خطاب مفوض حقوق الانسان في اليوم المدرسي لحقوق الإنسان :|: محكمة الإستئناف ترفض طلبا بمنح حرية مؤقتة لعزيز :|: القابلات يبدأن إضرابا عن العمل :|: وزيرة : تم رفع الحماية الاجتماعية ب35% :|: ازويرات : الشرطة تحيل عصابة إجرامية ت إلى النيابة العامة :|: أسعار النفط ترتفع.. وخام برنت فوق 86 دولارًا :|: وزير : أسعارالمواد الأساسية مستقرة :|: الاعلان عن خطة للإلتزام بعلنية الأسعار :|: مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية :|: انعقاد مجلس الوزراء في دورته الأسبوعية :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

إطلاق اسم المجاهد ولد الباردي على المعبر الحدودي الموريتاني مع الجزائر
الحصاد ينفرد بنشر الصور الأولى لمعبر المجاهد اسماعيل ولد الباردي
طول أصابع اليد يكشف سمات شخصية !!
الموعد الأنسب لممارسة الرياضة في رمضان
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
الجزائر والمغرب والصحراء.. يكرهونه أكثر مني..
توقيف لصوص سرقوا 60 مليون أوقية من شركة بنواكشوط
الاعلان المشترك : شراكة استراتيجية تؤسس لعلاقة جديدة *
الوجيه والسياسي عبد الحي ولد محمد لغظف يطالب من مقاطعة تامشكط بمأمورية ثانية لرئيس الجمهورية
 
 
 
 

عكس المجتمعات العربية :الطلاق مرحب به في موريتانيا

lundi 19 juillet 2010


ساعد تساهل المجتمع الموريتاني في الطلاق وتأثير الأعراف والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين على تأصيل“عادة الطلاق” في أوساط الأسر الموريتانية مما خلف جيشاً من المطلقات وشرد آلاف الأطفال، وارتفعت نسبة الطلاق إلى مستويات قياسية لم تصل اليها أي من الدول العربية، حيث قدرت احصاءات رسمية نسبة الطلاق بـ 37% بينما تؤكد منظمات مستقلة أنها تجاوزت 42%.

أسباب وأنواع

يعود السبب الرئيس لتفشي الطلاق في موريتانيا الى أن المجتمع الموريتاني الذي تغلب عليه حياة الحل والترحال اعتاد الطلاق منذ عهود قديمة وشجع عليه بسبب إقبال الرجال على السفر الطويل للتجارة والغزوات وتفضيلهم عدم تعليق الزوجات وتقييد حرياتهن أثناء هذه المغامرة، مما انعكس على الأعراف والتقاليد حتى باتت بعض الأسر الموريتانية تعتبر الطلاق أمراً عادياً ومسألة ثقافية تلقى قبولاً وترحيباً في المجتمع التقليدي.

إضافة إلى هذه العوامل تأثرت نسبة الطلاق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة وارتفعت بشكل كبير داخل المجتمع عاصفة باستقرار الأسر ومشردة آلاف الأطفال. وتوجد في المجتمع الموريتاني نماذج غريبة من حالات الطلاق كطلاق “الملل” وطلاق بسبب تكرار “إنجاب الأنثى” وطلاق “الغيرة” وطلاق “النفساء” وطلاق في فترة “شهر العسل” وطلاق بسبب “فقدان العذرية” وطلاق بسبب “التأثر بالتلفزيون” وطلاق بسبب كثرة “التحدث بالجوال” إلى غير ذلك من حالات غريبة ومتنوعة من أنواع الانفصال وتدمير الأسرة !

عادات وتقاليد

دفع ارتفاع نسبة الطلاق داخل المجتمع الموريتاني الخبراء والباحثين الاجتماعيين إلى تحذير الحكومة والمجتمع من تفاقم هذه الظاهرة وتأثيراتها على الأجيال القادمة لاسيما أن نسبة الطلاق ارتفعت بين الموريتانيين في السنوات الأخيرة متأثرة بزيادة عدد السكان والظروف المادية الصعبة.

ويعتبر الباحث الموريتاني محمدو ولد تقي الله “أن التقاليد والأعراف تلعب دوراً هاماً في الرفع من نسبة الطلاق وترسيخ هذا الخطأ كتقليد وعادة، فجميع الدراسات التي أجريت حول الطلاق دقت ناقوس الخطر وحذرت من استمرار وتأثير هذه الآفة على مجتمع صغير ومنغلق على نفسه حيث يؤدي تكرار الزواج والطلاق إلى تشابك العلاقات الاجتماعية مما يضطر المرء إلى التدقيق كثيراً قبل اختيار زوجة جديدة خشية أن تكون طليقة أحد أقاربه”.

ويضيف :“تعاني المرأة الموريتانية من تهديد دائم بالطلاق أمام أبنائها وأسرتها ومجتمعها لأنها معرضة للطلاق بدون سبب قوي ومقنع لإنهاء رباط الأسرة وفي أي وقت ومهما طالت أو قصرت فترة الزواج، حيث إن هناك تقاليد تشجع الرجل على تطليق زوجته والبحث عن بديلة مما دفع أغلب النساء إلى التمرد وهجر بيت الزوجية خوفاً من أن يقدم الزوج على تركهن وتطليقهن” !

النسبة الأعلى

ويؤكد الباحث تقي الله : “إن هذه العادات الاجتماعية أثرت بشكل كبير على الاستقرار الأسري وأفقدت الأزواج الإحساس بآثار الطلاق على الأسرة فأصبح الانفصال وطلب الطلاق وهجر بيت الزوجية أول الحلول وليس آخرها، مما جعل موريتانيا تسجل نسبة عالية في الطلاق والإخفاق العائلي”.

بينما ترى الأخصائية الاجتماعية العالية بنت بيروك : “أن هناك عوامل متشابكة أدت إلى ارتفاع نسبة الطلاق في موريتانيا أهمها (الزواج المبكر والعنوسة وزواج الأقارب وغياب المهر ومؤخر الصداق وعدم مطالبة المطلقة بنفقة الأطفال وضعف القوانين والعادات السلبية) فكل هذه الأسباب تزيد من حدة المشكلة، حيث يؤدي التسرع في الزواج وزواج الأقارب إلى حدوث الطلاق لأن قرار الزواج تم اتخاذه إرضاء للعائلة وتقليداً للكبار أو خوفاً من العنوسة وهرباً من تسلط الأسرة بالنسبة للفتيات”.

وتضيف بنت بيروك : “يشجع غياب المهر ومؤخر الصداق وعدم مطالبة أهل المطلقة بالنفقة الرجل على الإقدام على تطليق زوجته والبحث عن بديلة، كما تساهم العادات السلبية السائدة في المجتمع في تكريس الطلاق كأول الحلول وليس آخرها حيث إنها تشجع الرجل على هجر زوجته وتطليقها كما تشجع المرأة على التمرد على الحياة الزوجية والاحتفال بالطلاق”.

فيما فرض ارتفاع الطلاق واقعاً جديداً على الأسرة الموريتانية حيث تشابكت العلاقات الاجتماعية وأصبح الطلاق مسبباً لأحزان الأطفال والأخوة والأب والأم، وزاد من الأزمات الاجتماعية ورفع نسبة أعداد معيلات الأسر.

ضحايا الانفصال

ترى الباحثة بن بيروك أن الأطفال هم الضحية الأولى لتفشي الطلاق حيث إنهم يعيشون حياة صعبة بسبب انفصال الوالدين كما يعانون بشدة من كثرة زواجهما وطلاقهما من آخرين، وتضيف : “إن انفصال الوالدين يحدث صدمة لدى الطفل ويؤثر على توازنه النفسي ويقلص طفولته، كما أنه يحدث تحولات هامة في حياة الطفل لأنه يؤثر على مستواه المادي ومعيشته مثل الرعاية الصحية والترفيه كما يؤثر سلباً على النجاح الدراسي، إضافة لذلك فإن مأساة الطلاق تتعمق أكثر عندما يتعلق الأمر بأطفال يحرمون من رؤية آبائهم بسبب اشتراط الكثير من الأمهات إمدادهن بالنفقة مقابل السماح لمطلقيهن برؤية الأطفال”.

وحذرت الأخصائية من تفشي ظاهرة الإقبال على الانفصال وقالت إن ضغوط الحياة اليومية تفرض الاختلاف وحدوث المشاكل وتوتر العلاقة الزوجية، لذلك من المهم احتواء المشكل وعلاجه وتعديل السلوك وتفهم الطرف الآخر والتخلص من المشاكل والروتين اليومي وعدم السماح للآخرين بالتدخل بين الزوجين، قبل التفكير بالانفصال، كما أن التوعية تلعب دوراً أساسياً في تحذير المجتمع من خطورة تفشي الطلاق وضرورة الإقلاع عن العادات السيئة المشجعة على الانفصال”.

صحيفة الاتحاد الإماراتية

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا