المرشح بيرام : أحمل مشروعا لم تتبناه الدولة :|: مؤتمر CENI الصحفي حول مستجدات الانتخابات :|: مامادو بوكاربا : ترشحت للمنصب "لإقامة العدل وسيادة القانون” :|: HAPA :عالجنا 9 شكاوى في الأسبوع الأول من الحملة :|: المرشح حمادي : CENI خيبت أملنا من جديد :|: المترشح ولد الوافي : أتعهد بتغييرواقع البلاد إلى الأحسن :|: المرشح بيرام : ترارزه بها أكثرمكاتب التصويت تزويرا :|: المرشح العيد : هجرة الشباب سببها "البطالة والتهميش" :|: المرشح أوتوما :المليارات خصصت للعصابه ولم تنعكس على حياة لمواطنين :|: توضيح عن بطاقات الناخب المرمية في حاويات القمامة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

اختيار الوزير ولد معاوية عضوا في اللجنة المكلفة بمتابعة حملة المرشح ولد الغزواني
مقترح بإعادة هيكلة شركة المياه SNDE
معمرة مكسيكية تكشف سر طول عمرها !!
المرشح ولد الغزواني يعين ولد حبيب الرحمن مستشارا له
من يوميات طالب في الغربة :(8) صدفة التعارف.. وضوء في بداية النفق؟ !
هفوة جديدة لبايدن في إيطاليا !
CNSS يعلن عن اكتتاب 30 إطارا
تامشكط : رجل الأعمال الشاب ولد محمد لغظف يواصل جهوده السياسية والتنموية
من التيار... إلى الحزب / محمد فال بلال
تخلي "أوبك+" عن سعر 100 دولار لبرميل النفط استراتيجي أم تكتيكي؟
 
 
 
 

الثقافة التزام... أو لاتكون !..د. محمد ولد عابدين *

samedi 4 mai 2024


لامراء فى أن الثقافة من المفاهيم المركبة الملتبسة الشائكة التى تأبى تعريفا جامعا مانعا -كما يقال - لغويا وابستمولوجيا وانتروبولوجيا ، إلا أنها تظل مرتكزا محوريا فى حياة الشعوب والأمم ؛ فهي رافعة النهضة وربيبة الحضارة وركيزة التنمية.

إنها من الناحية الانتربولوجية تمثل العلاقة الحيوية بين الإنسان و الوجود ؛ فهي تجسيد للكينونة والهوية بأشمل معانيها وأعمق تجلياتها ، وبهذا المفهوم القيمي تغدو الميزان الفصل الذى يقاس فى ضوئه مدى تطور الشعوب أو تخلفها ؛ فبقدر ماتنتج من ثقافة وأدب وإبداع تثقل موازينها ، فى حين تنكفئ شعوب أخرى ويتراجع أداؤها العلمي ويشح عطاؤها المعرفي ؛ فتخف موازينها !..وفى كلتا الحالتين فإن المسؤولية التاريخية تقع على عاتق المثقف الذى بات لزاما عليه أن يعي ضرورة حضوره الراهن ، وحاجة المجتمع إلى التفاعل معه والتعاطي مع مشروعه الفكري وخطابه التنويري فى شتى مناحي حياته الإجتماعية والسياسية والثقافية والأدبية.

ويبقى الحديث عن دور المثقف فى ظل غياب اقتناص المفهوم ؛ حديثا نظريا وفى غاية التجريد ، إذ أن مفهوم المثقف من المفاهيم التى يقترن استخدامها بميوعة شديدة فى العديد من السياقات والفضاءات.

ولأن المقام ضيق والموضوع متشعب ، فلنا مندوحة عن الخوض فى تحديد المفاهيم وتدقيق المصطلحات على غرار مايتطلبه البحث الأكاديمي ، وسنكتفى بإضاءات وإشارات سريعة إلى مانعنيه بالمثقف الملتزم والأدوار التى يراد له النهوض بها.

لا جدال فى أن الاتصاف بخاصية الثقافة يقتضى نسقا من المقومات والمرتكزات الاستثنائية ، ويستدعى تحصيل واستيعاب منظومة من المعارف والعلوم والخبرات والتجارب ؛ تتحول إلى رصيد ذاتي وجزء من مكونات ومقومات الشخصية الثقافية لحاملها ، وكثيرون هم من يحملون هذه الصفة -أويتحملونها- لكن قليلون هم من يمثلونها أو يتمثلون قيمها ويترجمونها فى حياتهم العملية ، لتتحول من طورها المفاهيمي النظري إلى خاصية الممارسة السلوكية الميدانية.

إن مفهوم المثقف يرتبط ارتباطا جوهريا بقيمته النضالية وأرومته النقدية ، ووظيفته التنويرية وروحه الثورية ؛ فهو عنوان لكل الممارسات الثقافية المنافحة عن المظلومين والمغبونين والمهمشين ، والمواقف الشجاعة المناصرة لإشاعة قيم الخير والحق والعدل فى المجتمع.

فالمثقف ينهض بوظيفة ذات مكونات متعددة ؛ معرفية واجتماعية وأخلاقية وإديولوجية ؛ فهو من تتكامل فى شخصيته وتتضافر فى تشكيل وعيه كل هذه الأبعاد مشفوعة أو مقرونة بما يمكن أن نطلق عليه كلمة السر فى شخصية المثقف الوطني ، ألا وهي " الالتزام ".

أقول ذلك وقد اطلعت على حضور هذا المفهوم ومركزيته ؛ عبر تراث باذخ من تاريخ الفكر والوعي الإنساني الحديث والمعاصر ، فلاينبغى أن يغيب عن الأذهان والأفهام أن فكرة "الالتزام " انبثقت من رحم تيارات فكرية وفلسفية ، ومقاربات إيديولوجية معروفة في سياقاتها التاريخية وحواضنها السياسية والاجتماعية.

فقد نضجت أساسا في القرن العشرين مع الماركسية المعروفة بتركيزها على البعد الجدلي بين النظرية والممارسة ، والدعوة الصريحة الملحة إلى حتمية "تجنيد الفكر من أجل خدمة قضايا وهموم الطبقة الكادحة" وتم التعبير عن الفكرة والتنظير لها بعمق ورصانة فى كتابات " غرامشى " حول " المثقف العضوي " و" المثقف التقليدي " بيد أن الفيلسوف الفرنسي الوجودي جان بول سارتر ؛ يظل صاحب الأثر الأكبر والتنظير الأشهر لمقولة " المثقف الملتزم" الحاضر بقوة فى قضايا وطنه ؛ المسكون بهموم مجتمعه مع نزعة إنسانية رحبة فى بعض تجلياتها.

إن استدعاء علامات فلسفية وقامات فكرية مضيئة مثل سارتر وغرامشى وغيرهما...لاينخرط فى سياق رغبة في الاستنساخ أو الاجترار لمقولاتهم وطروحاتهم ، بقدرما هو دعوة للاستئناس والاستلهام وإعادة التأمل فى ماهية دور المثقف ، وتجديد وتحديد مهامه فى" الالتزام" التى لايكتمل وجوده الثقافي بدونها ، فهذه الوظائف هي التى تخرجه من فرديته المعرفية إلى كينونة اجتماعية أكثر عمقا ورحابة وتواصلا وفاعلية.

ووفقا لهذا التفكير الأكاديمي الرصين المستبطن للفكرة - حتى فى غياب الوعي الإيديولوجي للمفهوم - يولد المثقف الملتزم أو العضوي أو الريادي أو الطلائعي ؛ رمزا للعلاقة الجدلية بين الثقافة والمجتمع ونبراسا للتنوير والتثوير ، وأيقونة للنضال والتغيير ؛ من أجل إحقاق الحق وتجسيد قيم الخير و العدل والعيش الإنساني الكريم فى كنف الإخاء والرخاء.

*د. محمد ولد عابدين
أستاذ جامعي وكاتب صحفي

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا