ظهر الرئيس وتكلم.. فقطع شكَّ المتوهمين الحالمين بفراغ ينحشرون فيه فضوليا بيقين لا غبار عليه، فتقطَّعت أوصالُ أوهام المرجفين المتنبئين، وانفقأت عيون الهمّازين اللّمازين لتتصاغر أحلامهم المتسترة خلف الإشاعات الحمقاء والإرجافات الخرقاء، متناسين أن استغباء الشعب خطيئة لا تغتفر، وأن إرادة الشرفاء صلبة لاُ تقهر !
وتعاظم حلم العظماء مستصغرا هبّات الانفعال، ومتجاهلا إرجاف" يثرب" -علي عهدها- ومتساميا على صُراخات "المُتمرهقين " الطائشة لتتهاوي تباعا كل العروش العنكبوتية الواهنة، الواهية على رؤوس "المُتَعنْكَبين"، ويطمرَ ركامُ الأوهام جثامين ومشاريع المُتوهمين.. وأخيرا توقفت الجعجعة بعد أن هرست مخططاتهم طحناً لتذرُوها الرياح، وسُحل المشروع الأرعن فوُورىَّ سلةَ مهملات التاريخ، وتقالّ موجودهم - علي تواضعه - في طلب مفقود ماهم ببالغيه؛ ولو بشقِّ الأنفس ..!!
ولن نرجع بذاكرة معشر هؤلاء القوم إلي الوراء كثيرا لأنه أصابه الكِبر والخور في مقتل ! بل سنرجع بهم إلي العشرة الأيام الماضية
لنسأل عن مصير تنبؤِ الأربعة شهور، والتنبؤِ المشفوع بيمين منعقدة
وتنبؤهم بالانقلاب، وعقدة" رُهاب الفراغ"؟ يا من استنصروا بعوادي الزمن واستعدوا علينا دواهي المصائب، ويا من أقسموا بالله جهد أيمانهم وراهنوا علي أوهامهم من أجل كرسيِّ الرئاسة، وكأنهم نسوا أن للبيت رباً يحميه ..!!
لعبوا علي وتر الزمن، فأستُنفد زمنهم، ونفخوا في الكير فاحترقوا بنارهم، ليتفاجأوا أن شعب عزيز ووطن عزيز وأرض عزيز علي موعد أكيد مع العزيز !! حيث لا مجال للتكذيب والتشكيك والهمز واللمز .
ها هو العزيز أطل علي شعبه جهرة، وخاطبه كفاحا، وبعد ساعات سيكون في حضن الوطن الرؤوم، تغمره مشاعر
الأمة المفعمة حبا وتقديرا.. فتنخرس كل المقاول اللسّاعة المتحركة في غياهب جُنح الحوالك باثّــــةً سمومها ومطلقة فحيحَها.
ها هو عزيز الوطن و الأمة يعود لوطنه وأمته – يا من حكمتم عليه توهُّما بالغياب السرمدي - فحلَّ عزيز أهلا ووطئ سهلا وطاب مُقام أهل الوطن وعزيزُ الوطن بين ظهراني شرفائه ليتفيأ الجميع ظلال عدله الوارفات.. وعودة ميمونة يا أيها لعزيز ومبــــروك للأمة أفراحها : معايدة عظيمة لشعب عظيم من رجل عظيم وبمناسبة يوم عظيم.. أما من لم يرق له موج الأفراح العارمة فمريئا له زُعاقُ المحيط .