رجح محللون أن يؤدي مزيد من التدهور الأمني في العراق الى ارتفاع أسعار النفط الى نحو 160 دولارا، في وقت اتسعت فيه أزمة الوقود في العراق بسبب توقف مصفاة بيجي التي تنتج نحو نصف المشتقات النفطية في العراق، في ظل صراع بين الحكومة والمسلحين للسيطرة عليها.
وتوقع محللون غربيون أن يرتفع سعر خام برنت بسبب الأزمة العراقية، بما يتراوح ما بين 10 إلى 50 دولارا حسب تطورات الصراع بين الجيش العراقي والمسلحين. وقال فرانسيسكو بلانش محلل السلع في بنك أوف أميركا ميريل لينش “في السيناريو الأول، إذا دخل المسلحون العاصمة العراقية بغداد، يمكن أن يرتفع خام برنت بما يتراوح بين 10- 15 دولارا للبرميل”.
وأضاف لصحيفة شيكاغو تريبون الأميركية أنه في “السيناريو الثاني، الذي استبعد حدوثه، وهو توقف الصادرات العراقية البترولية البالغة 2.6 مليون برميل يوميا، ما يؤثر في سوق النفط العالمي بشدة، ويؤدي لارتفاع خام برنت بما يصل إلى 50 دولارا” ليصل الى أكثر من 160 دولارا للبرميل.
وخفف جوليان جيسوب الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس من تأثر أسعار النفط العالمية بالأزمة العراقية، فذهب وفقا للصحيفة الأميركية إلى أن تفاقمها سيرفع سعر خام برنت إلى 120 دولارا للبرميل فقط.
وأضاف أن الاقتصاد العالمي سيواجه خطرا إذا تصاعدت الأزمة العراقية وواصلت أسعار النفط الصعود بسبب المخاوف من تعطل الامدادات. واقترب سعر خام برنت أمس من حاجز 115 دولارا للبرميل في بورصة العقود الآجلة في لندن. وينتج العراق حاليا 3.33 ملايين برميل في اليوم وفق أوبك، ليتل المرتبة الثانية في إنتاج النفط المنظمة بعد السعودية وقبل إيران والكويت، بحصة تمثل 12 بالمئة.
وتشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أن العراق يحتل المركز الخامس عالميا من حيث حجم الاحتياطات النفطية، والتي تبلغ نحو 143 مليار برميل، في حين تبلغ احتياطات الغاز الطبيعي نحو 3.1 تريليون متر مكعب، ويحتل فيها المركز 11 عالميا، لكن الكمية المستغلة منه سنويا لا تتجاوز مليار متر مكعب.