هذه شهادة للتاريخ عن علاقتنا بالمغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة
– لقد عرفناه وزيرا لخارجية بلاده منذ السبعينات وبصفة خاصة بعد انتسابنا لجامعة الدول العربية سنة 1973 حيث كان من أوائل وزراء الخارجية العرب الذي زار بلادنا عدة مرات خلال هذه الفترة.
– وقد كان الهدف من هذه الزيارات المتتالية دعم العلاقات الأخوية وتعزيزها بين للبلدين الشقيقين.
– وفي هذه الأثناء ترسخت صلات الصداقة و الأخوة بين الوزيرين آنذاك حمدي ولد مكناس وزير الخارجية الموريتاني والشيخ الأحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت .
– وقد تعززت هذه العلاقات خلال السبعينات بصفة خاصة أثناء الحكم المدني ورغم الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالسلطة الوطنية فإن العلاقات بين البلدين لم تتأثر كثيرا، وأستمرت دولة الكويت تقدم المساعدات السخية لموريتانيا في جميع المجالات الاقتصادية والإجتماعية والثقافية...
– إنني قد كنت من الفريق الدبلوماسي الذي التحق بالسفارة الموريتانية بالقاهرة بعد إنتسابنا لجامعة الدول العربية 1973 في مؤتمر القمة في الجزائر حيث كانت موريتانيا محرومة من عضوية الجامعة العربية بسبب الموقف المعروف الذي وقفته إحدي الدول الشقيقة من دخولنا في الجامعة العربية .
– وقد شاءت الأقدار أن تكون موريتانيا أول دولة عربية تنتسب للجامعة العربية في القمة العربية بموافقة جميع اعضائها الدائمين.
– نأتي بعد هذه العجالة إلى عرض ما عرفناه وعرفه العالم قاطبة عن شخصية وأخلاقيات ومناقب المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي رحل عن دنيانا مساء 28/09/20 تاركا خلفه الكثير والكثير من الصفات الحميدة المشهود له بها طوال حياته الحافلة بصفات الشهامة والكرم.
– لقد كان يقابلنا في إجتماعات الجامعة العربية ببشاشته المعهودة التي لا تفارق محياه علي الإطلاق.
– كما كنا نلاحظ فيه تواضعه الجم الذي كان يميزه عن زملائه من وزراء الخارجية العرب.
– إن الشعب الموريتاني لم ولن ينسى له حضوره المشهود في القمة العربية في انواكشوط 2016 وبقائه ليلتين بعد إنتهاء القمة في فيلا أعدت له قبل قدومه بأيام، وعلى الجانب الآخر فإن العديد من الرؤساء والملوك لم يحضر القمة ترفعا وتكبرا بدعوى أن القمة أعدت على عجل تحت خيام وأن انواكشوط لم تكن فيه فنادق خمس نجوم.
– رحم الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وفقيد الأمة العربية والإسلامية . نرجوا الله أن يرزق عائلته الكريمة والشعب الكويتي الشقيق جميل الصبر والسلوان.
* بقلم عبد الرحيم / مسكه
وزير مفوض سابق في جامعة الدول العربية.