اللجنة التوجيهية لصندوق النقد تقر بخطر الصراعات على الاقتصاد :|: الرئيس يتحدث عن أهداف عقد مجلس الوزراء بنواذيبو :|: مباحثات موريتانية - تركية في اسطنبو :|: وصول رئيس الجمهورية إلى مدينة نواذيبو :|: من هموم ساكنة انواذيبو.. قبل زيارة الرئيس :|: AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي :|: رحلة لنقل الوزراء إلى نواذيبو لحضوراجتماع الحكومة :|: صحة : متى يصبح فقدان الشهية "قاتلاً"؟ :|: ماهي الدول العربية الأقل في نسبة الدين العام؟ :|: قبل زيارة الرئيس ... معلومات عن مدينة انوذيبو :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
 
 
 
 

لا.. هذه ليست حربنا /أحمد يعقوب ولد سيدي

mercredi 23 janvier 2013


إن مشاركة موريتانيا في الحرب أصبحت تحصيل حاصل ما دامت تنتظر فقط طلبا من ديونكوندا تراوري الذي ليس له من شغل سوى التوقيع على طلبات التدخل الأجنبي في بلاده

بعد أن جرده الانقلابيون من كل صلاحيات ،إنه قصر النظر بل هو الجنون بعينه أن نشارك في حرب ليست حربنا لا من حيث أسبابها ولا أهدافها ولا تداعياتها المستقبلية على المنطقة، بل فقط من أجل عيون تراوري أو شد أزر هولاند.

أولا إن من يعتقد أن هذه الحرب ستجتث الإرهاب من المنطقة هو واهم جدا، فالإرهاب ظاهرة كونية ترفدها تراكمات من القهر والإحساس بالضيم المتجذر إضافة إلى صراع الأفكار والمعتقدات عبر التاريخ.. فاختلط فيها الحق بالباطل، وأضحت معالجتها تقتضي أولا تجفيف منابعها، والوسيلة الأولى لذلك هي نشر العدالة بين الناس شعوبا ودولا، وهو ـ لعمري ـ أمر ما زال مناط الثريا. وقد أثبت الحلول العسكرية فشلها في القضاء على هذه الظاهرة. وما التجربة في أفغانستان والعراق عنا ببعيد، حيث لم تعرف هاتان الدولتان الاستقرار رغم مرور أكثر من عقد من الزمن على الحرب على الإرهاب هناك، بل إنه حتى يومنا هذا لا يخلو يوم من حدوث انفجار في إحدى هاتين الدولتين.

أما لو نظرنا في الأسباب التي مهدت لهذه الحرب في الشمال المالي، فسنجد في مقدمتها وجود منطقة شاسعة تعادل مساحتها مساحة العديد من الدول مجتمعة، اتسمت منذ عقود بعدم الاستقرار بسبب محاولة إرغام سكانها (والاستعمار الفرنسي هو المسؤول عن ذلك) على التبعية لسلطة مركزية لم يعترفوا بها يوما ويختلفون معها ثقافيا وعرقيا. ومن الأكيد أنه ما لم يسمح لسكان إقليم أزواد بتحديد مصيرهم وضبط علاقتهم بالسلطة المركزية ـ إن وجدت ـ فلا أمل في حصول استقرار وبالتالي سيظل الإقليم ساحة خصبة للصراعات وأرضية صالحة لنشوء وتطور الجماعات المسلحة.

إن الأهداف التي حددتها فرنسا لهذه الحرب ليس من بينها حل مشكلة أزواد التاريخية ولا النظر في مطالبهم المشروعة، بل إن الهداف الحقيقي لهذه الحرب هو الدفاع عن سمعة وهيبة فرنسا كقوة امبريالية تعتبر مالي ومنطقة الساحل عموما مجال نفوذ لها تسرح فيه وتمرح، تأخذ خيرات شعوبه، وتنصب الأنظمة التي تطيعها وتنقلب على كل من سولت له نفسه أن يتنفس دون علمها.

لقد قالها فرانسوا هولاند أمس في مؤتمره الصحفي في دبي وبوضوح بل بصفاقة؛ أن هدف الحرب هو حماية الرعايا الفرنسيين في مالي، وما لم يوضحه هولاند أن أولئك الرعايا هم موظفو مجموعة شركات فرنسية تنخر الاقتصاد المالي المنهك أصلا باستغلال المعادن الوحيدة المستغلة في البلاد، ولا شك أن ما تحدثت عنه الصحافة الإسبانية من أن الهدف الأول للحرب هو اكتشاف احتياطيات كبيرة من اليورانيوم في المنطقة تريد فرنسا أن تستأثر باستغلالها، يصب في نفس الاتجاه.

هذه هي الأهداف الحقيقة للحرب، فبالله عليكم ما علاقتنا نحن في موريتانيا بكل ذلك، ثم ما هو دورنا ـ إن شاركنا لا قدر الله ـ لن يكون القصف الجوي طبعا فتلك مهمة فرنسا بامتياز، سنكون في الصفوف البرية الأمامية، وسيشيدون بتجاربنا الماضية خاصة وأن رئيسنا قد قالها من قبل إن جيشنا هو الجيش الوحيد في المنطقة الذي يملك الخبرة على الأرض، ولسنا هنا بوارد الحديث عن مصداقية ما قاله الرئيس ولا تقييم التجربة السابقة، لكننا نأمل أن نختزن قوتنا وما نمكله من طاقات وخبرات، ونكرس كل ذلك للحفاظ على أمن حدودنا وسلامة أراضينا.

إن حماية بلدنا من الارتدادات الأمنية لهذه الحرب ليست بالمهمة السهلة بالنظر إلى صعوبة بل واستحالة السيطرة على الحدود التي تربطنا بمنطقة الصراع والتي يزيد طولها على 1200 كلم، ظلت حتى قبل الحرب بؤرة للقلاقل والاضطرابات.

نشير هنا إلى أن شظايا هذه الحرب قد وصلتنا حتى قبل أن تبدأ حيث تدفق إلى الأراضي الموريتانية آلاف اللاجئين، وهو ما يطرح بالإضافة إلى أعبائه الاقتصادية ـ في بلد ليس الملجوء إليه أحسن حلال من اللاجئ ـ مشاكل وتحديات أمنية واجتماعية تحتاج أخذ الكثير من الحيطة والحذر.

وإذا كانت أصوات في فرنسا ـ هذه القوة الاقتصادية الكبرى ـ بدأت تعلو، محذرة من أعباء الحرب الاقتصادية على البلاد، وبدأ هولاند يشحذ مادا يده للعالم بدء من دول الخليج العربي لتمويل حربه في مالي، فما بالك بتداعيات هذه الحرب الاقتصادية على موريتانيا؛ سيما إن قررت المشاركة فيها. فبلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر، يحرم عليه حتى التفكير في مساندة حرب يمكنه النأي بنفسه عنها.

ثم إن النظام الحالي في باماكو ولا حتى الذي قبله، لا يستحق علينا الكثير من النصرة والدفاع عنه، بل يبدو أننا ننسى بسرعة فائقة، فدماء الدعاة الموريتانيين الذين قتلهم الجيش المالي ـ الذي لا يقدر إلا على الدعاة المسالمين ـ لم تجف بعد، وبيانات الحكومة وتصريحات الرئيس شديدة اللهجة لم يجف حبرها بعد.
وقد عبرت الحكومة حينها عن استعدادها لكل شيء من أجل الرد على تلك الجريمة البشعة، لكننا نسينا كل ذلك حتى التحقيق الذي وعد به الرئيس لم نعرف مصيره، والغريب أننا اليوم نعلن استعدادنا للدخول في حرب من أجل هذا النظام الذي هو نفسه قاتل الدعاة الموريتانيين بدم بارد، زد على ذلك أنه اليوم يضايق الموريتانيين في مالي ويعتقلهم لا لشيء إلا لأنهم موريتانيون، وحتى النظام المالي السابق كنا نتهمه بالتآمر مع الجماعات المسلحة التي هاجمت موريتانيا حينها انطلاقا من الأراضي المالية، ولم يناصر الجيش المالي آنذاك نظيره الموريتاني في المواجهات التي خاضها على الأراضي المالية، بل إن العملية المشتركة الوحيدة في غابة غاو قد انسحب خلالها الجيش المالي من المعركة وترك الموريتانيين يواجهون الجماعات المسلحة لوحدهم على أرض المعركة، فهل بعد كل ذلك نستجيب لطلب نظام باماكو لدخول الحرب حتى قبل أن يطلبها.

إن نظاما يقتل الموريتانيين بدم بارد، ولا يلقي بالا لأي من المطالب الموريتانية حتى بمجرد إجراء تحقيق في الحادث، وها هو اليوم يضايق ويعتقل الموريتانيين ويصادر ممتلكاتهم ويحرق شركاتهم لا يستحق أن ندخل حربا من أجله.

وإن حربا أولى نتائجها هو التظاهر بممارسة المحظورات من تدخين وخمور وغيرها لا تستحق ـ في أقل تقدير ـ إراقة دماء الموريتانيين بالمشاركة فيها.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا