موريتانيا تشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي :|: الأغلبية : شروط منح التزكية للمترشحين للانتخابات الرئاسية :|: "فترة عصيبة".. البنك الدولي يحذّر من تفاقم التضخم العالمي :|: الرئيس يبحث "استغلال مناخ الاستثمار" في موريتانيا مع وفد أوربي :|: إجازة خطة حكومية لعصرة الادارة :|: "دومين" : تسجيل العقود عن طريق منصة رقمية :|: متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !! :|: اتفاقية لافتتاح وكالة تابعة لـل"تشغيل" بالجامعة :|: اطلاق المرحلة الثالثة من برنامج تطوير التعليم :|: جدول رحلات الموريتانية للطيران لمسم الحج الحالي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

هجوم للقاعدة وفيضانات وحرارة مفرطة تربك صائمي موريتانيا .

samedi 28 août 2010


عاش الموريتانيون النصف الأول من رمضان على وقع أحداث كثيرة أثرت على خصوصية هذا الشهر وطقوس الصائمين، فقد اجتاحت البلاد فيضانات مدمرة ووصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، مما تسبب في معاناة كبيرة للصائمين.

كما أثر حادث تفجير تنظيم القاعدة لثكنة عسكرية بسيارة مفخخة على مشاريع السفر والاصطياف والنزهات الليلية التي اعتاد الصائمون في موريتانيا عليها بعد الإفطار، حيث انتشرت نقاط ومراكز تفتيش أمنية على مداخل ومخارج المدن للحد من الأنشطة الإرهابية ومنع تسلل مطلوبين إلى داخل المدن، وتسبب طول طوابير التفتيش وكثرة الإجراءات الأمنية في تخلي الكثير من الموريتانيين عن رحلاتهم التي تم تأجيلها أكثر من مرة بسبب الفيضانات التي قطعت الطرق والجسور في جنوب وشرق البلاد.

وتسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق بموريتانيا في مضاعفة معاناة الموريتانيين، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة وازدياد اعتماد المواطنين على المراوح والمكيفات. واضافة إلى الحرارة المفرطة، عانى الصائمون من تلف موادهم الغذائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتضاعفت خسائرهم بسبب اقبال المتسوقين على شراء أغلب احتياجاتهم قبل حلول شهر رمضان، لتحاشي ارتفاع الأسعار ومضاربات التجار، ولتجنب صعوبة ومشقة القدوم إلى السوق بسبب الحرارة والصوم واضطر بعض الموريتانيين ممن لا يملكون مولدات كهربائية إلى إعادة شراء مؤونة رمضان من لحوم وخضر وأسماك وباقي المواد التي تعرضت للتلف بسبب انقطاع الكهرباء.

وطغت معاناة سكان المناطق التي اجتاحتها السيول والفيضانات على ما سواها، حيث عاش المنكوبون لحظات عصيبة محاصرين بالسيول الجارفة التي دمرت عشرات المنازل وشردت عائلات بالكامل، خاصة في مدن كيهيدي وكامور وكوبني التي دمرت السيول أكثر من 240 منزلاً فيها، وتسببت الفيضانات في سقوط ضحايا وخسائر مادية جسمية في الممتلكات والجسور والسدود، وحاصرت السيول قرى بأكلمها، واضطر سكانها إلى الإفطار والامتناع عن الصوم بسبب تدمير منازلهم وارتفاع أسعار المواد الأساسية نتيجة قطع الطرق، ولا يزال خطر الفيضانات يهدد مئات الآلاف من سكان جنوب ووسط البلاد بعد تسجيل تساقط غزير للأمطار وعواصف رعدية في تلك المناطق.

