وكان القذافي قد قال في ذالك اللقاء :إن بعض وسائل الإعلام والسياسيين أساؤوا فهمه سابقا قائلا : "سبق وأن تحدثت عن موريتانيا ولم يفهم هذا الحديث عندما قلت إن موريتانيا وصلتها أمراض الغرب"، مسهبا في بيان مقصده من تلك العبارة، مذكرا أن شعوب العالم الثالث لها خصوصيتها الثقافية والاجتماعية وأن التجربة الغربية في إدارة شؤون الحكم لا تناسبها ليخلص بعد عرض مطول إلى القول : "وجدت أن الانتخابات والانقلابات مثل بعضها تتسبب في عدم استقرار البلدان".
القاعة حبست أنفاسها عندما بدأ (القذافي) في تناول الأزمة الموريتانية فبدأ حديثه بتحذير الموريتانيين من مغبة التصعيد والتصعيد المضاد ضاربا المثل بما حدث في الصومال، مناشدا إياهم قائلا : "أطلب منكم كأخ.. موريتانيا باقتصادها وعدد سكانها لا تحتمل مرحلة خشنة"، ولهذا فإنه يأمل أن تطوى صفحة الماضي قائلا : "اللي فات مات"، مضيفا : "أخاطب الوطنيين والحريصين من أبناء موريتانيا الواعين أن يأخذوا بالهم من موريتانيا.. لنفكر في موريتانيا بعد 6/6/2009".
وما أن نطق القذافي بهذا التاريخ مطالبا الموريتانيين بالنظر إلى الأمام ونسيان الماضي، حتى انسحب (مسعود بلخير) رئيس البرلمان ومعه قادة من الجبهة الوطنية للديمقراطية التي ترفض حكم المؤسسة العسكرية من قاعة قصر المؤتمرات لينهي (القذافي) كلمته مباشرة.
ولاحقا قال نائب رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي عمر ولد يالي في تصريح لصحيفة "السراج"إن العقيد الليبي معمر القذافي لم يعد وسيطا مقبولا في الأزمة الموريتانية،داعيا الاتحاد الإفريقي إلى أن يسحب من بين يديه الملف المذكور،لأنه أثبت أنه غير صالح أنه يكون وسيطا محايدا
مضيفا أن القذافي برهن على انحيازه التام للعسكر،وبدأ يقدم النصائح في غير محلها عندما دعا إلى أن يكون موعد انتخابات العسكر بداية لتأسيس موريتانيا الجديدة،وكأن الجميع قد اتفقوا على كل شيئ،مضيفا ’’ القذافي متناقض للغاية،وفي اجتماعاته وصلاته وكلماته بدا أنه غير صالح للقيام بالمهمة التي كلفه الاتحاد الإفريقي بها،وقد بدا أنه قضى على الوساطة الليبية.