يوم المرأة العالمي :"مساواة وعدل وتنمية"

(رويترز) تحتفل نساء العالم بعيدهن العالمي، اليوم السبت الذي يوافق 8 مارس (آذار) من كل عام، وهي مناسبة عالمية للاحتفاء بإنجازات النساء، ونجاحهن في شتى المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، ليصبح هذا اليوم تجسيداً لنضال المرأة على امتداد القرون، للمشاركة في بناء المجتمع على قدم المساواة مع الرجل.

ويعد هذا اليوم بمثابة اجتماع للنساء من جميع القارات، اللواتي غالباً ما تفصل بينهن الحدود الوطنية والفروق العرقية واللغوية والثقافية والاقتصادية والسياسية، للاحتفال بيومهن، وجعلت الأمم المتحدة اليوم العالمي للمرأة هذا العام بعنوان "النضال من أجل المساواة والعدل والسلام والتنمية".

الاحتفال الأول

يرى بعض الباحثين أن الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، والذي عقد في باريس 1845.

ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، رغم أن باحثين آخرين يرجحون أن اليوم العالمي للمرأة، كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.

ففي 1856 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية، التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين عن السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.

خبز وورود

وفي 8 مارس (آذار) 1908م عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود".

وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال، ومنح النساء حق الاقتراع.

حركة نسوية

شكلت مظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة، خاصة بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف، رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية، وعلى رأسها الحق في الانتخاب.

الثامن من آذار

وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس(آذار) كيوم المرأة الأمريكية، تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك في 1909، وساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس (آذار) كيوم للمرأة، كما تم تبني اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي، بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.

وفي بعض الدول كفلسطين والصين وروسيا وكوبا، تحصل النساء منذ 8 مارس( آذار)2011 على إجازة في هذا اليوم.

وقف العنف

ولم تتبن الأمم المتحدة هذه المناسبة رسمياً حتى 1977، وذلك في قرار صدر بالإجماع عن الجمعية العمومية، تحت مسمى : يوم الأمم المتحدة لحقوق المرأة والسلام العالمي، إقراراً من المنظمة الدولية بمساهمة المرأة في جهود السلام والتنمية، ومطالبة بوقف كافة أشكال التمييز والعنف ضدها.

المساواة بين الجنسين

وكان ميثاق الأمم المتحدة، الذي وقع في سان فرانسيسكو في 1945، أول اتفاق دولي يعلن المساواة بين الجنسين كحق أساسي من حقوق الإنسان، ومنذ ذلك الوقت، ساعدت المنظمة على وضع مجموعة تاريخية من الاستراتيجيات والمعايير والبرامج والأهداف، المتفق عليها دولياً، بهدف النهوض بوضع المرأة في العالم.

وعلى مر السنين، اتخذ عمل الأمم المتحدة من أجل النهوض بالمرأة أربعة اتجاهات هي : تعزيز التدابير القانونية، وحشد الرأي العام والعمل الدولي، والتدريب والبحث، بما في ذلك جمع الإحصاءات المصنفة بحسب نوع الجنس؛ وتقديم المساعدة المباشرة إلى المجموعات المحرومة.