تونس : زيارة تبادل بين الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص وتهريب المهاجرين ونظيرتها التونسية :|: ماهي أكبر 10 دول إنتاجا واستهلاكا للشاي؟ :|: مرشحون معارضون يقررون وقفات احتجاجية :|: منصة إنتاج وتخزين الغاز "FPSO" تتوجه إلى حقل "آحميـم " :|: البرلمان يصدق على اتفاقيات قضائية مع السنغال :|: Afrimag : "المعارضة في صفوف متفرقة" بالرئاسيات :|: تهنئة أمريكية لموريتانيا بتقدمها في حرية الصحافة :|: على هامش المعرض الجزائري : مؤسسة أجود للأبواب توقع مذكرة تفاهم مع شركة "سارال آزا" الجزائرية :|: اغلاق "نقطة ساخنة" بعد مواجهات بين الشرطة والباعة المتجولين :|: ورشة لإطلاق مشروع إنشاء معاهد جهوية للتعليم العالي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

قراءة في خطاب خائب...

حمدي ولد الشيخ

jeudi 27 août 2015


يكتنف خطابَ إخوتنا في الإنسانية من ساكني الضفة الأخرى، غموض محير عجيب، في ميدان القيم الكونية المشتركة التي نصبوا أنفسهم سدنة لها، يفتحون الأبواب ويوصدونها متى وكيفما شاؤوا...

يوزعون بلطف وحنان الإكراميات والجوائز... وربما صكوك الغفران... على من يعجبهم ... ويحرمون منها وبصلف وعنجهية من لا يروق لهم...

ويريدون لنا أن نسلم بالأمر الواقع، ونمعن في التذلل والاستعطاف... ألسنا ــ في ظنهم ــ المؤمنين بأنهم الأقوى وبأن كلمتهم هي الأعلى، وأن القيم هم "خالقوها" و"مالكوها"...وللخالق في خلقه شؤون، وله أن يتصرف في ملكه كيفما شاء، ولا يسمى ذلك جورا وإنما عدلا...

لا نريد أن نعيِّرهم بأنهم المبتدئون في المعرفة والأخلاق والآداب، وفي الحكمة وفصل الخطاب، فالأمور هكذا... دولٌ من سرَّه زمن ساءته أزمان...

لكن ليسمحوا لنا أن نقرأ في ظاهر ما جادت به قرائح هيئاتهم تعليقا على حكم قضائي صادر من محكمة مستقلة بشأن قضية تتعلق بمواطنين موريتانيين...فسنجد فيه ما يغنينا عن التأويل والحفر في ما يستبطنون...

فهذه مندوبية الاتحاد الأوربي العتيد في نواكشوط تستجمع أمرها وتنادي كبراء البعثات الأوربية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية لتتأسف على "تأكيد محكمة الاستئناف بألاك للحكم القاسي الصادر بحق رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ..."..
إن الأسف عاطفة إنسانية لا تناقش، لكنه يختلف باختلاف مصدره وسياقه، والمصدر في هذه الحالة هيئة دبلوماسية ينبغي أن تعكس الحكمة والتروي وتبتعد عن العواطف والأحكام المعيارية، والسياقُ حكم قضائي كان من الأجدر لدعاة الديمقراطية والفصل بين السلطات أن لا يتعرضوا له، وأن يتذكروا أن أولى صفات "المعلم" الناجح هي القدوة الصالحة...

كما كان عليهم أن يحتفظوا لأنفسهم بالمواعظ المجانية التي وجهوها في بيانهم الموتور لسلطات بلادنا ولمجتمعنا المدني...

وهي مواعظ ما كان لهم أن يجرؤوا على إسدائها لولا ما لاحظوا في سلطاتنا من لين وخفض للجانب جعلهم يستبيحون حرماتنا...

أما الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي فتحت حكومتنا بسذاجة لمكتبها بنواكشوط كل الأبواب وأشركته في إعداد الخطط وتنقيحها، كأنها تكرم كريما لتملكه، فها هو ذا يتطاول على قضائنا معربا عن "خيبة ظنه جراء القرار المذكور" الذي يقول إنه "ضيع فرصة تصحيح الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية التي أدانت بيرام الداه اعبيدي، المناضل ضد الرق..."، مذكرا بأن مكتب المفوضية في نواكشوط قد طالب مرارا بفتح تحقيق مستقل حول الأحداث التي أدين بسببها هذا المواطن...

أي منطق أعرج هذا الذي يسوغ لهذه الهيئة الدولية أن تتدخل في قضايا معروضة على قضاء مستقل، وهي التي تشدد على قدسية استقلالية القضاء... أم أنها مجرد قدسية تستبطن النفاق وبث الفرقة والشقاق...

ومن أين لها أن لا تكون كذلك وأنوف مصدريها مزكومة بما يحوم حول أروقتها من شبهات، وما تعج به المجتمعات والأنظمة التي تقف وراءها من فضائح وانتهاكات صارخة لأبسط مبادئ حقوق الإنسان..

ألم تذكر أحدث الدراسات أن التعذيب يمارس في مختلف دول الغرب بأبشع صوره، من استخدام الصدمات الكهربائية إلى الضرب على أسفل القدمين والإحراق والعنف الجنسي والحرمان من النوم، بينما لم تتمكن عيون أصحابنا المريضة من أن ترصد معشار هذه المعاملات اللاإنسانية في بلادنا حتى الآن...

على رسلكم أيها المتطاولون، إن كيدكم مردود عليكم ولن ينال من تماسك شعبنا ولا من إيمانه بقيمه الراسخة، قيم السلام والمحبة، وننصحكم بأن تكفوا عن المراهنة على حصان خاسر...

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا