2024 عام الإبل في المملكة العربية السعودية :|: اصداروثيقة “ميزانية المواطن” من طرف وزارة المالية :|: مشاركة وفد برلماني في اجتماع البرلمان العربي حول فلسطين :|: تعيين سفيرجديد لموريتانيا في قطر :|: تعليق وزيرالمالية على وضعية الاقتصاد الوطني :|: توقعات بارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق :|: خطاب وزيرالداخلية خلال اطلاق تطبيق "هويتي" :|: البرلمان يصادق على مشروع ميزانية 2024 :|: La nouvelle tribune : موريتانيا على وشك ثورة اقتصادية بفضل الغاز :|: تدشن المقر الجديد لمجلس اللسان العربي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

تصل براحة الرئيس/ بقلم محمد فال ولد سيدي ميله
الاعلان عن علاوات لمختلف الأسلاك العسكرية
رجل يكتشف "مفاجأة" داخل جمجمته !!
لا أحدَ يمكنه الرد على إساءات الصحافة المغربية../ عبد الله ولد اتفاغ المختار
من ذكريات دراستي زمن الطفولة والمراهقة (ح14)
مقابلة مديرعام المحروقات حول الاستغلال المرتقب للغاز
الاعلان عن تنظيم مسابقة لاكتتاب 15 موظفا
شركة أمريكية تسرح ربع موظفيها بعد حادث سيارة !!
غريب : حاول قتل صرصور ففجر منزله !
معلومات عن زواج القاصرات في موريتانيا...
 
 
 
 

سنوات الضياع (05) إعلامي...في الزمان والمكان الخطأ..!

vendredi 5 juillet 2013


طال الانتظار لاكتشاف المجهول ... وفي بداية اكتوبر2001 كانت احتفالات التخرج والراحة ونقود المنحة قد انتهت والمجتمع يرمق بعيون تتساءل :"ماذا بعد التخرج"؟

كانت المهنة الاعلامية آنذاك عبارة عن "مهنة للتسول" لاأقل ولا أكثر مع استثناءات قليلة لكتاب وليس لصحف مستقلة ، أما الاعلام الرسمي فكان في قمة التطبيل والتوظيف والتزمير لنظام الرئيس الأسبق ولد الطايع.

ويشترك الاثنان وقتها في صعوبة "الولوج لأي منهما"،أما قضية غياب المهنية والأخلاق والمأسسة فحدث عنها ولاحرج،حيث أن الصحف وقتها قليلة العدد وهي اسبوعية في غالبيتها او نصف شهرية ويقوم الجزء الأكبر من تمويلها على "التسول للاشهار والاشتراكات وتلميع الأشخاص وبالتالي فعلى كل من يريد أن يجد موطئ قدم في هذه المهنة أن يتحول إلى "متسول" .

طبعا لم يكن يليق بي أن أتخلى عن الاعتبارات المهنية والأخلاقية لأدخل بذات الطريقة، ومن هنا بدأت أتلمس طريقا أشبه بمن يبحث عن "ابرة في كومة قش" كما يقول المثل.

صعوبة اخرى كانت في طريقي ببداية تلمسي لدخول بلاط صاحبة الجلالة التي حرف إسمها للأسف لتصبح "مهنة المتسولين" أو "مهنة من لامهنة له" وكان من شبه المستحيل أن أعمل فيها حتى ولو توفرت الاعتبارات المهنية والأخلاقية وأنا الذي لا أعرف اسم مسؤول أو شخصية اعتبارية أو محل إدارة.

في سبيل التعرف عن قرب بالميدان زرت الزميل الدكتور عبدوتي ولد عالي مدير جريدة"الراية" وقتها وكانت تكرس الخط التحريري المعارض للنظام مع جريدة"القلم"،وقد كنت حظيت بالتعرف عليه في تونس صيف 2000 وتناقشنا في هموم المهنة وقال لي :" إنه سيفتتح جريدة"، طبعا رحب بي زميلي الدكتور وقضيت أياما تعرفت خلالها على بعض الأشياء المهمة في ممارسة المهنة في الواقع وكانت طبعا بعيدة عن كل ما درست.

لم أحظ بفرصة عمل معهم رغم حسن الضيافة من زميلي عبدوتي ولد عالي وكرمه وزملائه في جريدة "الراية"(أسجل هنا شكري الجزيل لهم)،فقمت بعدها بجولات على صحف أخرى ومن أشهر الصحف وقتها في تلك الفترة "العلم ، ومرآة المجتمع ، أخبار نواكشوط، الوحدوي، الصحيفة،النهار، لاتريبين ، القلم،الراية).

لم تسفر تلك الجولات عن إيجاد موطئ قدم حيث أن الصحف في موريتانيا وقتها لها طواقم متمرسة على قواعد العمل وفونه "المحلية"ويبدو أنني لست مؤهلا للعمل فيها على الرغم من "الشهادة التي وقع عليها 54 أستاذا تونسيا بينهم 10 متخصصون في الصحافة المكتوبة بدءا بتصور الموضوع ومرورا بالتحرير الصحفي وانتهاء بالاخراج الفني".

تضايقت من ذلك كثيرا، خاصة وأنني كنت كلما دخلت على مقر جريدة لا أجد بالكاد من يفهم ما أقول أو يتخاطب معي بطريقة مهنية وتنبئ عن تقدير واحترام يليق بقيمتي ومكانتي العلمية والأخلاقية بل يتعاملون معي بخطاب جاف وفي غالب الأحيان دون أ ي ترحيب أومجاملة.

كما كانت تقلقني عبارة كثيرا ما أسمعها في كل مكان"الصحافة الا شمن الطلابه واللحلاحه"،بالاضافة إلى كون كل من التقيتهم في ما تعرفت عليه من صحف ليسوا أصلا من أهل المهنة الحقيقيين بل دخلوها عن طريق الهواية"أساتذة، معلمين، تخصصات أخرى ،هواة ،أو بلا شهادات أصلا"،ومع ذلك يساعدهم الواقع على إقصاء أهل المجال الحقيقيين المؤمنين بقيمة الراسلة الاعلامية ونبل المهنة.

أذكر أن قريبا لي رآني مهموما بعد عودتي من احدى تلك الرحلات المكوكية الخائبة في وسائل النقل البدائية التي نمتلكها "من سيارة أجرة خردة، وحافلات أمتعة تكسر الظهر سواء بالجلوس أو الوقوف أو الانحناء داخلها"فقال لي سوف أنصحك.وهو يبتسم ثم أردف قائلا :"لدى صديق يمارس الصحافة وقال إن من يريد أن يدخل المجال هنا عليه أن يتحلى بثلاث صفات هي :معرفة المسؤولين ومن يمكن أن يكتب فيه أو عنه ليبتزه من الناحية المالية (رسميا او شخصا عاديا)،ثم عليه أن لايولي الأخلاق عناية تذكر وأخيرا عليه أن ينفذ تعليمات أهل الجريدة مهما كانت دون نقاش.

(بكيت في داخلي وأشفقت على نفسي حيث أن كل هذه المؤهلات غير موجودة لدى بل لا أتوفر الا على نقيضها من علم وأخلاق وقناعات ومبادئ راسخة بأن لا أخون الضمير المهني وأن أكون مع الرسالة النبيلة في وقوفها مع الشعب.

ضاقت دائرة الأمل في المهنة حيث لم أستطع الحصول على فرصة فيها ولكن لابد من...

يتواصل...

بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)

ملاحظة :

لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني أسفله.

الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).

للتعليق والملاحظات :

ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا