تنتشر ظاهرة المطاعم العربية أو ما يُسمى "مطاعم الحلال" في عدد من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تستضيف جاليات عربية ومسلمة من مختلف الأقطار والأصقاع, فالمبتعثون السعوديون والطلبة العرب السودانيون والعراقيون إضافة إلى من يأتي ليعادل شهادته الجامعية في إحدى الجامعات الأمريكية كي يحصل على فرصة عمل توفرله السمعة والمال لم يعودوا هم النخبة في ارتياد المطاعم العربية بالولايات المتحدة.
قال فاضل محمود (44 عاماً)، مواطن عربي صاحب مطعم للأكلات العربية : "لم يعد الأمر يقتصر على العرب الموجودين في الولايات المتحدة، فلديّ زبائن أمريكيون يؤكدون أن الطعام في مطاعم العرب له نكهة تختلف عن الطعام الذي اعتدنا عليه منذ الصغر، فزبائني الأمريكيون أكثر من العرب الذين كانوا يرتادون المطعم سابقاً بنحو كبير في بداية افتتاح المطعم.
الطعام الحلال
يُشار إلى أن المطاعم العربية والباكستانية والهندية والأفغانية في الولايات المتحدة تعتمد على الذبائح التي تنحر على طريقة الذبح الإسلامي أو ما يعرفه الأمريكيون اليوم بـ"الحلال"، في إشارة إلى أن المنتجات والأكلات التي تصنعها هذه المطاعم تخلو من لحم الخنزير وأن الذبح يكون على الطريقة الإسلامية.
ولا تتوقف حركة المطاعم عند هذا الحد بل تقوم بجلب الطبخ في كل يوم جمعة بالقرب من المساجد لأن يوم الجمعة يوم عمل في الولايات المتحدة وليس يوم عطلة كما في الأقطار العربية، فيقومون بعرض أنواع المنتجات أمام المارة والمصلين لأنه لا خيار أمام المصلي إلا أخذ طعامه معه لكي يرجع سريعاً إلى عمله بعد أداء الصلاة.
وتجدر الإشارة إلى أن أغلب العرب الذين لا يجيدون اللغة الانكليزية ولديهم مهارات في الطبخ وخبرة بإدارة المطاعم الشرقية يتجهون إلى العمل بتلك المطاعم لتأمين دخلهم اليومي.
وتقول عائشة فقيه الدين (50 عاما)، وهي مواطنة باكستانية لديها مجموعة مطاعم حلال في الولايات المتحدة : "بات العمل في المطاعم أمراً مربحاً فنحن لا نعول على الزبون العربي أو المسلم، ونرى أن الأمريكيين يحبون أن يكتشفوا كل ما هو غريب عليهم، فنراهم عندما يزورون المطعم مرة واحدة يعاودون الكرة عدة مرات".
وتتراوح أطباق الطعام في المطاعم العربية والإسلامية في الولايات المتحدة من 7 دولارات إلى 14دولاراً أمريكياً، حسب نوع ومحتوى الطبق المقدم.
إقبال الأجانب على النرجيلة والمأكولات العربية
وتقدم المطاعم المصرية واللبنانية في الولايات المتحدة النارجيلة وأطباق الفول والطعمية، بالإضافة إلى المقبلات اللبنانية التي اعتاد عليها الأمريكيون اليوم بطريقة لا تقل عن إقبال العرب والمسلمين هناك، ومن أغرب الأكلات الشرقية السمك المسقوف بالطريقة العراقية أي المشوي بطريقة أعمدة الخشب التي تلتف حول الفحم المحترق.
من جانبه، أكد فادي شاهين صاحب مطعم عربي لبناني أن "التدخين ممنوع في كل الأماكن العامة في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن طبيعة المطعم استثنت هذا الشيء، فالنارجيلة تستخدم داخل أروقة المطعم".
ويؤكد المواطن الأمريكي ديلر ماثيوس (35 عاماً) : "كنت أمرّ بالقرب من المطاعم العربية دون أن أرغب في النظر إليها أما الآن فأنا مدمن على ما تقدمه من أكلات".
كما أشارت المواطنة الأمريكية سمانثا هكوب (27 عاماً) إلى أن "الأكل الحلال فيه نكهة خاصة لم أجدها في أرقى مطاعم الولايات المتحدة، وربما السر في طريقة الطهي".
العربية نت