وزير يحذر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السلبي على الأمن :|: قمة العالم لاسلامي تدعو إلى التحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة :|: مشاركة موريتانية في مؤتمرتكنولوجيات استكشاف النفط والغاز :|: موريتانيا بصدد منح إعفاءات ضريبية كبيرة لمطوري الهيدروجين الأخضر :|: خبير : الناتج المحلي العالمي قد يخسر 7% :|: وزيرالداخلية : لا توجد مشاكل سياسية مع مالي :|: الفرق شاسع بين الرغبة و المعنى الحقيقي للترشح للرئاسة * :|: فايننشل آفريك : حرية الصحافة..موريتانيا تتصدر العالم العربي وإفريقيا وقبل أمريكا :|: قائد الجيش يتفقد وحدات على الحدود مع مالي :|: الجيش : قمنا بتمرين ناجح لتجريب مختلف أنواع الأسلحة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

موريتانيا بين السينغال ومالي /محمد الأمين ولد سيدي مولود

mardi 27 mars 2012


غالبا ما يمانع الكثيرون في مقارنة موريتانيا بمحيطها العربي لعدة أسباب تتعلق بحداثة عمر الدولة وضعف امكاناتها الاقتصادية وانخفاض معدلات التنمية البشرية فيها إذا ما قورنت ببقية دول المغرب العربي مثلا، وحتى بسبب التركيبة السكانية الموريتانية المزدوجة (عربية ـ افريقية) وبمستوى الوعي السياسي والثقافي أيضا.

غير أن الكثيرين من هؤلاء لا يمانعون عادة في مقارنتها بالدول الافريقية خاصة المجاورة كالسنغال ومالي. ولإن كانت المقارنة الاقتصادية ـ نظريا ـ مع هتين الدولتين غير واردة بسبب تفوق موريتانيا اقتصاديا (رغم فقر شعبها وسوء بنيتها التحتية)، فإن الجانب السياسي يبقى الميدان المستساغ في أي مقارنة، خاصة في اللحظة الراهنة لما تشهده الدول الثلاثة من أحداث سياسية مهمة ولانعكاس أوضاع كل منها على الأخرى.

لقد عاشت السنغال ومالي خلال العقد الأول من الألفية الثالثة ظروفا متشابهة من حيث الاستقرار (إذا نحينا مشكلة أزواد والقاعدة في شمال مالي لخصوصية هذين الملفين) والممارسة الديموقراطية وان اختلفت خلفية تلك الديموقراطية نسبيا لصالح المعايير السنغالية، حيث كان النظام مدنيا صرفا لم تسبق عليه "عسكرة" أو "تعسكر". كما شهد البلدان تقدما في التنمية أحسن مما عليه الوضع في موريتانيا وهو أمر طبيعي لأن التنمية توأمة الاستقرار خاصة مع الإرادة والشفافية والممارسة الديموقراطية الحقة.

ولإن كان السنغال ومالي قد دخلتا العقد الماضي بروح تفاؤلية وبأنظمة ديموقراطية جديدة فإن موريتانيا قد دخلته بنظام عسكري مرهق وبإرهاصات تغيير غير مرن، وكانت الظروف عكس ماهي عليه في الجارتين. ولا نحتاج هنا للإطالة في ما شهدته موريتانيا من هزات خلال هذه العقد ابتداء من الأزمات السياسية الى الانقلابات العسكرية الفاشلة والناجحة (ثلاث انقلابات وأربعة رؤساء)، ومرورا بالظروف الأمنية الصعبة حيث شهدت موريتانيا علميات ارهابية راح ضحيتها عشرات الجنود الموريتانيين وبعض السياح الاجانب.

اليوم تدخل الدول الثلاث العام الثاني من العقد الثاني من هذه الألفية بمسارات مختلفة. ففي الوقت الذي تحلق السنغال في ذرى صناعة التغيير السلمي بعد أن كادت تقع في خضم الفوضى وانتكاسة النموذج أو تشوهه، فإن مالي تشهد انتكاسة مدمرة بعد إقدام طغمة عسكرية بانقلاب فج وساذج يشبه ما شهدته موريتانيا 8 أغسطس 2008. بينما تتأرجح موريتانيا بين النموذجين السنغالي والمالي.

موريتانيا اليوم محكومة من طرف نظام عسكري يتقاطع مع النوذج المالي في خلفية القدوم وأسلوب المرجعية، ومع النموذج السينغالي ـ نسبيا ـ في الانتخاب الشكلي الذي شرع به نفسه واستطاع إقناع معارضيه بالمشاركة فيه. غير أن هذا النظام يعيش أزمات اقتصادية وسياسية خانقة ويعاني وضعية تفتح الباب على النموذجين المالي والسنغالي حسب سيناريوهات المستقبل :

فإما أن يقوم النظام الموريتاني بخطوات ثورية من قبيل الدعوة بشكل جدي وصريح وعاجل إلى حوار يفضي إلى حكومة ائتلافية تقود الى انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية مبكرة، ولا يشارك فيها رأس النظام عزيز (ببساطة لأنه ضابط انقلابي وبقاؤه في السلطة يحتم انقلابات قادمة).

وإما أن تزيد المعارضة في التصعيد لتدفع الجماهير في النهاية إلى اعتصامات مفتوحة واحتجاجات متواصلة تؤدي لاحقة الى إرغام رأس النظام على التنحي (تشابه مع السيناريوهات بعض العربية)، أو تؤدي إلى حمل العسكر على القيام بانقلاب عسكري قد يؤدي إلى حالة "عزيزية" أو حالة "مالية" جديدة.

وعموما تبقى موريتانيا محكومة بمسارين لا ثالث لهما (إذا تكلمنا عن النموذج الافريقي الأقرب من وجهة نظري من العربي)، فإما إجماع وطني على إبتعاد العسكر (قبل الإبعاد) عن السلطة والإنصهار في التجربة الديموقراطية المدنية (نموذج السنغال)، وإما الاستمرار في العسكرة ولو لبست لبوس الانتخابات وهذا ما يرشحها للاقتراب أكثر من النموذج المالي خلال فترة وجيزة.

ومهما يكن من أمر فلن تبقى موريتانيا بمنأى عن تأثير مناخ المنطقة عموما، إن لم يكن بالإلتحاق بالركب العربي ففي الركب الأفريقي ما يسع الحراك الموريتاني بشكل إيجابي أو سلبي حسب ما يحدده الموريتانيون وما يطمحون إليه.

بقلم : محمد الأمين ولد سيدي مولود
ouldsidimaouloud@yahoo.fr

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا