في أحد أيام شهر يوليو سنة1999 حان موعد لمفاجئة أخرى في الغربة، حيث كنت الساعة الثانية والنصف في المحطة الشرقية المسماة ب"باب الفله" أفكر في السفر وأجواء الرحلة والإقامة مع التونسيين فقط بالداخل وفي قرية ريفية نائية بولاية سيدي بوزيد التي تقع في الوسط التونسي على بعد 260 كلم جنوبا من العاصمة تونس.
بينما كنت أركز التفكير قي الأجواء التونسية الخالصة التي تنتظرني خلال إقامتي مع صديق الكريم "عمار ميري" إذا بأخته الفاضلة "سميرة" تبحث عني وسط زحمة المسافرين رحبت بي وشرحت كل تفاصيل الرحلة واقتطعت لي تذكرة الرحلة وبقيت في وداعي حتى صعودي للحافة.
حوالي الساعة الثالثة ظهرا من ذلك اليوم الصيفي القائظ صعدت على متن تلك الحافة المكيفة باتجاه ولاية "سيدي بوزيد" وتحديدا بلدية تسمى "بن عون" وتسمى على ولي صالح يدعى"سيدي علي بن عون" وتبعد 40 كلم إلى الجنوب عن عاصمة الولاية التي هي ولاية رعوية وزراعية بالدرجة الأولى متواضعة البنية التحتية وتعيش بطالة مرتفعة على غرار مدن الجنوب التونسي.
كانت الرحلة ممتعة حيث الحافلة مكيفة والسائق ومساعده محترمان والمقاعد محجوزة بعدد الركاب والمحطات الطرقية معروفة مسبقا وفي يعضها استراحات للركاب حيث المقهى والمتجر والهاتف العمومي وغرف للنوم والراحة وغيرها.
كانت النقاط الأمنية قليلة العدد ولكن لها معالم ترى من بعيد من إشارات وأضواء وقد لاحظنا أنها تتعامل مع السائق والركاب باحترام وتطبق القوانين من تعرف على هويات الأشخاص وتفتيش للأمتعة.
طوال الرحلة التي استغرقت 3 ساعات كان يسود الحافة جو من الدعة والهدوء حيث طفق البعض في مطالعة كتب وجرائد وشرع البعض في حديث جانبي متمدن صفته الهمس، البعض مسترخ في مقعده ،دون أن ننسى أن الشركة الوطنية للنقل بين المدن التونسية تحرص على توفير كامل الراحة للركاب بين البلاد وتحرص على منحهم راحة بمعدل رع ساعة كل ساعة سفر طيلة الرحلة.
كان قرص الشمس قان يميل للصفرة عندما توقفت الحافلة عند محطة بوسط...
ملاحظة :
بقلم :محمد ولد محمد الأمين(نافع)
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية ( رأي).
ملاحظة : يسعد كاتب المذكرات بالعودة إليكم من جديد لمواصلة المشوار معكم بعد غياب لظروف قاهرة ويرجو منكم إمداده بملاحظاتكم وتعليقاتكم على العنوان أعلاه.