :" سأزورك بعد يومين أو ثلاثة بعدما أرتب بعض الأمور".
عدت في صباح اليوم الموالي 02مارس2010 للتدريس بالمدرسة في مقاطعة الرياض وكان عدد الساعات بداية قليلا والجرة زهيدة وما إن انقضى الشهر الأول حتى كانت لدي توقيت كبير في المدرسة ولكن الأجر بقي ضعيفا.
كان عملي في المدرسة هو تدريس لبعض مواد كاللغة العربية والتربية المدنية والتاريخ والجغرافيا للإعدادية والثانوية،وقد كانت ظروف العمل صعبة حيث لا أجرة للنقل ولا إفطار صباحي ولا حتى كأس شاي في أوقات الدراسة غالبا.
من حيث الانضباط والاهتمام كان التلاميذ في غالبيتهم منضبطين مع المواد العلمية واللغات الأجنبية وعكس ذلك مع المواد التي أدرسها أنا وزميلي أستاذ التربية الإسلامية،وقد لاحظت عزوفا عن المواد الأدبية والتربية الإسلامية والتربية المدنية لدى التلاميذ وهو أمر غير محمود العاقبة، كما استنتجت من خلال سنوات طويلة (5) درست فيها اللغة العربية ضعف المستويات لكل المستويات الإعدادية والثانوية فى لغة القرآن الكريم خاصة في العلوم الأساسية فيها كالإملاء والنحو والصرف.
بعد أيام من بدء التدريس بالمدرسة جاءني زميلي محمد ولد آكاه مدير موقع "الحصاد" ذات مساء من شهر مارس2010 ومعه جهاز كومبيوتر محمول "وموديم" انترنت لتبدأ رحلتي مع هذا الموقع وصاحبه النبيل.
وأذكر بهذه المناسبة ...
يتواصل ...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 66حلقة" .
ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com