موريتانيا تشارك في الطاولة المستديرة للطاقة في أفريقيا :|: تفريق وفقة لمرشحين للرئاسة بنواكشوط :|: تكريم أربعة مفكرين وكتاب أدب موريتانيين :|: اجتماع لجنة التعويض للمتضررين من جسر روصو :|: CENI : نؤكد انسيابية عملية المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: تحويلات جديدة في قطاع الصحة :|: وزيرالخارجية : أي بلد يعول في غذائه على الخارج سيظل مهددا في أمنه استقراره :|: رئاسيات يونيو : مرشح ثالث يودع ملفه :|: إذاعة موريتانيا تطلق منصة بثها على الانترنت :|: مسؤول : نبحث عن مشغّل جديد لحقل بئر الله :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

متى يعود المارد الأسود الى قمقمه؟/محمد فآل سيدي ميله

samedi 14 décembre 2013


جوائز تترى، تتويجات تتابع، اعترافات تتهاطل من سماء المجتمع الدولي على أرض المبادرة الانعتاقية، ونحن واجمون، ألسنتــُـنا عيــِــيـّــة، وأقلامنا حرونة، وإرادتنا السياسية منطوية حلزونيا على نفسها.

في كل مرة يخرج المارد الأسود من قمقمه، حاملا على كتفه الأيمن آمال العبيد وعلى كتفه الأيسر نياشين الهيئات الدولية، تأخذنا العزة بالإثم فلا نرى في الأمر غير "استعراض مسرحي هزيل"، متجاهلين أن الواقع تغير، وأن لجبة المظلومين تحولت إلى صراخ، وأن آهاتهم الخافتة تحولت نحيبا وعويلا، وأن الواقع الديمغرافي بات يدفع بالأمور في اتجاه آخر، وأن ما يشهده العالم من تحولات أسْرَى بالعدوى ليلا من غيتو بريتوريا إلى صفيح نواكشوط، وأن تنامي الوعي الجماهيري خلق شعلة لن تطفئها الدعايات والتشويهات.

المارد الأسود ليس إلا لوثر كينغ في سلمية مسعاه، وليس من الحكمة أن نفرضه، بتعنتنا المفرط، على أن يتحول تلقائيا إلى ما لا يريد أن يكون.. المارد الأسود ليس إلا منديلا في شرعية مطالبه، وليس من الانصاف لمستقبل لحمتنا أن نفرضه، بمكابراتنا المتخلفة، على أن يتحول إلى ما لا يريد أن يكون.. المارد الأسود ليس إلا المهاتما غاندي في آلام ومآسي شريحته، وليس من المنطقي أن نفرضه، بتراكمات زيفنا، على أن يتحول إلى ما لا يريد أن يكون.. المارد الأسود ليس إلا بيرام ولد الداه لـَـبـِـــسَ سلمية لوثر كينغ وشرعية منديلا وآلام غاندي، فأضحى عصارة من ثمار نضال أصيل لا مناص منه لأنه حاجة شعب مقهور وليس دعابة رجل مهووس.

فبعد الزعيم الأمريكي الأسود، وبعد الزعيم الجنوب إفريقي الأسود، ها هي الأمم المتحدة تعترف بماردنا زعيما أسودَ بمنحها إياه، كما منحتهما من قبل، جائزتها لحقوق الإنسان. لم يكن ذلك من أجل عينيْ المارد بيرام، وإنما لأنه فرض نفسه في ساحة النضالات الكبيرة من خلال المد الجماهيري وموضوعية المطالب وعنف السلطة تجاه أنصار حركته.

اليوم، ونحن ننظر باستهتار، وربما بارتباك، إلى حجم المارد الأسود دوليا ووطنيا، يجب أن نفكر جديا في كل ما من شأنه رأب الصدع، والتكفير عن جرائم الماضي، وفك أغلال العبيد، وإشراك لحراطين في السلطة والثروة، وفك عزلة آدوابه، وتجريم ملاك العبيد، والقضاء على الثقافة العنصرية، وبناء صرح المصارحة والمصالحة بما يضمن سَـيَـلان المجتمع نحو واد المستقبل دون انزلاق..

وهنا، وهنا فقط، يكون من حقنا أن نطلب من المارد الأسود أن يعود إلى قمقمه لأنه لم تعد ثمة حاجة إليه.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا