من يوم 3 أكتوبر 2015وهو أول يوم من يوميات المرحومة والدتنا فاطمة بنت عبد الوهاب ولغاية انتقالها إلى رحمة الله يوم 3 نفمبر2015 وكافة أفراد أسرتنا يعيشون كل أشكال القلق النفسي : آمال بشفائها وحالات من القنوط والخوف مما يخبئه لنا القدر لأنها بالنسبة لنا كل شيء ولأن الشفيق مولع بسوء الظن.
ثم كان الحادث الجلل المتمثل في وفاتها والذي أنكأ في قلوبنا جراحا وأوقد هموما ما زلنا نحاول التغلب عليها وتجاوزها بإرجاع الأمر للمدبر المتصرف فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
لقد شغلتنا هموم الصدمة لأكثر من ثلاثة أسابيع عن شكر الكثيرين ممن آزرونا خلال مرض الوالدة رحمها الله من أطباء أشرفوا على علاجها بكل مهنية ونزاهة في قسم الأمراض الباطنية بمستشفي الصداقة ومن عواد وإخوة في الله اجتهدوا في الدعاء لها بالشفاء.
وفي مثل هذه اللحظات الحرجة التي يصدق فيها :
إن أخاك الحق من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله لينفعك
يتذكر غير المتنكر للجميل من آزره ووقف معه فيشكره ويعترف له بالجميل (من أسدى إليكم معروفا فكافئوه ولو بالدعاء) لأن (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) وقديما قيل : اثنان لا أنساهما أبدا من أعانني ومن أعان علي.
لكل هذا فإنني شخصياو وأخي محمد حامد وكافة أفراد الأسرة نشكر رئيس مجلس الشيوخ السيد محمد الحسن ولد الحاج ونثمن من صميم قلوبنا مع خالص الود المؤآزرة التي حظينا بها من طرفه رغم جميع مشاغله ويتمثل ذلك الحضور الطيب والكريم في اتصاله الشخصي بنا مساء 27ـ10ـ2015، وبمبادرة منه لم نبذل فيها أي جهد ليعبر عن استعداد الدولة الاستعداد التام لتوفير كافة متطلبات نقل الوالدة رحمها الله إلى أي جهة طبية خارجية يتطلب علاجها نقلها إليها، وفي نفس السياق ونفس المساء وسعيا إلى تنفيذ محتوى هذه المبادرة الطيبة والكريمة اتصلت بنا إدارة مستشفى الصداقة للبدء في تنفيذ الإجراءات.
كما حرص باقي أفراد الأسرة وكل من أخوينا العزيزين علال ولد الحاج ولمبشر ولد الحاج ـ رغم وجودهما خارج انواكشوط ـ على الاتصال اليومي بنا عبر الهاتف خلال تلك الفترة ليطمئنا على الحالة الصحية للوالدة رحمها الله، فلهما من كافة أفراد الأسرة ومني شخصيا أحر التشكرات وجزاهما الله خيرا.
وقد استشرنا كل من الدكتور سامي ولد محمد الأمين (ممين) أخصائي الأعصاب والمشرف الرئيسي على الجانب العصبي من علاج الوالدة رحمها الله، والدكتور الجراح بمستشفى الصداقة محمد موسى ولد محمد الأمين ولد أبات، وهما بمثابة أبنيها المؤتمنين على مصلحتها، فأكد أن حالتها الصحية لا تسمح بنقلها خلال تلك الفترة خارج المستشفى، فأرجأنا الشروع في نقلها للاستشفاء خارج الوطن انتظارا للوقت المناسب حسب رأي الأطباء ليقضي الله أمرا كان مفعولا فتسلم روحها المشمولة برحمة الله ـ إن شاء الله ـ إلى بارئها الغفور الرحيم بمستشفى الصداقة منتصف يوم الثلاثاء 3ـ11ـ2015.