ليس مستغربا أن تستقيل الحكومة عقب إي استحقاق نيابي في موريتانيا، خاصة أن الأمر صار عرفا دستوريا، ومن غير الغريب أيضا أن تعاد الثقة في رجل خدم وطنه بالعمل الجاد والسهر على مصلحة شعب اعتاد الصدمات وعاش على وقع الوعود الزائفة والبيروقراطية المتوحشة من قبل حكومات متعاقبة ليست من الجد والمسؤولية في شيئ.
إن اعادة الثقة في الدكتور ملاي و لد محمد الاغظف للمرة الرابعة على التوالي في سابقة أولى، لتشكيل الحكومة لم يأتي بالصدفة، فهو نتاج طبيعي لعمل حكومي حازم شهد به الواقع عملا وانجازا عبر شواهد حية تبدأ من قاعدة الهرم السكاني في البوادي والأرياف والمدن وانتهاء بقمة ترد الجميل وتنزل الرجال منازلهم.
لقد أثارت استقالة الحكومة العديد من التساؤلات وأسالت حبرا بحجم المحللين ودعاة الفكر السياسي ومنجمي المرحلة، في مداولة غير منصفة لأسماء شكلت لدى العديدين خيارا محتملا لقيادة التشكلة الحكومية المقبلة، لكن تلك الخيارات النابعة بطبيعتها من ميول شخصية و مآرب ضيقة اصطدمت كلها بواقع لا يؤمن سوى بالعمل الجاد والنية الصادقة في جعل البلاد تحافظ على خط سيرها نحو افاق اقتصادية وسياسية رحبة، وهو أمر جسده بجلاء تعامل معالي الوزير الأول الدكتور ملاي ولد محمد الاغظف مع تعليمات رئيس الفقراء والمظلومين والمضطهدين السيد محمد ولد عبد العزيز، عبر أفكار ناضجة لها من العمق مالها من رحمة بمواطنين انتظروا طويلا من يهتم لأمرهم ويسعى لإنصافهم، يعايش همومهم ويشاطرهم أحلامهم بغد أكثر إشراقا.
ملاي ولد محمد الاغظف الرجل القادم أصلا لقيادة الحكومة من العمل الدبلوماسي في الرابع عشر من أغسطس الفين وثمانية أثبت رصانة نادرة في قيادته لحكومة الوحدة الوطنية في السابع والعشرين من يونيو الفين وتسعة بما حملته من حقائب تمت مناصفتها بين أطراف سياسية متناقضة في الطرح والتوجه، فخولته التجربة الناجحة والاقتدار على إدارة الأشخاص و الأزمات ليتولى مسؤولية الحكومة التي تلتها في الحادي عشر اغسطس من نفس العام، وبما أن الثقة أمر مكتسب فقد شكل الشخص المناسب والتوافقي لتولي مسؤولية حكومة كفاءات وعمل أشهرا فليلة فبل الانتخابات الرئاسية في جو تحاول أطراف سياسية معارضة ان تشحنه بالخلاف لإشغال الرأي العام الوطني عن ما تم ويتم انجازه من مشاريع تستحق الإشادة والتثمين في إطار برنامج رئاسي طموح تبناه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز تحققت منه ثمانون في المائة لحد الآن ولا زال العمل والعطاء مستمرا في بقية محاوره.
فشكرا سيادة الرئيس باسم الشعب على تعاطيكم مع الشأن العام وعملكم الدائم من اجل مصلحة الوطن والمواطن وعلى حسن اختاركم لمن يتولون أمور البلاد وعلى رأسهم معالي الوزير الأول الدكتو ملاي ولد محمد الاغظف.