تتأهب مدينة نواذيبو الوديعة هذه الأيام لاحتضان الاجتماع الأسبوعي للحكومة، المزمع عقده غدا الاثنين برئاسة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
ويتطلع سكان المدينة الساحلية الجميلة النائمة بين ضفاف المحيط الأطلسي، أن يكرس مفهوم التلاحم الوطني، ويعزز اللامركزية التي تعتبر خيارا لا رجعة فيه، سبيلا لتحقيق آمالهم واحتياجاتهم.
فبعد القرارات الهامة التي تبنتها الحكومة في اجتماعها المنعقد في مدينتي روصو والنعمة، العام المنصرم، برفع الجمركة عن الأدوات الزراعية وتخصيص عشرات المليارات للزراعة والتنمية الحيوانية، لتحقيق نهضة اقتصادية في هذين القطاعين المحوريين في التنمية، سبيلا إلى تحقيق الهدف الأسمى وهو الاكتفاء الذاتي قي مجال الغذاء، فضلا عن تحسين البنى التحتية والرفع من جودة الخدمات في هذه المدن، ها هي جوهرة الاقتصاد الموريتاني والعمود الفقري له تستعد لتكون المحطة الثالثة في هذه السياسة الاستراتيجية.
حدث سينعكس حتما على نواذيبو وسكانها، الذين يعلقون عليه آمالا كبيرة لتحقيق نهضة تنمية اقتصادية تتغير معها حياتهم، وتظهر معه مدينتهم في حلة زاهية تضاهي أقرانها ويوفيها حقها كمدينة ساحلية تتوفر على اقتصاد نوعي متجدد، كالثروة السمكية والمعادن والعديد من مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة الهوائية والشمسية (المشروع الطموح للهيدروجين الأخضر قيد الدراسة)، إلى جانب الموقع الجغرافي المتميز.
آمال تجد مشروعيتها في تخصيص الاجتماع غدا لدراسة مشاكل المدينة وهموم أبنائها وتطلعاتهم، لا سيما تلك المتعلقة بالبعد الاقتصادي، كالصيد البحري بمختلف مكوناته، والذي يعد الرافد الأول للاقتصاد المحلي والوطني والمحرك الأساسي له منذ قيام الدولة وحتى الآن، لقدرته على استيعاب عشرات الآلاف من اليد العاملة وبما يغذي به خزينة الدولة من العملة الصعبة.
تطلعات أعرب عمدة بلدية نواذيبو، السيد القاسم ولد بلالي عن رغبته في أن تتحقق، وأن يكون هذا الاجتماع فأل خير للمدينة وأن تتمكن الحكومة من تسوية مشاكل المدينة، خاصة تلك الشائكة منها لما يكتسيه هذا الاجتماع من خصوصية.
وقد أشاد نائب المدينة محمد عبد الله ولد الغيلاني هو الآخر بأهمية الاجتماع في تحقيق نهضة اقتصادية بالولاية المتميزة بموقعها الجغرافي ومقوماتها الاقتصادية، مبرزا أهمية أن تقود نواذيبو أي قاطرة تنموية في موريتانيا.
وتوقف حيمودة ولد خومان أحد أعيان المدينة عند ما تحقق لسكان نواذيبو في السنوات الأخيرة من إنجازات، تمت بموجبها تسوية العديد من المشاكل المطروحة، كوضع رئيس الجمهورية أواخر سنة 2022 الحجر الأساس لحل مشكل المياه بالمدينة، وتوسعة شبكة الطرق الحضرية ب 46 كلم، وبناء 378 وحدة سكنية للأسر المتعففة، وتوزيعات نقدية قدمتها مفوضية الأمن الغذائي ومندوبية التآزر، مؤكدا أن العمل جار لحصول عمال شركتي تسويق الأسماك واسنيم على قطع أرضية مجانية، إلى جانب مشاريع تنموية واعدة.