حرارة مفرطة وإفطار الصائم

وفي المناطق غير المتضررة من الفيضانات لم يغيّر رمضان "الممطر" من تقاليد وطقوس الصائمين، باستثناء بعض العادات المرتبطة بالخروج للبادية، ورغم أن البلاد تعيش حالياً موسم الخريف حيث يسجل سقوط غزيز للأمطار في أغلب مناطق البلاد، إلا أن هذه الأمطار لم تلطف من حرارة الجو، حيث تعاني مناطق واسعة من موريتانيا من حرارة مفرطة، جعلت الحياة الليلية لساكنة المدن طاغية على حركتهم في النهار، لا سيما أن رمضان هذا العام يتزامن مع العطلة السنوية لأغلب الموظفين والعمال وأيضاً مع العطل المدرسية.

ويحرص الموريتانيون على أن تكون موائد الإفطار غنية بأنواع مختلف من المأكولات، كما يحرصون على دعوة الضيوف للإفطار للفوز بأجر وثواب إفطار الصائم، وأحيا الموريتانيون هذه العادة القديمة حين كان أجدادهم يدعون كل محتاج وفقير وعابر سبيل للإفطار، فابتدعوا إفطاراً جماعياً مجانياً أشبه بموائد الرحمان، لكنه يتم داخل المنزل وبحضور جميع أفراد الأسرة الذين يكرمون وفادة ضيوفهم ويقدمون لهم كل ما تم إعداده من طعام الإفطار.كما يحرصون على حمل وجبات الإفطار قبل أذان المغرب بدقائق إلى المساجد والمدارس القرآنية القريبة منهم وإلى جيرانهم من الأسر الفقيرة التي لا معيل لها.

تسابق ربات البيوت والفتيات بمساعدة الخادمات الزمن للانتهاء من تحضير وجبات إفطار تكفي أفراد العائلة والضيوف، إضافة إلى الجزء الخاص بالصدقة، بينما يقضي الشباب أغلب أوقاتهم في لعب الشطرنج التقليدي أو كرة القدم، حيث ينظمون دوريات محلية في الشطرنج وكرة القدم ويتنافسون على الفوز بمبالغ نقدية بسيطة، بينما يفضل أبناء الميسورين والطبقة المتوسطة التفحيط بالسيارات في الطرقات الخالية للتنفيس عن انفسهم، مما تسببه لهم زحمة الاختناقات المرورية التي تشتد في شهر رمضان، ويتجمهر الناس والمعجبون من حولهم غير مصدقين للحركات والسرعات التي يقودون بها سياراتهم.

ويحرص الرجال الأكبر سناً على حضور الدروس الدينية في المساجد ومنازل الشيوخ والعلماء والفقهاء. الذين لم تعد ظروفهم الصحية تساعدهم على الانتقال إلى المساجد لإلقاء الدروس والمحاضرات، فيستعيضون عنها بإقامة "خيمة علمية" داخل بيوتهم، حيث يقدمون حلقات ذكر ودروساً وفتاوى وأمداحاً نبوية.

وتدب الحياة في مدن موريتانيا بعد الرابعة عصراً، حين تنخفض درجات الحرارة، حيث يسارع المتسوقون إلى شراء احتياجاتهم من الأسواق ثم الانتقال إلى البيت لتحضير الفطور، بينما يغادر العمال مكاتبهم ومقرات عملهم، مما يتسبب في فوضى وزحمة مرورية خانقة.

وبعد الإفطار يفضل أغلب الموريتانيين الجلوس خارج المنازل بحثاً عن نسمة هواء، بينما ينتقل آخرون إلى خارج المدينة حيث تزدهر تجارة بيع لبن الإبل الطازج، ويستغل البدو شهر رمضان الذي جاء هذا العام في عز فصل الخريف حيث ترتفع درجات الحرارة، لتحقيق مبيعات مرتفعة من لبن الابل، ويقلص رعاة قطعان الإبل المسافة الفاصلة بينهم وبين المدن، حيث يتخذون من المناطق المجاورة للمدن مرعى لقطعانهم ويستقبلون الزبائن الراغبين في شرب حليب طازج والاستمتاع بنسيم الصحراء تحت خيمة مصنوعة من وبر الإبل، وهناك يحلو السمر رفقة الأصدقاء والأقارب.

العربية نت

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا