مشاركة موريتانية في مؤتمرتكنولوجيات استكشاف النفط والغاز :|: موريتانيا بصدد منح إعفاءات ضريبية كبيرة لمطوري الهيدروجين الأخضر :|: خبير : الناتج المحلي العالمي قد يخسر 7% :|: وزيرالداخلية : لا توجد مشاكل سياسية مع مالي :|: الفرق شاسع بين الرغبة و المعنى الحقيقي للترشح للرئاسة * :|: فايننشل آفريك : حرية الصحافة..موريتانيا تتصدر العالم العربي وإفريقيا وقبل أمريكا :|: قائد الجيش يتفقد وحدات على الحدود مع مالي :|: الجيش : قمنا بتمرين ناجح لتجريب مختلف أنواع الأسلحة :|: منظمات تدعو إلى "التعريب الشامل" للخطابات والرسائل الادارية :|: موريتانيا تشارك في ملتقى للاقتصاد الرقمي بجنيف :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

طلب "تسليم"..!! /حبيب الله ولد أحمد

samedi 24 mars 2012

صاحب الفخامة محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية :

يسرني أنا المواطن الموريتاني حبيب الله ولد أحمد أن أتقدم إلى جنابكم العالي بالله بهذا الطلب، راجيا منكم أن تسلموني المواطن الليبي المعتقل لديكم، السيد عبد الله السنوسي، الذي يوصف بأنه "الرجل الثاني" في نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافى، ويرى فيه البعض "الصندوق الأسود" لذلك النظام، و"خازن أسراره"، وحامل "أختامه ومفاتيحه"..!!


سيدي الرئيس :

أعرف أنني لست دولة ذات سيادة، ولا جهة قضائية، ولا أمثل أي شيء يمكن الركون إليه، للخروج من دائرة الحرج الذي وضعكم فيه وجود السنوسي بين أيديكم، ولكن - وباعتباري مواطنا موريتانيا قد أعارض بعض سياساتكم أوكلها لكنني أبدا لا أرضى بالمساس بالمصالح العليا لبلدي وشعبي- فقد رأيت أنه من واجبي تقديم هذا الطلب- مهما كانت غرابته- لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأوراق المختلطة في هذه القضية المعقدة، والانتصار لبلدي، والبحث- معكم- عن مخرج مقبول من هذه الأزمة المتفاقمة.

سيدي الرئيس :

من الواضح أن هناك من يريد أن يفرق دم السنوسي بين القبائل، غير عابئ بكونه مواطنا عربيا مسلما جديرا بالاحترام قبل أن يكون مجرما أو طاغية أو سفاحا، وضاربا عرض الحائط بوضعية موريتانيا كبلد عربي أفريقي مسلم، يشتهر شعبه بالأخلاق، وكرم الضيافة، وشيم المروءة والإنسانية وحمل الكل، والإعانة على نوائب الدهر ،ومتجاوزا كوننا دولة مستقلة، لها قوانينها ونظمها وقراراتها السيادية، ومحاولا استضعافنا وإرهابنا ب"القنابل الصوتية"، و(رصاص الشدوق)..!!

وأود الوقوف عند المطالبين بتسليم السيد السنوسي واحدا واحدا، محاولة لرفع اللبس، والوقوف على بعض الحقائق المتعلقة بهذا الملف المعقد والمتشعب سياسيا وقانونيا وأخلاقيا..!!

وأبدأ بالنظام الليبي الجديد ممثلا ب"المجلس الانتقالي" الذي يرأسه (شرفيا ورمزيا) مصطفى عبد الجليل، والذي أرغى وأزبد وهدد وتوعد، مطالبا بتسليم السنوسي بصلف، وبعيدا عن أبسط قواعد اللباقة الدبلوماسية (تمكن مراجعة تصريحات السيد عبد الجليل يوم الأربعاء الماضي والتي حملت تهديدا مبطنا بالوعيد للسلطات الموريتانية في حالة رفضها تسليم السنوسي للمجلس الانتقالي البنغازي).

إن تسليم السنوسي لليبيا بوضعيتها الحالية، يماثل إعدامه رميا بالرصاص ودون محاكمة (في عتمة أي شارع موريتاني) فليبيا ليست دولة مركزية ذات سيادة منذ نوفمبر 2011، وتاريخ حكامها الجدد دموي وسادي ومتوحش، فهم الذين أشاعوا رذيلة الإجهاز على الجرحى واغتصابهم( قبل وأثناء وبعد الموت)، وتحويل جثثهم إلى "فرجة" للعموم (كلنا يتذكر المشاهد المخجلة لمليشيات "الناتو" وهم يجهزون على القذافى وابنه ومعاونيه ويغتصبونهم ثم يعرضون جثثهم للعموم وكأن الأمر يتعلق بزيارة سياحية لالتقاط الصور التذكارية في معالم تاريخية لقد كانت تلك المشاهد إذلالا لنفس بشرية ربما لا يعرف الساديون الجدد في بنغازى أن الله كرمها وحرم الإساءة إليها) والمشكلة أن ليبيا ليست موحدة فلمن سيسلم السنوسي؟ ! لأهالي "الزنتان"، أم لأهالي "بنغازى"، أم لمليشيات "مصراته"، أو"الزاوية"، أو"اجدابيا"، أم لأمير طرابلس الدموي( إن سيف الإسلام القذافي الذي قطعت أصابعه لحظة اعتقاله وعشرات من أركان النظام السابق معتقلون لدى أفراد واسر وقبائل وعشائر لا سلطة مركزية تحكمها وهذا باعتراف عبد الجليل نفسه الذي قال على قناة الجزيرة إن سيف الإسلام ليس تحت سيطرة الحكومة الليبية وإنما هو معتقل لدى ميليشيات قبلية قد تقبل تسليمه للمجلس الانتقالي وقد ترفض ذلك) وماذا سيكون موقف أقاليم "برقة" و"فزان" وكانتونات "الجنوب" و"دويلا ت الطوائف" في الوسط من تسليم السنوسي ل"بنغازي" أو"طرابلس"..؟ !.

إن تسليم السنوسي لليبيا في هذه الوضعية السيئة،يعنى التفريط في روحه وحقه في أن ينال محاكمة عادلة، فقد يقتله "ثائر" غاضب، أو "طائرة للناتو"، أو "مجند سكران"، ولو كان للشعب الليبي القدرة على تسلم السنوسي، ومحاكمته محاكمة عادلة - ولو انتهت بالإعدام شنقا- لكان تسليمه واردا وواجبا، غير أن الشعب الليبي مغيب تماما، ومحكوم من طرف ميليشيات أمريكية فرنسية قطرية، لا ترعى في مصالحه وكرامته إلا ولا ذمة..!!

وبالنسبة لفرنسا فمشكلة السنوسي معها هو أنه على علم بأموال تلقاها ساركوزى من القذافى ذات حملة انتخابية سابقة، ولو كشف مستور ذلك الملف لكان للفرنسيين شأن آخر مع ساركوزي، وبالتالي ففرنسا لا تريد السنوسي كأمة وشعب ودولة وقيم ديمقراطية عريقة، بل يريده ساركوزى ليستخلصه لنفسه، ويغيبه عن الأنظار بأية طريقة متاحة، حتى لا يفجر "حزام العار الناسف" الذي قد يقضى على ساركوزى، ويقذف به بعيدا عن الواجهة السياسية لفرنسا، التي يعتبر تلقى أموال أجنبية من طرف مواطنيها (خاصة إذا كانوا سياسيين أو عسكريين) عارا قد يصل حد الخيانة العظمى إذا لم يكيف باعتباره جريمة "أخذ رشوة" على الأقل..!!

ومن غير الأخلاقي - والحالة هذه- تسليم السنوسي لساركوزي، فلا أحد سيضمن عدم اختفائه اغتيالا،أو تصفية، أو غسل دماغ( حتى لا يعلم من بعد علم شيئا وحتى لا يظل مصدر إزعاج للرئيس) فساركوزي ليس هو فرنسا بما تمثله من حضارة وقيم جمهورية...

وأما تسليم السنوسي لبريطانيا فلا مبرر له إطلاقا، فبريطانيا لها سوابق سيئة مع المواطنين الأجانب الذين يسلمون لها، أو تعتقلهم فوق أراضيها، خاصة إذا كانوا عربا أو مسلمين، وتاريخ المملكة المتحدة ليس مشجعا فيما يتعلق بالحرية والكرامة وحقوق الإنسان، وفلسطين مثال شاخص على رعونة المملكة وازدرائها بالشعوب وحقوقها (ولا ينتظر من دولة ظلمت شعبا كاملا ومنحت أرضه للغير أن تعدل في تعاملها مع شخص واحد لا نصير له) .

وفيما يخص محكمة الجنايات الدولية فهي مجرد "فزاعة" لإرهاب العالم، والتضييق على الحريات وخنق الدول وسيادتها وقوانينها المحلية، وهي محكمة مسيسة حتى النخاع، ولم تفتح ملفا جديرا بالاحترام في تاريخها، وتتحرك بعيدا عن القانون والعدل خدمة لأجندات الدول التي تمولها، وتعين قضاتها، وموريتانيا في حل من كل ذلك، فليست موقعة على نصوص تلك المحكمة، وليست عضوا فيها، والحمد لله على كل حال.

سيدي الرئيس :

إنني عندما أتسلم السيد السنوسي سأضمن أنه لن يتعرض لأية إساءة، وسيصبح مواطنا صالحا يأكل الطعام ويمشى في أسواق "الرياض" و"عرفات" و"اكلينيك"، وسأضمن له- إلى جانب وجبة"صبوح" ( عبارة عن زريقة من "سليا" أو"سفتى" وقطعة خبز بالزبدة أو الفستق وثلاثة كؤوس شاي منعنع) - وجبة يومية من السمك والأرز( السمك طبعا "يايبوي" لأنه أغلب قوت أهل البلد ولن يكون معه "التمر" هذه المرة لأنني لست من عتقاء"توزيعات اثنين المسيرة") ،ووجبة ليلية من مكرونة "الخويصة" أو "كوكت" أو "الشعرية" حسب ذوقه، وسيذهب معي(في سيارتي الأحادية الدفع والتي قد تزعجه أصواتها التي تكفى قطعا لإنجاح أي رئيس في العالم في الشوط الأول وبفارق مريح على أقرب منافسيه وقد لا تليق به وهو القادم من تاريخ من النعيم ولكنه يقينا سيكتشف كم هي أليفة وحنون وأنها على أية حال يمكن أن توصل ل"الخط " و"بوزكراره") إلى الأحياء الشعبية في العاصمة، بعد أن أمنحه زيا موريتانيا تقليديا متكاملا على مقاساته(ليس على مقاساتي طبعا حتى لا أضيق عليه)، وسيتحول من "رجل مخابرات" و"صندوق معلومات" مغلق، إلى كتاب مفتوح ليس فيه سطر غامض..!

سيحكى مع رنين كؤوس الشاي الموريتاني(المعطر والمعتق كالسلافه) ذات سمر (على أنغام "أحمدو ولد الميداح" أو"ديمى منت آبه" أو"العايدات" أو"الشنه"أو"احريثتن سالت" أو"انديالى دم") كل ما في جعبته، سيتحدث لسكان الأحياء الشعبية التي سيزورها معي- خلال الجلسات الحميمية- عن "اللوكربي"، و"البرنامج النووي الليبي"، و"الإمام الصدر"، و"الطائرة الفرنسية"، و"الدم الملوث بالسيدا"، وحرب "أوزو"، و"تمويل الحملات الانتخابية في فرنسا"، وعن رجال ونساء "البيظان"، و"الزنوج" ،و"الطوارق"،عن "القوميين"، و"الإسلاميين"، و"اليساريين"، عن "المدنيين"، و"العسكريين" الذين اخذوا المال من سيده القذافى لتمويل أحزاب، أو انقلابات، أو حملات انتخابية، أو لشراء الاعتراف الدولي بأنظمتهم، وسيحكى عن "مصر"، و"السودان"، و"فلسطين"، و"قطر"، و"السعودية" و"ايطاليا"، وسيحكى عن القذافى أيام كان زعيما، وملكا تدين له الرقاب، وتخشى صولته، وسيتحدث يقينا عن الحروب "الإفريقية- الإفريقية"، و"العربية- العربية"، وعن "الاتحاد المغاربي" و"الاتحاد الإفريقي"،و"اسراطين"، وعن "الصلوات الجامعة"، بل ستعود به الذاكرة إلى أيام "جمال عبد الناصر" وحروب الكرامة، و"صدام حسين" وزمن الكبرياء العربية..(وسنشحن ذاكرته بعد إفراغها من تلك المعلومات والملفات بمعلومات وملفات من نوع جديد عليه من قبيل الترحيل والعطش والمنسقية والموالاة وزيارات الداخل واللحية والحنوك والمعهد العالي والعبودية والإحصاء وعلف الحيوان ودكاكين الأمل والمداخلات والزيجات والطلاقات والمسلسلات المدبلجة والرجل الذي تخلص من شيء ما في جسده والقوافل والاعتصامات والمواجهات والارتفاعات في الأسعار والمرأة التي اكتشفت أن زوجها يجمع معها ثلاث زوجات "سريات" في ثلاث مقاطعات متباعدة من العاصمة)..!!

وسيصبح كل حرف يتفوه به معلقا على ألسنة فتيات المدارس، ونساء السوق، ورجال الشارع، وأولاد الحارة، ليكون مشاعا ككل ما يقال أو يحدث، أو يتوقع حدوثه في بلدنا..!!

أنا على يقين من أن هذه الطريقة- وحدها - أكثر عدلا وإنصافا في حق هذا الرجل فبين "البراريد الثلاثة" للشاي الموريتاني السامر سيسكب- بعفوية بدوية- كل التاريخ الذي يريد الجميع سماعه،(وسيسمعونه بطبيعة الحال فنحن شعب اشتراكي الأسرار والمعلومات) وسيصب المعلومات من ذاكرته صبا، دون الحاجة إلى تعذيبه، أو صعقه كهربائيا، أو غسل دماغه، أو اغتصابه، أو قطع أصابعه..!!

وبناء على ما تقدم - سيدي الرئيس- فإنني أود أن أتسلم السيد السنوسي، وأنا واثق أنه - بعد أقل من شهرين من الحياة معي في العاصمة، وبين سكان أحيائها الشعبية- سيصبح أليفا ومسالما وعفويا، وستجب عفويته ما قبلها، ولا أستبعد أن يمتلك الشجاعة – ساعتها- على الذهاب (طواعية وبدون إكراه) إلى بلده ليبيا لمواجهة أي مصير ينتظره، حتى لو كان الموت غيلة وغدرا، ولا أظنه يمانع في تقبل الموت بصبر ورباطة جأش، على خطى قائده وسيده الراحل معمر القذافى.

وفى انتظار ردكم الايجابي تقبلوا- صاحب الفخامة- أسمى آيات التقدير والاعتبار.

مواطنكم / حبيب الله ولد أحمد

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا