انطلاق أعمال الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الروسية :|: مواعيد الافطارليوم25 رمضان بعموم البلاد :|: زعيم المعارضة : ندرس خيار مرشح موحد للرئاسيات :|: مسابقة وزارة الشؤون الإسلامية الخاصة للعلوم المحظرية :|: تدشين طريق يربط بين النباعية وطريق الأمل :|: نقابة الصحفيين تنظم النسخة الثالثة من "أيادي الخير" :|: الرئيس يتوجه إلى قرية النباغية :|: الناطق الرسمي يقيم حفل إفطار على شرف الصحفيين :|: سعر الذهب يخترق مستويات قياسية جديدة فوق 2300 دولارا :|: الحزب الحاكم ينظم حفل افطار بنواكشوط :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

من هو الرئيس السنغالي الجديد؟
مرسوم يحدد صلاحيات الشرطة البلدية
تعيينات هامة في قناة الموريتانية
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
ما أقصروأطول ساعات الصيام في رمضان 2024/1445؟
دولتان عربيتان بين أكبرمنتجي ومصدري الطماطم عالميا
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
ما الأسباب وراء تراجع أسعارالغذاء العالمية؟
ثلاث وفيات في حادث سير لسيارة تهرب ذهبا
 
 
 
 

صالون الولي ولد محمودا يحتضن كوكبة من العلماء والمفكرين

lundi 10 novembre 2014


الصوفية عنوان الجلسة .. وتحت اليافطة عناوين مهمة اخرى

الزمان : السبت الموافق 8 نوفمبر الجاري

المكان : منزل الولي محمذن بن محمودا = تفرغ زينة - حي أه نور

ركنت سيارتي بصعوبة قرب منزل الولي ولد محمودا حيث أن تأخري عن الموعد المحدد بالثانية عشر والنصف زوالا بربع ساعة جعل سيارات الضيوف تحتل طول الواجهة على الشارع وكنت اتمنى لها ان تصطف عند الباب إكراما للمفكر الأستاذ/ احمد باب ولد احمد مسكة الذي جاء بصحبتي هو والشيخ الوجيه المثقف احمد فال ولد الشيخ أحمدو الخديم والباحث في قضايا الصحراء الكبرى محمد سالم ولد ابه العلم اليعقوبي والدكتور سيدي محمد ولد حمد أستاذ الجيولوجيا بكلية التقنيات ، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه ..

استقبلنا الولي ولد محمودا ببشاشته المعهودة وبسمته التي تكاد لا تفارق محياه .. وقادنا الى صالون فخم في بهو المنزل حيث باقي الضيوف المشاركين وهم السادة/ صاحب الفضيلة العلامة حمدا ولد التاه ، معالي الوزير الأول السابق محمد الامين ولد اكيك معالي الوزير السابق أبو بكر ولد احمد معالي الوزير السابق محمد غالي ولد اشريف احمد، العالم الشيخ ولد الزين الاستاذ الجامعي الدكتور بلال ولد حمزة الصحفي والكاتب المشهور الاستاذ/ عبد الله

السيد الصحفي اللامع والشاعر سيدي ولد لمجاد الخبير الاجتماعي الدكتور محمد ولد احميادة الاستاذ الجامعي الدكتور احمد ولد امبيريك الاستاذ الجامعي الدكتور مصطفى ولد خطري الاستاذ الجامعي الدكتور محمدو ولد احظان الاستاذ الدكتور عبد الله ولد اواه الاستاذ الاديب الكاتب محمد الامين ولد احظان الاستاذ الخبير الاقتصادي محمدن ولد حمينه الاستاذ الوجيه يحيى ولد امخيطرات وأخيرا وليس آخرا الكاتب الاديب الأريب محمد فال ولد عبد اللطيف ..

هؤلاء جمعهم صالون الولي الذي هو ملتقى ثقافي وفكري ونافذة لكل العلماء والكتاب لمناقشة القضايا الفكرية والثقافية التي تهم المجتمع وتساهم في صيانة وترقية قيمه الدينية والاخلاقية والعلمية .. ومن يرى هذا الكم من العلماء والاعيان يجتمعون في هذا المكان تحت سقف واحد لا يجمعهم الا السهر على ما يصلح مجتمعهم ويحفظ ثوابته ويعين على تماسكه ورقيه يتذكر لا ريب الحكمة الصوفية القائلة إذا ضاع عليك مفتاح الباب فلا تجلس حيث ضاع المفتاح واجلس أمام الباب المغلق يفتحه شخص ما بدون أدنى شك..

وبعد تبادل التحايا وجلوس كل ضيف في الموقع الذي اختاره سمح الولى ولد محمودا بانطلاقة الجلسة متنازلا عن رئاستها للعلامة الشيخ حمدا ولد التاه الذي شكر بدوره الولي وقال للحاضرين بتواضعه المعهود إنما أرأسكم بحكم السن حيث إني أسن الحاضرين ، وأدار جلسة الصالون طيلة خمس ساعات بدراية وتمكن ودماثة أخلاق وحلاوة منطق وسلاسة بيان..

خمس ساعات متواصلة شهدت وقفة واحدة أدى فيها الضيوف صلاة الظهر وتناولوا الغداء على مائدة الولي الفاخرة..

في انطلاقة الجلسة تكلم الشيخ حمدا مفتتحا بمقدمة مختصرة تناولت تعريفات مصطلح الصوفية ونشأتها ومكانها من الدين وأثرها في المجتمع الاسلامي وتأثرها في مراحل تاريخية بثقافات أمم أخرى .. وقسم المتصوفة الى صوفية مصنفة وهي المنتمية الى الطرق الصوفية كالقادرية وغيرها وصوفية غير مصنفة – كما هو الحال بالنسبة له كما قال - ، وأن هدف الكل تحقيق مقام الاحسان المذكور في حديث جبريل بطريق تخلية الباطن من امراض القلوب مرورا بالسلوك المعبر عنه بالتحلية وصولا الى المراقبة ثم المشاهدة .

كما أشعر الشيخ حمدا الضيوف بأن الباب ليس مواربا تماما على موضوع الصوفية فاتحا المجال للمشاركين ليشارك كل متدخل حسب تصوره واختصاصه.

وبذلك كانت حلقة الصالون اليوم ثرية حقيقة وشيقة فبالاضافة الى علم الباطن والسلوك لم يخل الحديث من جوانب اخرى علمية واجتماعية . وترافق ما يسمو بالمستوى الروحي للمجتمع مع ما يسمو بالمستوى الاخلاقي او المعرفي ..

بعد انقضاء الجلسة امرني الشيخ حمدا بتغطية هذا الحدث ونشره في الجريدة- ربما لأنني الأصغر سنا..

ولم أكن متهيأ لذلك ولم اصطحب ألة التسجيل ولا ورقة وقلما لتسجيل او تدوين ما يدور لأرجع اليه عند الكتابة.. وحيث لا مناص من امتثال أمر الرئيس فسأعتمد على ذاكرة لم تمرن منذ تعرفت على الاجهزة الحديثة قبل سنوات فالمعذرة من المكتوب عنه والمكتوب له ..

كان من أول المتكلمين بعد الشيخ حمدا الاستاذ ابو بكر ولد احمد الذي ثمن دور التصوف ومكانته مستشهدا بمقولة اذا أردت ان تعرف عند الله مقامك فانظر فيماذا أقامك ، ودعا الى التمسك بصوفية منضبطة بالكتاب والسنة وسالمة من الغلو والانحرافات والفلسفات اوالافكار الدخيلة على الامة.

و دلف الاستاذ الشيخ ولد الزين الى الموضوع من زاوية ما عرفت به الصوفية من زهد وعزوف عن السلطة في اشارة الى التنازع على السلطة الذي هو مرض اليوم في العالم الاسلامي مستشهدا بقول ابن عاشر :

واعلم بأن أصل ذي الأفات ** حب الرئاسة وطرح الآتي

ودعا الى حماية المجتمع من التطرف والفوضى الفكرية بالتمسك بثلاثية ابن عاشر التي نشأنا عليها وهي قوله : في عقد الاشعري وفقه مالك ** وفي طريقة الجنيد السالك

الدكتور بلال ولد حمزة استخلص بعض الفوائد والنكت العلمية من حديث جبريل وتساءل عن الوسيلة التي تردم الهوة بين المتصوفة والمنكرين عليهم وتقريب التصوف من العامة وغير ذلك مما استحسنه الحاضرون..

استاذ الجيولوجيا ولد حمد زاوج بين النص المعصوم والرقائق الصوفية كقولهم من جاهد شاهد، والشريعة مؤيدة بالحقيقة والحقيقة مقيدة بالشريعة ومن استعد استمد ، واوراد ك باب امدادك..

مداخلة ولد احمدو الخديم كانت حجة دامغة للمنكرين على التصوف وذكر بأن الاقتداء من أساسيات التصوف وختم بأبيات من الشعر لجده العلامة الشاعر مولود بن احمد الجواد لبني ديمان هي :

ديمان هم ساداتنا فهمو ** سادات أهل البدو والحضر

بل هم كما قال الولي بنو ** ديمان بين الناس كالتبر

الله يعبمني أودهمو ** واود لو اثوي بهم عمري

يزدان شعري في مديحهمو** نحر المليحة وينى الدرر

الدكتور ولد احميادة تطرق الى الموضوع من زاوية علم الاجتماع وأثر الصوفية في المحتمع ودورها في تسوية الخلل الاجتماعي الذي اصبح يهدد التماسك والكيان.

اما الدكتور مصطفى ولد خطري وهو الوحيد الذي صفق الحاضرون كلهم لمشاركته فقد عرض المسار التاريخي للتصوف في موريتانيا ودور الطرق واثرها وأذكر من كلامه قوله ان مجيء التصوف لهذا القطر بأيدي العلماء جنبه الكثير من الاشكالات التي شهدتها بلدان أخرى وشرح كيف حافظت صوفية العلماء على كيان وتعايش فئات المجتمع في زمن السيبة وغياب السلطة المركزية ودعا كما الاستاذ عبد الله السيد الى تعاضد العلم والتصوف وكانت مداخلة هذا الأخير من أغزر المداخلات رغم اختصارها وأكثرها ارتباطا بالموضوع واشاد بدور اسلافنا ومكانتهم الصوفية الرفيعة في دول الجوار وافريقيا ودعا الى الوعي بخطر الغزو الفكري الخارجي الذي يريد هدم بنيان التصوف وضرورة التصدي له من قبل النخبة والدولة كما دعا الى استثمار مكانتنا الصوفية في العالم بما أسماه دبلوماسية السبحة.

المفكر ولد احظان دعا الى نبذ ما يجر الى الخلافات الفكرية العقيمة وقال ان الموسيقى لغة عالمية وقد استخدمها اجدادنا في نشر الاسلام ولها دور مهم في الحفاظ على قيمنا وتاريخنا .

الصحفي سيد ولد لمجاد شدد على ضرورة تنشئة المجتمع على اسس متينة ليست الا إصلاح التعليم وتنظيمه واستشهد بأمثلة على ذلك اتخذتها اليابان والمانيا ..

هذه المداخلة ذكرتني بالفوضي في قطاع التعليم، وأعرف طلابا في المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية درسوا العقيدة الاشعرية في السنة الاولى وفي السنة الموالية قال أستاذهم الجديد انسوا ما درستم من العقيدة في السنة الماضية فإنه فاسد ودرسهم ما صار يعرف بالعقيدة السلفية وفي السنة الثالثة جاءهم أشعري فقال لهم بدوره لتنسوا مادرستم من عقيدة في السنة الفائتة فإنه فاسد ، وفي سنة أخرى كان الاستاذ لا أشعريا ولا سلفيا .. سؤالي كيف ينشأ هذا الجيل؟ بدوره دعت مداخلة الوزير الاول محمد الامين ولد اكيك الى التمسك بقوة بقيمنا واعرافنا وحضارتنا ، كما دق ناقوس الخطر لما يتهدد هذا المجتمع بسبب التناقضات التي تحملها المدنية والاعلام المفتوح في العالم وتكالب الاعداء والغزو الفكري الخارجي..

بعد ذلك قام الاستاذ ولد احمد مسكة باستخلاص العبر والدروس المستفادة من الموضوع وتوجيه ذلك لما يخدم الصالح العام والحفاظ على الكيان والهوية.

وعلى هذا المنوال كانت مداخلة الاستاذين احمد ولد امبيريك ومحمد فال ولد عبد اللطيف أحدهما قدم تقعيدا منهجيا للاستفادة العملية من تاريخ وموروث الامة من التصوف، والثاني دعا الى الحفاظ على الرمزية والقدسية اللتان هما من عوامل الوحدة والترابط.

الباحث ولد ابه العلم اليعقوبي كان آخر المشاركين أشاد بحلقات الصالون التي داب الولي ولد محمودا على تنظيمها لطرح المواضيع الثقافية الهامة التي تلامس الواقع واعتبر هذه الحلقة فريدة من نوعها وثمن ادارة الشيخ حمدا لها ووصفه بانه مصباح الجلسة على نهج الصواب وسماه [امرابط] تشمشه.

ذاكرا ان المتصوفة كانوا القادة والرواد والمرجعيات العلمية والسياسية والاجتماعية في صحراء الملثمين أرض البيظان بمفهومها الواسع .. وكان ختام الصالون المسك مع الولي محمذن بتفسير آيات عطرة من سورة الكهف وبعض النكت العرفانية .. ثم شكر المشاركين وودعهم بمثل ما استقبلهم به من الحفاوة والتكريم ..

أعدكم مستقبلا أن لا أحضر الصالون بدون آلة التسجيل..

المصدر : الطواري

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا