قبل فترة ليست بالقصيرة ظهرت موضة المواقع الالكترونية في ساحتنا الوطنية في تواصل طبيعي لموضة انتشار الموضات التي بدءت مع ظهور هذه الدولة وتوزعت في مختلف حقول الحياة من تسريحات وتقليعات الشعر وحتى موضة فتح الجامعات والهيئات الخيرية ومراكز التكوين مرورا بموضات الملبس والمأكل والمشرب والمسكن والمركب.. ولقدكانت موضة المواقع الالكترونية على الشبكة العنكبوتية طامية وصاخبة.
وفي البدء ظهرت اجيال من هذه المواقع اهتمت بالإقتيات على ما صح واحيانا على ما اعتل من أخبار الساسة والسياسيين، ومع مرور الوقت أضافت صفحات ثقافية ظلت دائما دون المستوى ومع تكرس الموضة اكثر ظهرت مواقع تعنى على الأقل شكلا بالثقافة، وإن ظل البون بين الشكل والمضمون شاسع.
وفي ذلك الخضم ظهر "موقع التيسير الثقافي" الذي بدء من أول يوم رحلته مع التفرد والتميز والعطاء غير المحدود. كثيرون انبهرو بهذ التفرد وهذا التمكن من ناصية تقديم المادة الثقافية المميزة المرتبة المعدة المنتقاة وفي مختلف حقول المعرفة؛ لكني لم أنبهر بهذ التفرد لأني اعرف أن موقع التيسير ابن شرعي لمحظرة التيسير الرائدة التي ملأ صيتها الحسن الأفق الإسلامي الممتد عبرالقارات الخمس، والتي حجزت موقعها في مقدمة قبل المقدمة بفعل عطاء علمي لا يقبل الجدل، ومنهج تعليمي مستقيم، ومواقف دينية وعلمية لا يرقى لها الشك ، وسمعة واحترام طيبين حفظها الله وحفظ اهلها من كل سوء.
ولقد ولد موقع التيسيرالثقافی ولله الحمد مكتمل النمو راشدا يركن إلى أصالة لا غبار عليها، ومعاصرة واعية مضبوطة لا شية فيها، ولم يلبث وقت كثير حتى تربع على الصدارة وتمكن من الريادة فجال بقرائه في مختلف بساتين المعرفة الزاهرة بأسلوب سلس رزين فاتحا ذراعيه لإبداعات فطاحلة المفكرين والباحثين وتوجيهات وإرشادات كبار العلماء والمربين فجزى الله فضيلة الأستاذ الباحث أبو محمد بن محمد الحسن المؤسس والمشرف على هذ الموقع الذي أعتبره محاولة ناجحة لتقريب الهوة بين صفحات الكتب الصفراء وصفحات الحواسيب الملونة، فله الشكر على ما بذل. وإلى موقع التيسير وهويطفأ شمعته الأولى أقول عيدا مباركا وسعيدا وإلى الأمام في طريقك مع رحلة التفرد مع كامل الحب والتقدير والإعجاب....