في كل عام يتجدد فصل الخريف وما إن تتساقط أولى أمطار الغيث تبدأ رحلة الخريف كما يسميها البعض " هذه العطلة التي تحيط بها المخاطر من كل ناحية تشهد إقبالا شديدا و خاصة من سكان العاصمة نواكشوط الذين لم يتحملوا حرارة و رطوبة العاصمة في فترة الخريف حيث تشكل العاصمة نقطة خطر على المواطنين حيث تنتشر الأمراض و الأوبئة و الأوساخ في ما يطر المواطن لمغادرة العاصمة لأخذ قسط من الراحة و الاستجمام.
و باعتبار طريق روصو البوابة الأولى للعاصمة نواكشوط حيث يتم من خلالها التواصل مع الدول المجاورة و بيع المواد الغذائية و استرادها ... إلى إنه و رغم إنه المدخل أول للعاصمة نواكشوط و كأول طريق شق بعد استقلال موريتانيا إلا أن هذا طريق يحتاج إلى إعادة الصيانة وذالك نظرا إلى شكلية الطريق إذ لم تعد تتسع لخروج الشاحنات و السيارات الخاصة في آن واحد , فهي تعجز عن تحمل سير السيارات الخفيفة الحجم و تعرض حياة المواطن للخطر , حيث كانت أكثر طرق حوادث و لا زالت إلا حدي الآن تعاني من تلك الحوادث , رغم وجود الدرك و الشرطة و أمن الطرق على عارضة هذه الطريق , تتجه المئات يوميا نحو أماكنها متخذة هذا طريق كسبيل للوصول إلى أمكنتها رغم أن هذا الطريق لا يصلح لمرور أكثر من سيارة واحدة على الأقل حيث يعرض مئات المواطنين للخطر و يضع حدا لحياتهم. فمن المسؤول ؟
في هذه الأيام تشهد معظم القرى و الأرياف المطلة على طريق الرابط بين العاصمة و لاية روصو تواجد سكان من منطقة إلى أخرى حيث يقضين العطلة المدرسية هناك و يستمتعون بنصيبهم من الخريف حيث يقومون بمجاورة " مشاريع لبيع اللبن " في أمكنة ممتاز بإطلالتها الجميلة و مكانتها.
لكن الحوادث السير التي تحصدُ أرواح البشرية يوميا لسوء صيانة الطريق و رغم أن الحكومة تعلم أن هذه البوابة الغربية لموريتانيا على إفريقيا إلا أن طريق الرابط بين العاصمة و الولاية يشكل خطرا على رواد هذه الأمكنة و ملاكها حيث لم يعد باستطاعتهم تمتع و الاستمتاع بنظر إلى جمال الطبيعة هناك أو تمتع بالعطلة و ذالك نتيجة الحوادث التي غالبا ما تنتج عن السرعة الفائقة التي يقود بها بعض سائقين " تاكسي " على طول تلك الطريق التي لا تتسع لتلك السرعة و لا تتحمل جفير الماء لكي تتحمل السرعة و تقاطع بين الشاحنات و السيارات الخفيفة الحجم.
فهذا طريق عاش عمر الدولة و هو يأكل نفسه و تنهشه السيارات المتآلكة و العابرة أحيانا بسرعة فائقة التي غالبا ما تكون سبب في انهاء حياة الأشخاص , هذا الطريق الذي تحمل مرور الزمن و تحمل حجم السيارات المحملة بالمواد الغذائية و الأسلحة و رغم العصور التي شهدها هذا
الطريق , فمن هو المسؤول الأول عن هذه القضية ؟ و لماذا لم يتم النظر إلى هذا الطريق الذي لم يعد يصلح للمنافسة ؟
يواجه الآلاف من المواطنين مصيرهم نتيجة الحالة الهشة لهذا الطريق حوادث الكثيرة و جرحى و أطفال ماتوا ليس لذنب بل كانوا يحملون معهم أمل في الوصول إلى ديارهم سالمين لكن الدولة التي هم منها لم تتكفل بالقيام بواجبها و جعلتهم هم ضحايا و لم تهتم لأمرهم , فمن المسؤول ؟
أمُ لأولاد لها حاجة مطر لقضاها و لا تتوفر دون العاصمة لن تيأس في الوصول إلى غايتها لكن سييأس الفخ المنصوب أمامها منها و يحرمها رؤية أبنائها و هم يكبرون يمرحون يلعبون يتزوجون فمن المسؤول ؟
ماذا أصاب المواطن الموريتاني ليلزم الصمت و هو أمام الموت ؟ و أين هي الجهة المكلفة بصيانة الطرق و لماذا لم يتم إلى حدي الساعة قيام بتوسعة لهذا الطريق الرسمي الذي يسلكه الملايين .... بدل وضع طرقات و تجميلها في الرمال بمسميات" شارع عزيز " و شارع مسعود " و غيره " أم أنها لعبة ؟ و ما هي أسباب تجاهل السلطات المكلفة بالأمر لذاك الطريق الذي لم يعد يصلح للعرض.
كثيرة هي الزيارة التي قاموا بها رؤساء موريتانيا على هذا الطريق فهو شاهد و دليل بحد ذاته كأول شارع لكنه فقد يد المعاينة و الحكومة ما زالت تظنه أحدى شوارع" انيويورك " لا يحتاج إلى الصيانة.
جميل أن لا تشكل الطرق نقطة خطر على حياة المواطنين كما هو جميل أن لا يدق ناقوس الخطر أبواب المواطن , كما يجب على الدولة أن توفر لكل مواطن حاجياته و متطلباته من قوت يومه مكتفية بتأمينه , هذا فضلا عن الضرائب و المشاكل التي تواجه المواطن البسيط يوميا و يسكت عنها ابتغاء لوجه الله و ليعيش كريما , فقط ما يريده هذا المواطن هو تأمين حياته لا شي آخر , فالأرزاق و أعمار بيد الله.
الكاتب : حمودي / حمادي
Istaylo.hamoudi@gmail.com