مرشحون للرئاسيات يعقدون مؤتمرا صحفيا :|: الثقافة التزام... أو لاتكون !..د. محمد ولد عابدين * :|: خطاب الرئيس في القمة الاسلامية ببانجول :|: لقاءات للرئيس على هامش قمة بانجول :|: انطلاق مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في بانجول :|: مسؤول في الناتو : لا ننوي إقامة قاعدة عسكرية في موريتانيا :|: مشاركة موريتانية بمعرض الصناعة التقليدية في باريس :|: وزيرا الدفاع والداخلية يزوران المناطق الشرقية :|: “واتس آب” يحصل على ميزات جديدة :|: ارتفاع مؤشرأسعارالغذاء العالمي للشهر الثاني على التوالي :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
 
 
 
 

ظاهرة التنافس في المهور ... هل النساء أصبحن بضاعة؟

lundi 24 septembre 2012


تزدهر مواسم الزواج في موريتانيا خلال هذه الفترة لاعتبارين أساسيين، فالاعتبار الأول يتعلق بكونها فترة راحة لغالبية العمال، وللطلاب، أما الاعتبار الثاني فيتعلق بكونها فترة خريف وعادة ما تتوفر خلالها الظروف المناسبة للاستجمام كما أنها تخلق أجواء الفرح.

وإذا كان الزواج حسب المتعارف عليه هو انشاء علاقة مشروعة بين رجل وأمراة قصد بناء لبنة في نسيج اجتماعي معين، وبالتالي يجب أن تحاط عملية الزواج بالقدر الكافي من التسهيل، فإن عادات المجتمع الموريتاني لا تولي الكثير من الاعتبار لذلك المبدأ، بقدر ما تغرس في طريق المتزوج الكثير من العقبات حتى تجعله يندم على زواجه، وبذلك كثرت العنوسة المعروفة محليا ب (لبــَّـــارْ) لتساعد على طغيان ظاهرة (التــَّــسـْـــــدارْ).

يرى المهتمون بقضايا الزواج في المجتمع الموريتاني، أن غلاء المهور والتنافس في تحجيمها أصبحت تشكل العائق الحقيقي أمام الزواج، ويعود ذلك الى عادات ذلك المجتمع الضاربة في التبذير والمباهاة، فالموريتاني بطبعه مسكون بحب التقليد.

ففي بلادنا هناك تنافس شديد في المهور تغذيه عادات العشائر وخصوصيات المناطق، هذا التنافس يتمظهر على عدة مستويات حسب طريقة كل جهة في التعامل مع مراسيم الزواج، حيث تضع كل مجموعة سقفا محددا ومتعارفا عليه كمهر لبناتها يعاب على العريس تقديم مبلغ دون ذلك السقف، كما أن طرق دفع ذلك المبلغ تختلف أيضا بإختلاف الأعراف والعادات.

وعلى هذا الأساس اشتد التنافس في أوساط الشباب حول المهور وأصبح معيار المهر هو الحاسم في تقييم أهمية الزوج داخل وسطه الاجتماعي كما أهتم الفتيات بمقادير المهور فهن متيمات في الغالب الأعم بالإسراف المفرط في المناسبات الاجتماعية. وهكذا نشأت جيوب تستفيد على هوامش الأعراس وتفشت ظاهرة (أتشعشيع) المفهوم العاصر للتبذير والإسراف، تلك الظاهرة التي يتوق اليها السواد الأعظم من أجيالنا اليوم.

وإذا قمنا بتأصيل المهور نجد أن الشريعة الاسلامية حثت على تقليل المهر حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياق الحديث الشريف يشير الى أن أفضل البنات أقلهن مهرا، أو كما قال عليه الصلاة والسلام. ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام هو القدوة الحسنة للأمة فقد استجاب الصحابة وتابعيهم رضوان الله عليهم لتعاليم سنته المطهرة وحافظوا على اتباعها وأخضعوا الزواج للسنة وتركوا البدع فكان المهر آنذاك لا يتعدى ربع دينار وإن تجاوز ذلك بقليل، ففي حدود الانضباط والتحلى بقيم الدين الاسلامي المتسامح والرافض لكل مظاهر التبذير.

أما اجدادنا الشناقطة فقد حافظوا طوال عصور عديدة على اتباع السنة المطهرة فيما يتعلق بالمهور وهو ما قلل من ظاهرة العنوسة في حقبهم.

وإذا أمعنا النظر في واقع الأجيال اليوم نلاحظ بشكل جلي أن الصعوبات المحاطة بالزواج وعلى رأسها (غلاء المهر) هو السبب الحقيقي وراء انتشار العنوسة و عزوف الشباب عن الزواج.

ويعود ذلك الى صعوبة الظروف المادية للشباب اليوم وعجز الكثير منهم عن الحصول على المبالغ المالية الكافية لإقامة مراسيم زواج تتناسب مع ما يطمح اليه وسطهم الاجتماعي وتصون وجوههم في الوفاء لمحبوباتهم بتحقيق حلمهن المتعلق بإقامة (عرس) فاخر تباهين به نظيراتهن في المجتمع.

وهكذا تفاقمت ظاهرة التنافس في المهور مشكلة عقبة أمام الزواج من جهة و ممهدة لتحول اجتماعي جديد مادي بالأساس تسود فيه القيم المادية على الاعتبارات الاخلاقية والدينية والإنسانية، عصر أصبحت فيه المرأة بضاعة ثمنها المهر، وبالتالي فكلما كان المهر كبيرا كانت العروس ذات اعتبار كبير والعكس صحيح. ولا يمكن من الناحية المنطقية اعتبار مقدار المهر معيارا لكرامة المرأة أو قيمتها فإذا اعتقدنا ذلك فقد اعتبرنا المرأة مجرد سلعة تحدد قيمتها من خلال ثمنها.

وتهدد ظاهرة غلاء المهر أو صعوبة الزواج كيان المجتمع الموريتاني من خلال عرقلتها للزواج الذي هو الوسيلة الوحيدة لتناسل و تكاثر الأمم، فكلما كانت المهور بسيطة ومراسيم الزواج مطابقة لتعاليم الدين الاسلامي كثر الزواج و تناسلت المجتمعات، أما إذا طغت ظاهرة التنافس في المهور وصعبت ظروف الزواج فتنتشر حينها العنوسة و تكثر الفواحش ويتوقف التكاثر في المجتمع بل يصبح مهددا بالانقراض.

وكخلاصة للقول فإن المجتمع الموريتاني اليوم مجتمع تسوده العنوسة وتهدد كيانه، وقد جاء ذلك نتيجة لتضافر الكثير من العوامل أهمها الضعف المادي لدى الشباب وسيادة العادات المتخلفة المشجعة على الاقلاع عن الزواج.

كما أن استمرار تلك الظاهرة لا قدر الله يشكل هاجسا لدى الكثير بالتأثير السلبي على حياة المجتمع من خلال التأثير المباشر على درجة تزايده و استمرارية تكاثره.

وفي الأخير أدعو الجهات الرسمية و الفاعلين في مجال خدمة المجتمع الى محاربة ظاهرة العنوسة من خلال الحث على الزواج و تسهيل كلما يتعلق به.

عـبـــدي ولد البشيـر ولد أمحيحم

قانوني وباحث في قضايا التنمية

ouldbechir6@yahoo.fr

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا