الفرق شاسع بين الرغبة و المعنى الحقيقي للترشح للرئاسة * :|: فايننشل آفريك : حرية الصحافة..موريتانيا تتصدر العالم العربي وإفريقيا وقبل أمريكا :|: قائد الجيش يتفقد وحدات على الحدود مع مالي :|: الجيش : قمنا بتمرين ناجح لتجريب مختلف أنواع الأسلحة :|: منظمات تدعو إلى "التعريب الشامل" للخطابات والرسائل الادارية :|: موريتانيا تشارك في ملتقى للاقتصاد الرقمي بجنيف :|: وزيرالداخلية : يجب الابتعاد عن المخاطر قرب الحدود مع مالي :|: وزيرة : تمثيل النساء وصل 30‎%‎من القوة العاملة في موريتانيا :|: الحكومة : لا توجد أي مشكلة مع مالي :|: ماهي أنواع الرهاب الاجتماعي ؟ :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
 
 
 
 

ليس بالخبز وحده توزع العدالة/ مصطفى فاتي

lundi 20 décembre 2021


يعتقد الكثيرون أن مامر به مجتمعنا من ظلم في تاريخه وما نعيشه اليوم من مظاهر سلبية تتجلى في الصور النمطية والعبارات الجارحة والمشينة التي يعج بها موروثنا الثقافي والتراتبية التي تعشش في أذهان الكثير من أبناء مجتمعنا والدعوات الشرائحية والقبلية والفئوية، أنها ستزول وتندثر مع الوقت ومع تغير الوضعية الإقتصادية للبلد ولأي أسرة أو فرد، وهي بنظري نظرة سلبية تترك التغيير للوقت متجاهلة ان جهود الإنسان هي التي تدفع الأمور وتختصر الوقت والجهد وتحقق النتائج في أسرع الأوقات.

ولا يختلف اثنان اليوم على ان بلدنا ومجتمعنا يشهد تجاذبات منذ فترة من الزمن، تتجسد في شعارات بالرفض التام للجانب المظلم من تاريخنا الثقافي والاجتماعي وهي محقة في ذلك تماما، فنحن نعيش تحت ظل دولة يحكمها القانون وتضمن الحقوق وتفرض المساواة والعدل بين جميع ابنائها.

وقد جاء خطاب رئيس الجمهورية في وادان قويا وصارما زمكانيا، حيث يقول : << ..... ولقد آن الأوان ان نطهر موروثنا الثقافي من رواسب ذلك الظلم الشنيع وان نتخلص نهائيا من تلك الأحكام المسبقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف اللحمة الإجتماعية والوحدة الوطنية وتعيق تطور العقليات وفق ماتقتضيه مفاهيم الدولة والقانون والمواطنة>>.

نعم لقد كنا بحاجة الى خطاب قوي من رئيس الدولة يتجسد فيه الإنصاف والعدل والرفض القاطع للجانب السلبي من موروثنا الذي يجب ان نتعرض له بقوة وحزم تماما كما نحتفي بالجانب المشرق منه، ولعلها المرة الأولى في تاريخ بلدنا التي يعبر فيها رئيس الدولة عن الألم والحزن بسبب المظالم التاريخية التي تعرضت لها بعض مكونات المجتمع والتي مازالت تلقي بظلالها على مسيرتنا المتعثرة،

يقول رئيس الجمهورية : << إن مايحز في نفسي كثيرا ماتعرضت له هذه الفئات في مجتمعنا تاريخيا من ظلم ونظرة سلبية مع انها في القياس السليم ينبغي ان تكون على رأس الهرم الإجتماعي فهي في طليعة بناة الحضارة والعمران وهي عماد المدنية والإبتكار والإنتاج>>.

لقد شاركت جميع مكونات مجتمعنا بجهودها الجبارة في تعمير واعمار هذه الأرض ومن الضروري والواجب تثمين هذه الجهود جميعا ودون تمييز او انحياز، فمن الحيف ان نختزل مجد الوطن وخدمته في من حمل كتابا او مدفعا يوما دون ذكر اللذين حفروا آباره وزرعوا ارضه وصنعوا أسلحته وأكل الجميع من عرق جبينهم، يقول رئيس الجمهوريةعن مدينة وادان : << ....لقد إستطاعت هذه المدينة على مدى حقب متتالية ان تكون مركزا اقتصاديا نشطا.........ومصدر اشعاع حضاري واسع الإنتشار بفضل عبقرية علمائها.......وكذلك بفضل القدرات الإبداعية الفائقة لأبنائها القائمين على مختلف الخدمات من صناعة تقليدية وتنمية حيوانية او زراعية وتشييد عمراني وغير ذلك، فهذه الفئات هي التي مكنت من قهر الظروف الطبيعية القاسية ولولا جهودها الأسطورية ماتشكلت المدينة أصلا>>.

لقد حز رئيس الجمهورية في المفصل وكانت كلماته واضحة وقوية وتعبر عن إرادة صادقة وألم عميق لما يخيم على مجتمعنا من انتشار للعقليات الفاشلة.

كان خطاب دولة وخطاب قائد وخطاب مصلح، وقد لقي صدى ايجابيا لدى الرأي العام وبعث الأمل من جديد مما يؤسس لتوجه جديد وتفكير عميق يجب ان يطال كل التابوهات التي تشل وتعطل بناء الدولة المدنية، دولة القانون والمواطنة.
لقد شكلت مضامنيه إلتزاما قويا ولبنة مهمة، حيث يقول الرئيس : <<....وأود بالمناسبة تشديد التأكيدعلى أن الدولة ستظل حامية للوحدة الوطنية والكرامة وحرية ومساواة جميع المواطنين بقوة القانون وأيا تكن التكلفة، كما أنها لن ترتب حقا أو واجبا على أي إنتماء إلا الإنتماء الوطني>>.

نعم سيدي الرئيس هكذا يجب ان تكون الدولة في الأقوال والأفعال، وهكذا يجب أن نكون نحن ابناء الدولة، لقد رميتم حجرا كبيرا في بركة آسنة تزكم الأنوف وتؤذي الجميع، ورفعتم السقف عاليا ووضعتم الأصبع حيث الألم والأمل ودعوتم الى الإنصاف والعدل وهي لعمري مفاهيم اكبر من كل الماديات، لقد انصفتم فليس بالخبز وحده توزع العدالة.

إن هذا الوطن الذي لا وطن لنا غيره يستحق جمع جهودنا في جو ملؤه الوطنية والعدالة والمساواة والإنصاف وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا