وصف أحمد ولد داداه، رئيس "تكتل القوى الديمقراطية" الموريتاني المعارض، في مقابلة مع قناة "العربية" الأوضاع في البلاد بأنها "استثنائية"، وقال إن "موريتانيا تعيش ظروفاً أمنية خطيرة جداً، كما تعيش فراغاً قانونياً وتشريعياً وسياسياً".
وخاض ولد داداه في ملفات شائكة تشغل المواطن الموريتاني في الوقت الراهن، حيث اعتبر أن "البرلمان غير شرعي وقد انتهت مدته قبل عام"، مؤكداً أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو التشاور والإجماع.
والمطلوب حسب المتحدث، هو "إطار توافقي يحاكي اتفاق داكار الذي أنهى الأزمة السياسية"، لأن "الانقلاب ليس حلاً بل هو جزء من المشكلة، فضلاً عن كون الانقلابات لم تعد مقبولة دولياً".
وبشأن دور الجيش في البلاد، قال أحمد ولد داداه، إن "الجيش هو حامي السيادة الوطنية، وهو جيش جمهوري ولا بد من أن يكون خارج اللعبة السياسية"، مضيفاً بقوله "نحتاج إلى رفع معنويات الجنود في جبهات القتال".
وبالنسبة للمعارض الموريتاني، فالبلاد "تحيط بها عصابات تعيش في منطقة توصف بعدم الاستقرار، والحدود مع مالي تزيد على ألفين وثلاثمئة كيلومتر"، قبل أن يؤكد أن "الوضع في مالي يهدد استقرار موريتانيا".
سياسياً، سجل رئيس تكتل القوى الديمقراطية في موريتانيا، أن "المعارضة تريد حلولاً ديمقراطية لمشاكل موريتانيا، ويجب أن تكون صناديق الاقتراع هي التي تحدد مصير الموريتانيين، كما يجب أن تكون كلمة الحسم للشعب الموريتاني وحده".
وبخصوص ظاهرة "الربيع العربي" ومدى احتمال امتدادها إلى بلاد شنقيط، اعتبر ولد داداه أن الاحتجاجات الواقعة اليوم هي امتداد لمسيرة نضالية سابقة، دون أن يفوت تسجيل حقيقة أن التجارب الديمقراطية في المنطقة أثرت في موريتانيا، ومع ذلك، فالنضال الديمقراطي في موريتانيا سبق الربيع العربي، ونحن نناضل منذ 20 عاماً لتكريس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، يقول المتحدث.
حادث استهداف الرئيس غامض
وتعليقاً على حادثة استهداف رئيس البلاد محمد ولد عبدالعزيز، أكد ولد داداه، وجود مشاورات مع الفرنسيين، لكنه لم يكشف عن فحواها، معتبراً إصابة الرئيس الموريتاني بطلق ناري حادثاً غامضاً. كما أشار إلى أن الأطباء الفرنسيين هم الذين يحددون موعد عودة ولد عبدالعزيز، بعد لغط كبير رافق هذا الغياب المثير.
وأكد ولد داداه أن الخلافات السياسية بين المعارضة والرئيس ما زالت موجودة، ومن الطبيعي أن تعود إلى التظاهر، وهذا أمر تقتضيه مصالح البلاد، حسب قوله.
وبالنسبة لرئيس تكتل القوى الديمقراطية، فإن "تعليق أنشطة المعارضة مؤقت للتعبير عن التعاطف مع الرئيس في محنته، والتجاذب السياسي ينبغي أن يبقى في حدوده الأخلاقية"، داعياً إلى حسم الموقف من غياب الرئيس في إطار المعارضة أولاً.
وبالمناسبة، نفى ولد داداه وجود أي اتصال له مع المؤسسة العسكرية منذ حادث إصابة الرئيس ولد عبدالعزيز.
المصدر :العربية نت