اختيار موريتانيا عضوًا في المجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسة المناطق الجافة :|: أسعارالغذاء المرتفعة عالميا في طريقها للانخفاض :|: زعيم المعارضة مرشح لرئاسيات يونيو المقبلة :|: دعوة لتعزيزالتضامن مع العمال الأكثر هشاشة :|: رئاسيات يونيو : "تواصل"يحسم مرشحه مساء اليوم :|: محادثات موريتانية - سودانية :|: إلغاء زيادة الرسوم الجمركية على الخضروات المغربية :|: الوزير يتسلم العرائض المطلبية للعمال :|: في عيد الشغيلة : مسيرات عملية تطلب برفع الأجور وخفض الأسعار :|: من يوميات طالب في الغربة(6) :نزهة في "أريانة" مع ضيافة موريتانية أصيلة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
 
 
 
 

المعارضة و سيناريوهات الحسم بقلم : محمد فاضل محمد عبد الرحمن

vendredi 27 avril 2012


سمعت البعض يقول أن المعارضة ستخرج للشارع و أنها هذه المرة، ستكون معارضة ستعتصم حتى رحل ولد عبد العزيز، و سمعت كذاك أن أسباب اعتصامها فساد الرئيس و عدم أهليته لإدارة شؤون البلاد، حتى أن البعض أخبرني أن حزبا من أحزاب هذه المعارضة قد أكد استعداده ليخلف النظام بعد انتخابات نزيهة سيكون هو مفاجأتها الكبرى.

و سمعت أيضا أن الحزب الحاكم و أحزاب الأغلبية سيقومون بحملة مضادة لتوضيح الصورة للمواطنين حول هذه الدعوة التي يعتبرونها كفرا بالديمقراطية.

و سمعت أيضا أن أحزاب المعارضة قد حددت ما ستقوم به بعد سقوط هذا النظام، حيث ستشكل حكومة وحدة وطنية و ستقوم بإنتخابات نزيهة و شفافة ستعد لها إعدادا جيدا حتى يتمكن المواطنون من اختيار رئيس لهم ينتخبونه بملء إرادتهم.
كم هو جميل ما سمعت لكنني في العادة لا أبحث عن جميل القول و إنما أريد حسن الفعل و الفعال، و لذلك سأقف متأملا لعلي أفهم سيناريوهات يوم الثاني من مايو المشهود. و الذي أطلقت عليه إسم "يوم الحسم".

حيث إما أن المعارضة تخدعنا و تريد أن توهمنا بأنها تمتلك قلوب الملايين من أبناء هذا الوطن و أنها تستطيع أن تدق ناقوس الخطر متى شاءت و أن الناس يتبع لها أغلبهم. و أن النظام زور الإنتخابات الماضية و أنها هي لم تقبل بنتائجها أو بالأحرى خدعت في نتائجها، هذا من ناحية. و من ناحية أخرى إما أن النظام كان يتلاعب بالمواطنين و أن المعارضة تريد أن تثبت للنظام أنها الأقوى و لذلك فإنه على النظام أن يخشى بطش المعارضة و يبتعد عن طريقها و يتركها تفرض عليه إرادتها من خلال قوتها الظاهرة في حجم من يتبع لها من الناس.

هذه هي الإحتمالات التي سيفكر فيها السياسيون و سوف يعمل على تحليلها و تشخيصها المثقفون.

و ليست و الله هذه الإحتمالات بالنسبة لي مهمة بقدر ما هو مهم كيف سيكون يوم الحسم هذا و كيف ستكون حال المعارضة في ذلك اليوم. و ما ردة الفعل التي نتوقعها من النظام بحكم معرفتنا بأساليب الأنظمة التي ثارت عليها المعارضة و حاولت إسقاطها و لم تثر عليها الشعوب التي لها من القوة و البطش ما يجعل أي نظام مهما كان قويا يسقط تحت أقدام المتظاهرين من أبناء شعبه.

و لذلك قدرت في تصوري سيناريوهات محددة أود أن أشارك القارئ الكريم فيها لعل و عسى أن نتمكن من فهم الأحداث التي ستتوالى تباعا يوم الحسم.

من الطبيعي جدا أن تتمكن المعارضة من الخروج للشارع فهي قادرة على ذلك من خلال ما تحويه جعبتها من مناصرين لا يمكن أن يستهان بهم و لا بقدراتهم على الإطلاق.

لكنه أيضا من الطبيعي أن يبحث النظام عن حل لهذه المشكلة و يحاول أن يرد على المعارضة بطريقة ربما تكون قاسية أو متساهلة بعض الشيء مما يضعف المعارضة و يثنيها عن اعتصامها الذي تنوي القيام به.
و هنا لا يمكن أن نتغاضى عن سيناريو المواجهة و الذي أرجحه أنا شخصيا و أعتقد أنه سيكون بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.

فلو افترضنا أن النظام خسر بعض مناصريه نظرا لأخطاء ارتكبها فهذا لا يمكن أن يجعله يخسر كل مناصريه و لا يمكن أيضا أن يجعله غير مسيطر على أمور الدولة و خصوصا مؤسساتها الأمنية و التي يمكن من خلالها حسم المواجهة مع المعارضة.

ففي يوم الحسم سنرى ان كانت المعارضة جادة في مطالبتها برحيل ولد عبد العزيز عن السلطة و ليس اسقاط النظام لأنه هنالك فرق كبير بين الإثنين و يدل أولهما على أن استهدافا شخصيا لشخص رئيس الجمهورية قد بادرت إليه المعارضة من خلال هذا الشعار، و الثاني يدل على أن المعارضة ترفض أن يبقى النظام قائما بأساليبه و طرق تحكمه في حياة الناس – إن كان يتحكم فيها بتلك الطرق و الأساليب التي تقصدها المعارضة و هي الظلم و الفساد و غياب التسيير الحسن لمصالح المواطنين.

و في حال المواجهة بين المعارضة و الموالاة دونا عن الأجهزة الأمنية فإن القضية ستحسم لصالح الفوضى أكثر مما تحسم لصالح أحد الطرفين. و أيضا في هذه الحالة سيكون الخاسر الأكبر هو المواطن البسيط الذي ليست له أي علاقة بما يجري بين المعارضة و الموالاة من صراعات ليست بالنسبة له هدفا و لا غاية يريد الوصول إليها.

ففي حالة المواجهة هذه أيضا سيكون هنالك خسائر مادية و معنوية كبيرة على المجتمع الموريتاني و قد تتحول تلك المواجهة إلا مشاكل عرقية و جهوية قد تؤدي في الأخير إلى اشعال فتنة لن تصب في مصلحة هذا الوطن من قريب و لا من بعيد.
و يمكن القول أيضا ان أي مواجهة بين المعارضة و الموالاة في يوم الحسم ستحسب كل خسائرها ضد المعارضة و تحسم كل أرباحها لصالح النظام بشكل عام، فلا المواطن البسيط سينصف المعارضة و يغفر لها ذنب زعزعة أمنه و العبث بممتلكاته الخصوصية و العمومة أيضا و ذلك استنادا على مبدأ "البادئ أظلم" و الظالم يتحمل المسؤولية الكبرى.

ناهيكم عن أن المعارضة في المواجهة قد تضطر إلى التصنيف الذي قد يؤدي بها إلى استهداف أشخاص معينين أو مؤسسات بحد ذاتها دونا عن أخرى نظرا لأنها مملوكة ممن يوالون النظام أو لهم علاقة به من قريب أو من بعيد. و ستكون هذه الحالة محل وقوع في اثناء تخبط المعارضة و سخط مناصريها من المواجهة التي ستكون بالنسبة إليهم أمرا مرفوضا و بالتالي ستتحول المواجهة من خصومة سياسية إلى ضغينة تفضي في الأخير إلى صراع قد لا تحمد عقباه.

و في السيناريو الثاني حيث ستتمكن الموالاة من ضبط نفسها و الإبتعاد عن المواجهة المباشرة مع المعارضة في ساحة الإعتصام و في تلك الحالة سيكون لزاما على النظام أن يتصرف بشكل مغاير يجعل الحل يكون أمنيا بامتياز و هذا بالضبط ما تسعى له المعارضة و تود أن تتحول من خصم مهاجم إلى ضحية يتعاطف معها المواطن الموريتاني و كذلك المجتمع الدولي و بالتالي تجد في كونها ضحية قوة خارقة تسمح لها بأن تثبت أن النظام يجب أن يرحل و لن تقبل بغير ذلك بديلا.

و لكن هذا السيناريو ضعيف بحسب الأحداث التي جرت سابقا لأن النظام لا يستخدم الحلول الأمنية إلا بصورة ماكرة و فنيات عالية تتيح الفرصة للأمنيين بأداء وظيفتهم بشكل يمنع الفوضى و لا يمنع حرية الناس في التعبير و من هنا ستضطر المعارضة للإحتكاك أكثر برجال الأمن حتى تتمكن من استفزازهم لعلها من خلال ذلك تصبح ضحية فتنتصر.

و لكن العائق الذي سيحول دون استفزاز رجال الأمن هو مدى تدربهم على ضبط النفس و صبرهم حتى الحصول على أوامر تتيح لهم فرصة التحرك بشكل مرضي يعين على تفادى الوقوع في الأخطاء القاتلة التي قد تفجر الوضع.

السيناريو الثالث و هو أن المعارضة نفسها لن تصبر بعد صلاة المغرب من يوم الحسم و بالتالي ستكون مضطرة إلى تقديم توضيح للمواطن و لمناصريها عن فشلها و عدم تمكنها من الإعتصام بشكل مستمر" و خصوصا أنها أكدت على أنها ستعتصم حتى سقوط النظام". و هنا يمكن القول بأن هذا السيناريو سيكون حاسما في مسار المعارضة و سيجعل منها أضحوكة أمام الرأي العام و يجعل المواطن يزيد ازدراء بها و كفرا بوجودها أصلا.

و في هذا السيناريو الأخير ستكون نهاية بعض الأحزاب السياسية و ستبدأ الخلافات تطفوا على السطح السياسي بالنسبة للمعارضة ما سينتج عنه القضاء النهائي على بعض الأحزاب السياسية و خصوصا منها الراديكالية القديمة.
و تبقى الكرة دائما في ملعب الموالاة و النظام بشكل أشمل و يبقى الحسم في يوم الحسم مرجحا لصالح النظام أكثر مما هو لصالح المعارضة.

هذا ما أتصور عليه سيناريوها يوم الثاني من مايو و ما يمكنني قوله للمعارضة أنها إما أن تنتصر في هذا اليوم أو أن تختفي من الخارطة السياسية إلى الأبد. لأن هذا اليوم سيكون بمثابة استفتاء على أهلية زعماء أحزابها و شجاعة مناصريها.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا