بات من الواضح جدا ان يدا خفية تملي على بعض نقابيينا فتوجههم الوجهة التي تريد وترسم لهم المواقف التي تتماشى مع اجندة سياسية ترمي الى التصعيد والى اختلاق ازمات لا نعرف لحد الساعة الرابح منها او الخاسر، لقد اصبت أمس وانا اطالع بعض المواقع الموريتانية بالحيرة الشديدة من محتوى البيان الذي صدر عن الكونفيدرالية العامة لعمال موريتانيا ، وقد قراته جيدا لاني كنت انتظر انه سيرد فيه التثمين والاشادة بالاجتماع الذي جرى بين الامناء العامون للاقسام النقابية المحترمون ووالي ازويرات والتي وردت على السنتهم - - بما فيهم مندول الكونفيدرالية - في نهاية الاجتماع بشهادة الحضور ، واعتقد ان الحديث سيكون موثقا بالصورة او الصوت او هما معا لامحالة .
لكنني - كمطلع - صدمت وانا اقرا في البيان التقلب المفاجئي في مواقف قادة هذه النقابة والذين بدلوها بين عشية وضحاها وبطريقة سريعة ومثيرة للشفقة ، فبالامس الخميس 16/02/2012 خرج هؤلاء من اجتماع مع والي ازويرات للاطلاع وتقييم تطبيق توجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز القاضية باكتتاب عمال المياومة – الجورنالية - وهو اجتماع دوري اقتصر دور الوالي في هذا الاجتماع على افتتاحه وتنظيم مداخلات المشاركين ، واعلن فيه امناء الاقسام بمافيهم مندوب الكونفيدرالية عن رضاهم وتقديرهم لما جاء في حديث الوالي وحسن ادارته للاجتماع وتشبثهم بالحوار سبيلا لحل مشاكل العمال وتحقيق مطالبهم المشروعة .
لكن ما هي الا لحظات ، فاذا بالكونفيدرالية العامة لعمال موريتانيا تصدر بيانا لا يمت لحقيقة ما جرى بصلة لما جرى من نقاش جاد وما تحقق من مكتسبات لعمال الجورنالية ، فهم بذلك يعتقدون ان مسايرتهم للنقمة المعادية قد يمكنهم من ابتزاز الدولة وإذلالها وهم لا يعلمون انهم بهذه التصرفات انما يسيئون لمهنيتهم ويلحقون الشبهات برسالتهم الحيادية فيخلطون بين السياسي والنقابي لقد أخطئتم التوقيت وشوهتم كفاح العمال بتحويل هذه الهيئة الشريفة الى وسيلة قد تستغلها مجموعة من السياسيين، واني على يقين ان ما ذهبت اليه قادة هذه النقابة وما سلكوه من مواقف بعيدة كل البعد عن الحقيقة امر يطرح مسالة الديمقراطية الشفافية في هذه الهيئة الموقرة لكي لا تتحول لى مطية في يد سياسيين متخفين في ثوب نقابي مهني هم ابعد ما يكونون عنه؟
محمد ولد النينه
44202042