من أجل حفظ وتوثيق تاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف منذ عهد النبوة، يعرض متحف عمارة المسجد النبوي تاريخ التوسعات التي شهدها المسجد منذ بنائه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى الآن.
ويعد متحف عمارة المسجد النبوي إرثا تاريخيا لما يحتويه من مقتنيات ثمينة وقطع أثرية نادرة، حيث يعرض تاريخ التوسعات التي شهدها المسجد في أكثر من 1400 عام، لتكون شاهدة على جمال ودقة العمارة الإسلامية وتصاميمها الهندسية وزخارفها العمرانية.
ويسلط المتحف الضوء على خصوصية المسجد النبوي ومكانته وفضل عمارته، ورفع مستوى الوعي الثقافي بالحضارة الإسلامية وإثراء تجربة الزائر فنيا وثقافيا، من خلال عرض واسع ومفصل عن تاريخ عمارة المسجد النبوي.
ويعرّف المتحف الزوار بمعالم المسجد النبوي كالمنبر والمحراب، والقباب والمظلات، والأبواب، والأذان والمؤذنين والمآذن، والمنارات والساحات وعدد من الخدمات الأخرى التي تقدم لزوار المسجد النبوي.
ويقع المعرض جنوب المسجد النبوي على مساحة 2200 متر مربع، ويقدم محتواه بعدة لغات عبر اللوحات الجدارية والشاشات التفاعلية وترجمة محتوى المعرض إلى 12 لغة، إضافة إلى ترجمة صوتية عبر أحدث التقنيات، تمكّن الزائر من الاستماع لجميع المحتوى عبر الأجهزة المخصصة لذلك.
ويضمّ المعرض عددا من التقنيات الحديثة والشاشات التفاعلية مع الزوار التي تتحدث عن العمارة والمعلومات المتعلقة بالمسجد النبوي، بالإضافة للأفلام التلفزيونية وقاعة للعروض السينمائية، كما يحتوي قاعة خاصة للمقتنيات الثمينة، تضم عددا من أنفس وأندر مقتنيات الحرمين الشريفين والقطع الأثرية القديمة المحفوظة عبر العصور.
معرض عمارة المسجد النبوي ليس الوحيد الذي يعرض مقتنيات من هذا الشكل، حيث يسلّط معرض عمارة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة أيضا الضوء على الحضارة الإسلامية عبر العصور.
فالمعرض الذي تمّ افتتاحه قبل 23 عاما في مكة يحوي 7 قاعات تشتمل على مجسمات للحرمين الشريفين، وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة، وتتوزع القاعات على مقتنيات المسجد الحرام، والكعبة المشرفة، والصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة، والمخطوطات، ومقتنيات المسجد النبوي، وبئر زمزم.
ويستقبل المعرض في كل عام أكثر من نصف مليون زائر من ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام.)
ويحرص المعرض على ضمّ المزيد من القطع الأثرية واستبدال أخرى، حيث ضمّ لمجموعته أعمدة الكعبة بقواعدها الخشبية والتاج التي تعود إلى عهد الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير عام 65 للهجرة، وقاعدة حجرية كانت تقوم عليها الأعمدة، وهلالا نحاسيا يعود لعام 1299 للهجرة، وهلال المنارة الرئيسة في المسجد النبوي في بداية القرن الرابع عشر الهجري.
وإلى جانب تلك القطع الأثرية التي تجسد تاريخ الحرمين الشريفين، مقتنيات أخرى ثمينة ونفيسة في قسم المكتبة الخاصة بالحرمين الشريفين، حيث توجد نسخ نادرة من المصحف الشريف والمخطوطات، بالإضافة إلى ما في قسم المسجد النبوي من نموذج للحرم المدني يوضح التوسعات التي حدثت في مختلف العصور.
وتزخر قاعة المسجد النبوي بالقطع الأثرية النادرة، أبرزها باب المنبر العثماني الذي يعود تاريخه لعام 998 للهجرة، كما يوجد بقاعة زمزم أجزاء من فوهة بئر زمزم القديمة، ومجسم لقطع طولي لبئر زمزم يوضح تفاصيل البئر، إضافة إلى مزولة شمسية لتحديد أوقات الصلاة يعود تاريخها لعام 1023 للهجرة، وأول ساعة تم تركيبها في المسجد الحرام عام 1352 للهجرة.