في موسم الخريف من كل سنة تتضاعف حوادث السير علي طريق الأمل ــ أطول وأخطر الطرق في البلد ــ مخلفة عشرات القتلى ومئات الجرحى خاصة في محور انواكشوط ــ ألاك والمعروف بـ "محور الموت"، وذلك بسبب كثرة وخطورة الحوادث عليه نظرا لنوعية الطريق وزحمة المرور عليه.
مستشفي حمد بن خليفة في مدينة أبي تلميت وبحكم موقعه في وسط "المنطقة الحمراء" أصبح ومنذ إنشائه قبل عدة سنوات يلعب الدور الأكبر في إسعاف ومعالجة ضحايا حوادث السير علي هذا المحور وعلي طريق الأمل بشكل عام.
موفد الحصاد والذي يقوم حاليا بإعداد تقارير عن حالة طريق الأمل زار المستشفي الممول بهبة قطرية والذي يتوفر علي عدة تخصصات .
يقول الدكتور محمد أحمد ولد الداه أخصائي جراحة عظام ومفصال، إنهم بحكم التجربة باتوا يعرفون أن حوادث السير تتضاعف ثلاث مرات في فترة الخريف وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع حيث يتم تسجيل مابين 2 ــ 4 حوادث، مما فرض عليهم في المستشفي المداومة والاستعداد الدائم لحالات الطوارئ.
فمثلا يقول ولد محمد أحمد ــ وهو ينظر إلي استمارات الحوادث علي مكتبه ــ لقد سجلنا خلال الأسبوعين الأخيرين فقط 10 حوادث سير، كانت حصيلتها خسائرها البشرية 40 جريحا منها 8 أشخاص إصاباتهم بليغة وثلاث وفيات علي الأقل، من ضمنها حالة مؤثرة لطفل في شهره السادس.
وعن أسباب هذه الحوادث يقول ولد الداه إن معظمها بسبب أخطاء بشرية خاصة السرعة المفرطة، كما أن بعضها يعود لحالة الطريق التي تكثر فيها الحفر والانحرافات خاصة هذه الأيام بفعل مياه الأمطار. فمثلا ــ يضيف الدكتورــ لقد تسبب حفرة واحدة قبالة قرية "تنيرك" في أربع حوادث سير في 48 ساعة فقط كانت حصيلتها عشرات الجرحى وأربعة قتلي علي الأقل، قبل أن يتم إصلاحها في النهاية من طرف شركة ENER .
ويضيف أخصائي جراحة العظام والمفاصل في مستشفي ابي تلميت إن عدد المصابين في حادث السير الواحد قد يزيدون علي العشرة، مما جعل المستشفي يكون كافة طاقمه البشري من مختلف التخصصات علي التعامل مع حالات الطارئ الناتجة عن حوادث السير ويجعلهم في حالة استعداد دائمة.
ويتوفر مستشفي حمد علي غرفة للعمليات وثلاث سيارات إسعاف جاهزة لكل طارئ (التي لم تسلم هي الأخرى من الحوادث) ،كما يوفر حسب الطبيب محمد أحمد الأدوية والعلاجات الأولية بالمجان للضحايا معظم الحالات تتم معالجته في أبي تلميت لكن بعضها يتم توجههم إلى نواكشوط وخاصة المصابين بحلات خطرة مثل النزيف الدماغي.
مصدر من الدرك في أبي تلميت يرجع نسبة 90 % من حوادث في منطقة تدخلها ــ تمتد من 55 كلم شرق المدينة الى 54 كلم غربها ــ الي افراط السائقين في السرعة وعدم احترام قوانين السير.
موفد الحصاد زار قرية "تنيرك" الواقعة علي بعد 15 كلم شرق بوتلميت، وذلك لمعاينة "الحفرة القاتلة" ــ كما يطلق عليها السكان المحلييون ــ حيث تصادف وجوده مع وجود فرقة من شركة ENER تقوم بصيانة الطريق. المصطفي ولد كوكو قال انه يرأس فرقة للتدخل السريع تابعة للشركة مكلفة بإصلاح الطريق وخاصة الأضرار الناتجة عن الأمطار وأن فرقته تتوفر علي كل التجهيزات اللازمة لذلك وتعمل ليل نهار علي إصلاح الطريق .
وبخصوص "الحفرة الممية" نفي ولد كوكو أن تكون شركته قد تأخرت في إصلاحها، مؤكدا أنهم قاموا بإصلاحها فور إبلاغهم عنها من طرف الدرك ، لكن الناقل سيدي ولد بلال وهو صاحب سيارة "رينو 9" يقول إن ENER لا تتدخل في الوقت المناسب لإصلاح الطريق وأن حفرة تنيرك لم تظهر فجأة بل بقيت تتسع لعدة أشهر وتتسبب في حوادث متزايدة ولو تم إصلاحها علي الفور لكنا قد تجنبنا الكثير من الحوادث المميته علي حد قوله.
وعلي طول الطريق الرابط بين أبي تلميت ومينة كيفه رصد ت كامرا موفد الحصاد مجموعة من السيرات التي كانت قد تعرضت لحوادث سير في الأيام الأخيرة، تتحدث عنها الصور أسفله.
ـــ يتواصل ــ