على بركة بدأت هذا العام، وكنت كغيري من الموريتانيين الذين يعتقدون أن ممارسة هذه المهنة في موريتانيا لا تحتاج لأكثرمن "محو الأمية الأبجدية وقوة الشخصية" لكن هيهات وهيهات.
منذ الدروس التطبيقية الأولى أدركت سر جواب لسؤال قديم طرحه أحد زملائنا على مدير المعهد في لقاء لطلبة السنتين الأولى والثانية معه في سنة1998(اسم المدير آنذاك الدكتور مصطفى حسن).وكان ذلك السؤال حول سبب ازدحام جدولنا في هاتين السنيت بمواد كثيرة من الثقافة العامة التي كنا نرى وقتها كطلبة أنها ليست الا لهدف وحيد وهو إرهاقنا والمساهمة في وضع العراقيل امام نجاحنا.كان جواب المدير على الهدف من هذه المواد بالقول :"ياطلبتي يا أبنائي ستكتشفون على مر الأيام أن هذه المواد هي مفتاح عملكم وسر نجاحكم فالصحفي الحقيقي هو من يأخذ من طل فن بطرف).
طبعا كنا ونحن في السنوات الأولى متلهفين للعمل التطبيقي ودخول عالم الأضواء بسرعة حيث الاستوديوهات والكاميرات والمرايا والراحة من الكثير من المواد التطبيقية لكن كما يقول المثل الحساني (اشوف الشيخ المتكي اللي ماشاف فكراش الواكف)،لقد صدق المدير في جوابه.
كان عالم الأضواء هذا يحتاج كل تلك المواد حيث لايمكن إنتاج موجز أو نشرة مثلا إلا وأنت على قدر كبير من الإلمام بجوانب السياسية وقدر عير يسير من القانون الدستوري والفكر السياسي والجغرافيا حيث تعقيدات السياسة والحدود والسلطات تفرض ذلك.،كما ستحتاج أيضا هنا للغات ولمعرفة فن الكتابة الصحفية حسب الوسيلة الاعلامية.
في البرامج حتما ستحتاج لكل المعارف التي درستها حيث لايخلو موضوع لأي برنامج من أحد تلك العلوم القانونية او الاقتصادية اوالاجتماعية،وهنا يكون سر نجاح البرنامج أولا في مدى معرفة الصحفي بهذا الموضوع اوذاك قبل العوامل الفنية والاخراجية والديكور وغيرها من المحسنات المضافة.
أذكر أن السنة الثالثة(1999-2000) كانت سنة ممتعة بسبب وجودنا غالبية الوقت في الاستوديوهات الاذاعية والتلفزيونية واكتشافنا كل يوم شيئا جديدا في عالم الأضواء حيث تتكاثر الأجهزة وتصعب التطبيقات.
طبعا لم تكن كل الأيام كذالك حيث كانت لدينا أيام مملة مخصصة للصحافة المكتوبة والملل هنا يعود لصعوبة الكتابة والابتعاد شيئا ما عن عالم الأضواء في استوديوهات التلفوة والاذاعة.إضافة إلى أن الانتاج المكتوب فردي والمسوع والمرئي جماعي.
أيضا مما حبب إلينا الانتاج المرئي والمسموع هو سهولة الكتابة وتبادل الأحاديث الجانبية واستفادة بعضنا من البعض الأخر وحب التعرف على الأجهزة من ميكروفونات وكاميرات وغيرها.
طبعا كانت هنالك مواد نظرية أخرى مهمة ساهمت في دعم تكويننا أذكر منها "قانون الاعلام :ماذا لك وماذا عليك وتدخلات حرية الاعلام والسياسة،حقوق الانسان باعتبار أنها جزء من الحريات والاعلامي مسؤول حمايتها،،مناهج البحث، حيث يهتم الاعلامي بمعرفة الاستفادة من الدراسات المختلفة،الفكر السياسي عبارة عن دراسة معمقة للمدارس والتيارات الفكرية التي ساهمت في وجود المدارس السياسية الحالية في العالم ".
طبعا كنا عرضة للكثير من الطرائف خلال هذه السنة تتعلق بالتقديم خاصة في التلفزيون حيث تصعب العملية،وتتعلق هذه الطرائف بالغلط في المضمون أو الالتفات أمام الكاميرا وحتى في بعض الأحيان في طريقة اللباس أو تسريحة الشعر.
وقد يعلق الزملاء على فصاحة المقدم أو جمال المقدمة أو علاقة النص بالصورة وعلى نواحي مهنية كجمال التقرير وترابط فنيا بالصور وغيرها ولكن كان كل النقد هادفا وفي اطار الزمالة والاحترام.
مضت هذه السنة سريعا لتقربنا من ...
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة :
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي).