على هامش المعرض الجزائري : مؤسسة أجود للأبواب توقع مذكرة تفاهم مع شركة "سارال آزا" الجزائرية :|: اغلاق "نقطة ساخنة" بعد مواجهات بين الشرطة والباعة المتجولين :|: ورشة لإطلاق مشروع إنشاء معاهد جهوية للتعليم العالي :|: تصادم وانقلاب سيارات في حادث بنواكشوط :|: وزير يحذر من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السلبي على الأمن :|: قمة العالم لاسلامي تدعو إلى التحرك لوقف الإبادة الجماعية في غزة :|: مشاركة موريتانية في مؤتمرتكنولوجيات استكشاف النفط والغاز :|: موريتانيا بصدد منح إعفاءات ضريبية كبيرة لمطوري الهيدروجين الأخضر :|: خبير : الناتج المحلي العالمي قد يخسر 7% :|: وزيرالداخلية : لا توجد مشاكل سياسية مع مالي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

قراءة في كتاب الخيار الثقافي للدكتورة فاطمة الحاج عبد الله الحبروش

mardi 16 février 2016


يقع كتاب "الخيار الثقافي إنجازات مشروع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي" في مائة وثلاث وعشرين صفحة (123) من الحجم المتوسط وقد طبع سنة 1435 هـ الموافق 2013 ميلادية وحصل على الإذن بالنشر من المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة ،فصدر بطبعة فاخرة وبورق ناعم، ويتكون من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة .

يدور الكتاب حول فكرة واضحة وهي الربط بين الإنجازات ومجهود الشخص الذي قام بها وهو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي .

وهذه الفكرة رغم قلة من سوق لها من الكتاب مبررة وحقيقة لا غبار عليها

ذلك أن تطور الثقافة وازدهار العلوم في التاريخ الإنساني ارتبط بمجهودات الملوك والأمراء والسلاطين ، لهذا تكون الإشادة بمجهودات أولئك الرجال جزء من التأريخ للثقافة وإنصافا لهم ، ولا عبرة بالقولة الشائعة الكاذبة مضمونا :لا شكر على واجب، فقد شكر الله المؤمنين على التقى وهو الغني عنهم وفي الأثر من لا يشكر الناس لا يشكر الله .

كتاب "الخيار الثقافي" يضع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في هذا السياق ،أي سياق ألائك الحكام الذين خدموا أمتهم من خلال الثقافة .

ولا بأس في أن نذكر ببعض أولئك الرجال فقد أنشأ هارون الرشيد بيت الحكمة وطوره ابنه المأمون بعده، حيث جلب له الكتب والمترجمين، ونفس الشيء يصدق على المستنصر بالله الذي أنشأ المدرسة المستنصرية سنة652هــ وأنفق عليها 700 الف دينار ذهبا وأوقافا تقدر بألفي ألف دينار، وكانت تدرس فيها مختلف العلوم، من فقه ولغة وفلسفة ورياضيات وطب، وتعتبر من أقدم المؤسسات العلمية الإسلامية.

ونفس الشيء يصدق على نظام الملك السلجوقي الذي أنشأ المدرسة النظامية فكانت جامعة متكاملة تضم كافة المرافق العلمية من مختبرات وحجرات دراسية ومستشفيات، ومكتبات وبساتين وحمامات وكان من أساتذتها الإمام الغزالي .
ويروى بن خلكان أن إحدى مدارس نيسابور كانت توجد بها خمسمائة دواة معدة للكتابة وأن الحاكم بأمر الله الفاطمي أنفق على مكتبته التي أنشأها في القاهرة أموالا طائلة، كما ذكر أن الصاحب بن عباد أوقف عدة مكتبات، وأن نظام الإعارة فيها كان مجانيا ،وما جامع الأزهر و جامع الزيتونة وجامع القرويين ، إلا ثمرة من ثمرات جهود أولئك الأمراء والملوك . وقد ساعد هذا التوجه في رفع شأن الثقافة، فكثرت المدارس والمساجد والأوقاف الثقافية والمكتبات.
وبفضل هذا الاهتمام ظهرت الأسماء العلمية الكبيرة، مثل الخليل بن أحمد الفراهيدي وعثمان بن بحر الجاحظ، والفقيهان المتألقان أبو حنيفة والقاضي أبي يوسف، ومحمد بن جرير الطبري واليعقوبي والمسعودي، وأبو الحسن بن الهيثم، ومحمد بن موسى الخوارزمي وجابر بن حيان وأبو العتاهية، وأبو تمام والشريف الرضي ،والمتنبي وأبو العلاء المعري وغيرهم ممن أبدع في علوم اللغة والنوازل الفقهية والأدب وعلوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والطب، وقد انتقل هذا العطاء ضمن الدورة الحضارية إلى شبه الجزيرة الإبيرية ومنها الى أوروبا ، فرعاه ملوكها وأمراؤها وباحثوها، حتى أصبح الغرب على ما هي عليه الآن من تطور علمي مذهل .

بعد الحديث عن سياق الكتاب يجدر بنا أن نعرف به القراء

يعرف "كتاب الخيار الثقافي" بما تحقق من إنجازات في دولة الإمارات العربية المتحدة لا تكاد تضاهيها إنجازات في أي دولة عربية أخرى ، حيث أبرزت فيه الباحثة وبأسلوب علمي رصين وموضوعي ولغة سلسة ، مسيرة التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية في دولة الإمارات المتحدة بفضل الله وبالاستخدام الرشيد لما حباها الله به من ثروات ،وبفضل الجهود الخاصة لرجل طموح ومثقف وطني مسكون بحب دولة وإمارة هو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تقول الكاتبة :( إن المتابع لحركة التطور الحضاري الإنساني في إمارة الشارقة يلحظ هذه الحركة الفاعلة المستمرة في البناء والتحديث، فحركة الزمن هنا لا تتوقف بل هي في تطور مستمر، ففي كل يوم إنجاز جديد ومشروع علمي قيد البحث والتطوير، وخطة عمل حضاري جديد تتم الموافقة على إنجازه، وهذا البناء في إمارة الشارقة لم يكن بناء مقطوعا عن بقية إمارات الدولة بل هو متصل بها متأثر بها تارة وقائد لها تارة أخرى وهو متكامل معها ومكمل لها، إنتاجا وعملا وتخطيطا ، والبناء في الشارقة قام نتيجة للجهد الجبار الذى قام به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي) .

مؤلفة الكتاب الدكتورة فاطمة الحاج عبد الله الحبروش من أبرز الرموز الثقافية بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وهي حاصلة على شهادة دكتورا الدولة في التاريخ بدرجة امتياز من جامعة بيروت ، وهي أديبة وشاعرة، وعضو رابطة أديبات الإمارات حيث نشرت العديد من القصائد ضمن العديد من الإصدارات من أهمها شاعرات من دولة الإمارات إعداد وتقديم الشاعر الراحل حمد بوشهاب ، كما أصدرت عدة كتب منها كتاب التطور التاريخي لإمارات الساحل المتصالح من مطلع القرن العشرين وحتى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة .

وخلاصة القول إن كتاب الدكتورة فاطمة الحاج عبد الله الحبروش "الخيار الثقافي إنجاز مشروع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي"، اضافة متميزة للمكتبة العربية وهو بذلك يستحق الاقتناء والتنويه ومرجع هام لا غنى عنه للباحث في شؤون دولة الإمارات العربية المتحدة .

محمد الأمجد بن محمد الأمين السالم

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا