المدي ـــ بثت مساء أمس قناة "المستقبل" اللبنانية ريبورتاجا مفصلا عن معضل المخدرات في منطقة غرب وشمال إفريقيا.
وقال سيدي محمد ولد هيداله، متحدثا إلى الصحفي عبر الهاتف من داخل سجنه بالمغرب، انه "ليس إنسانا فوق العادة" وان "جهات ذات صلة من السلطات الموريتانية حمّـلته مسؤولية ملف المخدرات"، مؤكدا أن "مدير الأمن هو من أعطى لطائرة المخدرات إذنا بالهبوط في مطار نواذيبو"، دون أن يحدد اسم المدير المعني، علما بأن الأحداث جرت في مايو 2008 عندما اكتشفت عناصر من الشرطة أن طائرة صغيرة قادمة من فينزويلا (هبطت وأقلعت بسرعة من مطار المدينة) تركت وراءها 629 كلغ من الكوكايين.
وقال الصحفي في تقريره، الذي ورد باللغة الفرنسية، ان "ولد هيداله حاول تحويل المسؤولية في ما جرى لمسؤولين موريتانيين كبار".
وفي تصريح بـُـثّ في التقرير، قال مفوض شرطة فرنسي ملحق بالسفارة الفرنسية ان "موريتانيا لا تشكل خزانا للمخدرات، وإنما تشكل معبرا كبيرا لها"، فيما قال شرطيون موريتانيون يعملون في مفوضية مكافحة المخدرات ان "الدولة لا تعطيهم أية علاوات ولا أية تشجيعات على نجاحاتهم في مواجهة عصابات وشبكات المخدرات".
وأكد المفوض الفرنسي أن "رأس العصابة، أريك والتير آميغان، الذي "هرب !" مؤخرا بعد أن أفرج عنه واستدعي" !"، كان، خلال هروبه الأول، يحتسي القهوة في مطعم المركز الثقافي الفرنسي، وأنه خرج مسرعا لما تعرف عليه رجال أمن فرنسيون، وأنه اعتلى سيارة تابعة للإدارة الموريتانية مرقمة بـ IF ".
وأكد أحد المهربين، ظهر في صورة مظللة، ان "والتير آميغان كان يسكن في شقة بالعاصمة نواكشوط يملكها عقيد من الجمارك"، مضيفا انه "لا يمكن أن يؤكد ما إذا كانت لهذا العقيد علاقة بملف المخدرات".
وتحدث الصحفي في تقريره عن "الفقر المدقع الذي يتعايش في موريتانيا مع ثراء فاحش بسبب مداخيل تهريب المخدرات".
وكان سيدي محمد ولد هيداله قد اعتقل في المغرب يوم 13 يوليو 2008 بعد شهرين من فراره من موريتانيا. ونقلت الصحافة المغربية عن الشرطة قولها انها وجدت ولد هيداله في شقة بمدينة أكادير وبحوزته 18 كلغ من الكوكايين، وأنه دخل المغرب بجواز سفر مالي.