موريتانيا تشارك في الطاولة المستديرة للطاقة في أفريقيا :|: تفريق وفقة لمرشحين للرئاسة بنواكشوط :|: تكريم أربعة مفكرين وكتاب أدب موريتانيين :|: اجتماع لجنة التعويض للمتضررين من جسر روصو :|: CENI : نؤكد انسيابية عملية المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية :|: تحويلات جديدة في قطاع الصحة :|: وزيرالخارجية : أي بلد يعول في غذائه على الخارج سيظل مهددا في أمنه استقراره :|: رئاسيات يونيو : مرشح ثالث يودع ملفه :|: إذاعة موريتانيا تطلق منصة بثها على الانترنت :|: مسؤول : نبحث عن مشغّل جديد لحقل بئر الله :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

سنوات الضياع(02) حكاية أول يوم في الحياة الجديدة !

samedi 8 juin 2013


في صباح اليوم الموالي استيقظت فإذا الكون يبدو لي فيه كل شي جديد.. الناس الحجارة، إيقاع الحياة الرتيب، بداوة المظاهر، غياب كل ما له علاقة بالكوكب الأخر الذي كنت اعيش فيه خلال الخمس سنوات الماضية.

كانت نواميس إعداد الفطور الصباحي وجلسة زملائي متحلقين حول الشاي والخبز الموضوع على فراش الأرضية، ونوعية المواضيع والنقاش التي جمعتني بهم وطريقة لباسهم وتعبيرهم تؤكد أنني فعلا عدت من الغربة.

بعد الافطار الصباحي بدأت مجموعات جديدة من الأهل والأقارب والأصدقاء تفد على منزلنا بعضهم مهنئ وبعضهم مستكشف وبعضهم يبحث عن ما يقتل به عدوه الوحيد "الفراغ"،والبعض الآخر يريد ان يعرف بماذا عسى يتميز من الناحية المظهرية من عاش في الخارج وكيف سيستطيع أن يندمج مجددا في البيئة الموريتانية الأصيلة.

اعتنى اخوتي مشكورين بكل الضيوف وكانوا قد أعدوا لمثل هذا اليومعدته، حيث أقيمت حفلة وتمت دعوة الجيران والأصدقاء ممن امكنهم الحضور،وكان من المهم لدى كل زائر كبيرا او صغيرا ،ذكرا أو أنثى هو أن يلتقى ذلك الشاب"الأصفر" القادم من عالم آخر يسمى "الخارج" بحسب تعبيراتهم.

قضينا سحابة يومنا ذلك في استقبال المهنئين والوافدين من كل حدب وصوب وكان من أصعب الأشياء التي اعترضتني كيفية مجاملة الزوار والحديث معهم بهجة حسانية تغرق في المحلية "المستكبله" وهم في معظمهم من تلك الناحية،بالاضافة إلى الصبر على مسك يدى لفترات طويلة من طرف كبار السن ،وطلب البعض منهم سرد كل شاردة وواردة مرت بي خلال 5 سنوات وإفهامه معنى الصحافة وفائدتها وبما ذا تختلف عن "صحافة موريتانيا" التي لا تحتاج الدراسة في الخارج بحسبهم حيث يكفي أن تفك شفرة الحروف لتكون أحد سدنتها الكبار- على حد وصف بعض الزوار-.

طبعا لم أكن أملك الكثير من الأجوبة على تلك الأسئلة لانعدام سبل المقارنة وغياب اطلاعي على الواقع الصحفي عن كثب في موريتانيا،ناهيك انني أفهم جيدا خلفيات تلك الأسئلة التي هي "في ظاهرها رحمة وفي باطنها عذاب"،حيث أن ما يبحث عنه أصحابها هو إفهامي بطريقة ضمنية أن لا قيمة لهذه المهنة في موريتانيا.

في مساء ذلك اليوم وصلت إلى المنزل مجموعة من الآصدقاء القدامى بالاضافة لمجموعات أخرى كانت معي منذ وصولي وزارتني في الليلة السالفة..جلسنا وبدأت رحلة أسئلة وأجوبة من نوع آخر..هذا يريد منك ان تنقله بالوصف للخارج، وهذا يريد أن تفهمه وهو غير مؤهل فكريا مراحل التعليم ودرجاته وفائدته وثالث ورابع وخامس وسادس...يرون أن الشهادات لا قيمة لها في بلد ترقى فيه فلان بوساطة من.. وفلان أحرز على المال من الهجرة لافريقيا وتجاوز كل اصحاب الشهادات وصاهر آل فلان لأنه وببساطة يقدره المجتمع حسب معيار"العصر" بموريتانيا" المادة".

طبعا كان هنالك قلة من الأصدقاء يحاولون دائما تغيير الموضوع وشده نحو أيام الذكريات ويخففون الأجواء بالشعر ولغن وطريف النكات،وربما يسردون قصصا محلية من قبيل واقع الحياة اليومية كان يقول احدهم فلان خطب فلانة او مناسبة فلان يوم كذا او حضرت مناسبة فلان وفلانة ويصف ما دار في حفل الزفاف.

كان كل شئ غريبا علي. ولكن إنها سنة الحياة قال تعالي "لن تجد لسنة الله تبديلا".

حاولت أن أعيش مع كل ما يريد وأغني معه على هواه وانا أدرك أن "رضى الناس غاية لاتدرك" خاصة إذا كانوا شبابا واهتماماتهم مفارقة، غالبيتهم يبحثون عن الجانب الاجتماعي والمادي وقلة يبحثون عن العلم قبل كل شيئ ولايريدون الدخول الا من بابه ويرون ان"بابي المال والنساء" طريقهما الحقيقي باب العلم.

بتنا ليلتنا تلك في حبور وسهرة لاتنسى حاول الأصدقاء من خلالها ان يبعدوني عن أيام الغربة وأهوالها ويعيدوني للذكريات الجميلة لأنهم يعرفون مدى أصالتي ووفائي لوطني ويعون جيدا انني افهم قول الشاعر :
وحبب اوطان الرجال إليهم مئارب ضاها الشباب هنالكا

في الأيام الموالية طلب مني ...
بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)
يتواصل...
ملاحظات :
عنوان هذه السلسلة هو "سنوات الضياع" ولا اعني بها عنوان المسلسل التركي بقدرما يعبر هذا العنوان عن صميم موضوع هذه اليوميات في جزئها الثاني، وستتعرفون على مضمون العنوان من خلال مضامين الحلقات المقبلة بإذن الله.

لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي أسفله.

الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).

للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا