إنخفضت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء لتقترب نحو تسجيل ثانى خسائرها اليومية خلال آخر ثلاث جلسات، جاء هذا بسبب تزايد المخاوف مجددا بشأن تخمة المعروض الأمريكى بعد إرتفاع مفاجئ لمخزونات الخام التجارية الأمريكية وبعد نمو الإنتاج الصناعى فى الصين "أكبر مستورد للنفط بالعالم" بأقل من المتوقع خلال شهر أبريل الماضى.
وبحلول الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش إنخفض الخام الأمريكى بحوالى 0.4 % ليتداول حول مستوى 61.10 دولار أمريكى للبرميل، وسجل فى وقت متأخر من الجلسة 61.58 دولار.
كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكى خسارة تقدر بحوالى 40 سنتا ما يعادل 0.7 % عن التسوية السابقة لتسجل مستوى 61.38 دولار للبرميل، وكانت سجلت الجلسة الماضية إرتفاعا بنسبة 1.2 %، أما بالنسبة لخام القياس العالمى "خام برنت" فقد إنخفض أيضا بنحو 20 سنتا ما يوازى 0.3 % عن الإغلاق السابق مسجلا مستوى 70.04 دولارا للبرميل.
يذكر ان الخام الأمريكى كان قد إختتم تعاملات يوم أمس مرتفعا بنسبة 0.8 % وإرتفع خام برنت أيضا بأكثر من 1.4 % ، لتعوض الأسعار جزءا من خسائرها التى شهدتها فى اليوم الأسبق.
ودعم إرتفاع الأسعار يوم الثلاثاء بعد أن ذكرت السعودية إن طائرات مسيرة مفخخة ضربت محطتين لضخ النفط فى المملكة بعد يومين من تعرض ناقلتى نفط سعوديتين للتخريب بالقرب من سواحل دولة الإمارات.
فى الولايات المتحدة ذكر معهد البترول الأمريكى فى بياناته الأولية والصادرة يوم أمس أن مخزونات النفط التجارية فى البلاد إرتفعت بحوالى 8.6 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهى فى العاشر من شهر مايو الجارى، فى رابع إرتفاع أسبوعى على التوالى، جاء هذا بخلاف التوقعات التى كانت تشير إلى إرتفاع يقدر بنحو 0.8 مليون برميل، وبحسب هذه البيانات فقد بلغ إجمالى المخزونات الأمريكية إلى 477 مليون برميل، الأدنى للمخزونات منذ شهر أكتوبر 2017.
وذكر المعهد أيضا أن معدلات إستهلاك المصافى من الخام إرتفعت بمقدار 15 ألف برميل يوميا، وإنخفضت مخزونات البنزين بمقدار 567 الف برميل، مقارنة مع توقعات الخبراء التى كانت تشير إلى إنخفاض بحوالى 299 الف برميل.
وأشارت التقارير أيضا إلى أن مخزونات نواتج التقطير التى تشمل زيت التدفئة والديزل إرتفعت بمقدار 2.2 مليون برميل، مقارنة مع توقعات بإنخفاضها بحوالى مليون برميل، وإرتفعت واردات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضى بمقدار 115 ألف برميل يوميا إلى 7.8 مليون برميل يوميا.
وتعلن وكالة الطاقة الأمريكية فى وقت لاحق اليوم عن تقريرها الرسمى حول المخزونات ومستويات الإنتاج.
وفى الصين فقد أوضحت بيانات رمسية فى البلاد أن نمو الإنتاج الصناعى الصينى تباطأ بوتيرة أكبر من المتوقع إلى 5.4 % خلال شهر أبريل السابق من أعلى مستوى له فى أربع سنوات ونصف والمسجل فى شهر مارس الماضى عند 8.5 %.
الأمر الذى أدى تزايد المخاوف مجددا بشأن إستمرار تباطؤ النمو الإقتصادى الصينى وهو ما يؤثر بشكل سلبى أيضا على مستويات الطلب على الوقود فى "أكبر مستورد للنفط بالعالم"، حيث يعانى الإقتصاد الصينى حاليا من الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.