وفي صباح اليوم الموالي وصلت مقر المؤسسة لتبدأ حكاية جديدة مع صاحبة الجلالة نتعرف عليها في الحلقات المقبلة.
استقبلني زميلي العزيز الخليل ولد جدود بابتسامته وكرمه المعهودين..تجاذبنا أطراف الحديث وبعد ضيافة سريعة قال لي "هيا نذهب لادارة الجريدة وسوف تلقى خيرا".
ركبت بجواره وانطلقنا الى مقر الادارة في حي "سوكوجيم تفرغ زينه" بالقرب من سفارة"مالي" صعدنا الى الطابق العلوي حيث التقينا بالمدير التنفيذي لمؤسسة "صحراء ميديا" الزميل عبدالله ولد محمدي وبعد القبول"مشكورا" أحالنا للمدير العام الاداري الشيخ الداه ولد الزين حيث شرح لي حيثيات الشغل المطلوب مني وحقوقي المادية المترتبة عليه وكان من شروطي أن أبقي على المدرسة نظرا لعدم استطاعة المؤسسة تعويضي راتبا يغنيني عنها.
عاد بي لمقر المؤسسة وودعني واوصى بي خيرا لدى الزملاء العاملين معه ثم انصرف.
في اليوم الموالي 26 دجمبر2005 بدأت رحلة جديدة مع مهنة المتاعب ولكنها هذه المرة في جريدة يومية تحتاج لمادة محررة، وحسب ما لاحظت من أعداد سابقة كثيرة للجريدة هي أن لديها مشاكل في الانتاج الصحفي الخام كغيرها من الصحف اليومية التي عرفت هذه الفترة طفرة كبيرة فيها .
ومن الطبيعي أن يكون هنالك نقص كبير في صناعة المادة المكتوبة للكثير من الاعتبارات من أهمها :
– سهولة عملية النسخ واللصق مع بزوغ "موضة الانترنت" التي لم تكن بنفس السهولة خلال الخمس سنوات الماضية حتى يمكن القول إن مساهمتها في المادة الاعلامية للصحف اليومية شبه معدومة.
– غياب صحفيين متمرسين في الصحافة المكتوبة يستطيعون الانتاج اليومي وحسب الاشكال الصحفية الهامة"محتحقيقات ،ريبورتاجات،مقابلات".
– طغيان المادة السياسية (اهتمامات القراء الموريتانيين سياسية بالدرجة الأولى)
غياب معرفة عميقة بمشاغل المجتمع وتقديم معالجات اعلامية ناجعة لها
غياب صدى يذكر من القراء والسلطة للتعاطي مع ماتثيره الصحافة من هموم المواطنين مع "ندرة" وجود تلك الهموم على صفحاتها.
ضعف التمويل الخاص بها وغياب أي مساعدة من الدولة ذات شأن تساعد على اكتتاب من لديهم المؤهلات الأكاديمية والخبرة في الواقع.
غياب الالمام بالأشكال الصحفية التي تعطي للمضمون نكهة وتجعله متميزا عن الكتابات النثرية المملة من ناحية وغياب أي قيمة تذكر للشكل"الاخراج الفني" كما هو متعارف عالميا وهو الذي يعطي للجريدة قيمة تجارية (الاعلانات)وجمالية.
مازلت اذكر أنني قمت بأول عمل لصالح الجريدة وكان تحقيقا عن الاستعداد للاحتفال بعيد الأضحى يوم 26دجمبر2006"تاريخ التحقيق"ورافقني مشكورا وفي سيارته الزميل محمد حيد ه الملقب (آبه)وكان وقتها يعمل بالجريدة(له كل الشكر بالمناسبة) حاليا يعمل بقطر بعد عدة سنوات عمل في تلفزيون أمريكي.
كانت فترة عملي بجريدة الأخبار وقتها ...
يتواصل...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني.
الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com