في بداية سنة 2004 تمت ترقيتي إلى رتبة رئيس تحرير بالجريدة ..ولكن المضحك المبكي أنه في مثل هذه الفترة تبذل المناصب الصحفية مجانا لأنها بلا قيمة فكرية وأخلاقيا في صحافتنا –وقتها- من جهة ولا تترتب عليها أية عوائد مادية من جهة أخرى وهذا هوا الهم في بلد المهنة فيه تدار باسم "التسول"(مع استثناءات قليلة).
ويمكن القول إنه لم يحدث تغيير في القيمة الفكرية لأم وظيفة في المؤسسة الإعلامية "رئاسة التحرير" حيث مازالت تمنح بالمحاباة نتيجة للمردود المادي الذي يترتب عليها،ولا يدرى أصحاب المؤسسات العمومية أن صحفيا قد يمضى مسيرته المهنية ل30 عاما دون أن يصل لمرتبة رئيس التحرير وذلك للاعتبارات التالية :
رئيس التحرير وظيفته هي الرقابة على المضمون الذي تبثه وسيلته مع دور في وضع الخطوط العريضة للشكل الذي سيقدم به"الإخراج".ولذلك فإن وظيفة رئيس التحرير تفترض منه الرقابة على أفكار الآخرين التي ستمرر عبر وسائل الإعلام بمعنى صحة هذه الأفكار علميا وتطابقها مع الخط التحريري للمؤسسة وعادات وتقاليد ومستوى فهم وذوق الجمهور المعني ببث تلك الرسالة إعلامية.(يجب أن يكون على مستوى عال من المعرفة والثقافة والحياد والانضباط الاخلاقي والعملي والرزانة).
ويتحتم على رئيس التحرير المهني أيضا أن يراعي كل ذلك مع انسيابية الموضوع وجمال طريقة تقديمه بما يجذب جمهورا أكبر لوسيلته الإعلامية (رأس المال).
لم يعن لي هذا المنصب الشيئء الكثير نظرا لغياب قيمته تلك بسبب انعدام الصحافة الحقيقية كما هي في العالم من جهة،ولغياب أبسط البنية التحتية والمحررين الأكفاء من جهة أخرى،وقبل هذا جمهور قراء يتفاعل مع مضمون وإخراج الصحيفة على الرغم من الجهود المبذولة فيهما،وسلطة تأخذ بعين الاعتبار صدى ما يتم التنبيه له من طرف الصحافة من اختلالات على اعتبار أن من مهام الصحافة "الرقابة على الشأن العام".
أذكر هنا أن لظروف العامة للبلد سياسيا واقتصاديا لم تكن أحسن من العام الذي قبله بل إنها عرفت توترات سياسية خاصة في مجال "تصفية الحسابات" مع ذوي مرتكبي محاولة انقلاب2003 ودخول شاحنة من الأسلحة،وبداية خوف النظام من زعزعة العسكر له داخليا.
كما تميزت بتغيير العطلة الأسبوعية من الجمعة والسبت إلى السبت والأحد مع بداية التضييق على التيار الإسلامي ومحاصرة الإسلام السياسي حتى وصل الأمر لغلق المساجد في غير أوقات الصلاة وتأدية صلاة الجمعة ببعض المساجد الكبرى في العاصمة "مسجد الشرفاء" تحت حراب الشرطة.
وقد أدت ظروف الركود الدائم للصحافة من مالك الجريدة إلى تأسيس المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية في هذه السنة حيث تم تعييني مستشارا إعلاميا به ولبقة الحديث حكاية.
كان تعييني بالمركز لا...
يتوصل...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني.
الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com