إجازة خطة حكومية لعصرة الادارة :|: "دومين" : تسجيل العقود عن طريق منصة رقمية :|: متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !! :|: اتفاقية لافتتاح وكالة تابعة لـل"تشغيل" بالجامعة :|: اطلاق المرحلة الثالثة من برنامج تطوير التعليم :|: جدول رحلات الموريتانية للطيران لمسم الحج الحالي :|: تسليم 12 رخصة لممارسة الإشهارمن قبل الأفراد :|: اتفاقية بين الوكالة الرسمية ووكالة المغرب العربي للأنباء :|: وقفة تضامنية للأخصائيين مع المقيمين :|: السنغال : الغزواني أبدى استعداد موريتانيا لتقاسم موارد الصيد :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
 
 
 
 

رحلتي إلى المالديف : مشاهد وصور 3-3 / الهادي بن محمد المختار النحوي

lundi 8 juin 2009


في هذا الجزء من المقال نستكمل الحديث عن التدخين ونتناول جانبا من فقه السفر ونختم بأهم المشاكل التي يواجهها المالديفيون.

الأوربيون بين عادات سلبية ..وعادات إيجابية

يقبل السياح بكثرة ,خاصة من أروبا ,على المالديف وقد لاحظت في الفندق الذي كنا نسكن فيها أن الأوربيين يدخنون بشراهة واستغربت من ذلك إذ أننا نسمع أن الغرب يشن حملة لا هوادة فيها على التدخين خاصة في الأماكن العامة وفسرت الأمر على أنه إما عدم وعي وأن ما نسمع كثير منه كلام لا يطابق الواقع أو أن الأوربيين يلتزمون بالنظام في بلدانهم, لكنهم يرون أن سكان بلدان العالم الثالث لا يستحقون الاحترام وبإمكانهم أن يدخنوا في أماكنهم العامة ويؤذونهم من غير اكتراث بما قد يسببه ذلك من مخاطر للآخرين (التدخين السلبي)..

لكن في المقابل يذكر للأوروبيين من العادات الايجابية انهماكهم في القرآة فلا تكاد ترى أحدهم إلا وهو يقرأ في كتاب أو جهاز أو.. بغض النظر عن طبيعة ما يقرؤون لكن المهم في المسألة هو ثقافة القرآة في حد ذاتها..

القرآة هي مفتاح العلم وعنوان الحضارة ووسيلة صناعة العلماء وأمة لا تقرأ لن يكون لها نصيب في الإنتاج العلمي والأرقام التالية كما أوردها الدكتور محمد عريف في مقال له نشر بجريدة المدينة مؤخرا توضح إلى أي حد أدى عزوف العرب عن القرآة والبحث العلمي إلى تخلفهم بينما الأمم تتقدم.

بلغت نسبة الانفاق على البحث العلمي من جملة الناتج القومي في دول أروبا 2,3% وفي اليابان 2,8% وفي اسرائيل وحدها 3% بينما لم تتعد النسبة 0,2% في الدول العربية. أما بالنسبة للنشر العلمي فإن ما نشرته الدول الإسلامية مجتمعة لم يتعد 1% من مجموع النشر العلمي العالمي بينما بلغ ما نشرته إسرائيل وحدها 1% أي أن ما نشرته إسرائيل يعادل ما نشرته الدول الإسلامية مجتمعة..

من فقه السفر

يرتبط السفر عادة بالمشقة والتعب ولذلك جاء ت رخصة الشارع في تقصير الرباعية أثناء السفر تخفيفا على المسافرين .. وهذه المسألة مرتبطة عموما بقضية تعليل الأحكام التي اختلف أهل العلم بشأنها.

فقد ذهب المعتزلة والماتريدية وبعض الحنابلة والمالكية إلى أن الأحكام التي شرعها الله لعباده معللة برعاية مصالح العباد.
أما الظاهرية والأشاعرة فمذهبهم أن الأحكام غير معللة وهذا ما اختاره أيضا الرازي.

أما الشيخ عبد الوهاب خلاف فقد فصل في المسألة فبين أن الأحكام الشرعية شرعت لعلل بنيت عليها وقسم الأحكام إلى قسمين من حيث معرفة علتها :

 أحكام استأثر الله بعلم عللها مثل تحديد أعداد الركعات في الصلوات الخمس ومقادير الحدود والكفارات.

 أحكام أرشد الله العقول إلى عللها بنصوص أو بدلائل أخرى كتحريم شرب الخمر ..

وفيما يتعلق بقصر الصلاة بين الشيخ عبد الوهاب الفرق بين الحكمة والعلة بقوله :

" فقصر الصلاة الرباعية للمسافر حكمته التخفيف ودفع المشقة وهذه الحكمة أمر تقديري غير منضبط لا يمكن بناء الحكم عليه وجودا وعدما فاعتبر الشارع السفر مناطا للحكم وهو أمر ظاهر منضبط وفي جعله مناط للحكم مظنة تحقيق حكمة لأن الشأن في السفر أنه توجد فيه بعض المشقات فحكمة قصر الصلاة الرباعية للمسافر دفع المشقة عنه وعلته السفر.."
وبما أن أحوال السفر اليوم تغيرت بما في ذلك اعتبارات تحديد الخروج من المساكن مثلا وإمكانية اجتماع أهل المذاهب المختلفة في سفر واحد أكثر من ذي قبل, ونحو ذلك مما استجد من الأحوال فإن هناك حاجة لإعادة النظر في بعض أحكام السفر خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على مقصد الشارع من وحدة الجماعة.

أسباب القصر عند المذاهب

اتفق المالكية والحنابلة والشافعية مع اختلاف بسيط في بعض التفاصيل على أن من نوى إقامة أكثر من أربعة أيام يقصر الرباعية (المالكية 20 صلاة ) و(الحنابلة 21 صلاة) (والشافعية تحدثوا عن يوم الدخول ويوم الخروج إضافة إلى أيام الإقامة الأربع) .

أما الأحناف فالمسافر عندهم يبقى على حكم السفر حتى ينوي إقامة 15 يوم أو أكثر..

وعن سبب الاختلاف في المدة قال ابن رشد في بداية المجتهد :

"وسبب الاختلاف أنه أمر مسكوت عنه في الشرع والقياس على التحديد ضعيف عند الجميع ولذلك رام هؤلاء كلهم أن يستدلوا لمذهبهم من الأحوال التي نقلت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقام فيها مقصرا أو أنه جعل لها حكم السفر".
كيفية بداية السفر من المطارات

تحدث الأقدمون عن مفارقة المساكن لجواز إمكانية بداية السفر وقد تشعبت المدن اليوم وامتدت حتى أصبح طولها يزيد على المسافة المعتبرة عند الفقهاء لجواز القصر في الصلاة..

وبما أن بعض المطارات اليوم يوجد تقريبا داخل المدن فهل تعد بداية مشروعة للقصر؟

سألت العلامة فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله عن إمكانية بداية قصر الصلاة بعد أن يختم على جواز المسافر ودخوله المنطقة الدولية فأجاب حفظه الله بجواز ذلك..ولعل الاعتبار المعنوي هنا أقوى من الاعتبار المادي أو لنقل الاعتبار القانوني أظهر من الاعتبار الجغرافي فالمسافر عندما يدخل المنطقة الدولية (zone Internationale) بعد ختم الجوازات يعد قانونيا خارج البلد.

توحيد المذاهب أثناء السفر

كنت في سفري مع إخوة من السودان ومن الباكستان فكاتب المقال والأخ السوداني, نمثل بلدين مذهبهما المالكية والباكستانيون مذهبهم حنفي وأهل المالديف مذهبهم شافعي – وموضوع أحكام السفر لا يخص أهل البلد طبعا- وكان يدور أحيانا بيننا حوار حول قضيتي الجمع والقصر فكما مر معنا المالكية والشافعية والحنابلة متفقون تقريبا على أن من يقيم أقل من أربع أيام له أن يقصر الرباعية أما الأحناف فيقصرون ما لم تتجاوز الإقامة 15 يوم..

والإشكال الذي يثار هنا هل يتعبد كل منا على مذهبه أم نختار مذهبا واحدا نتفق عليه ونقلده أثناء سفرنا ؟.

أعتقد أن مقصد الشارع أن يظل المسلمون صفا واحدا فقد لا يكون من المناسب أن نكون وفدا واحدا وبعضنا يقصر وبعضنا الآخر يتم خاصة أننا نجلس مع بعضنا ساعات طويلة بحكم العمل . ولعل المسألة تحتاج إلى فتوى من أهل العلم لكن وحدة الجماعة تظل مقصدا أساسيا من مقاصد الشارع.

ويكون الأمر أكثر إلحاحا عندما يكون الجمع كبيرا فمثلا إذا كنت الوفد يتكون من جماعة كبيرة من المالكية وشخص حنفي واحد وكانت فترة الإقامة أكثر من أربعة أيام وأقل من 15 يوما فهل يستساغ أن ينفصل الحنفي عن الجماعة ويقصر بينما أغلبية الجماعة تكمل وكذلك الأمر إذا عكست الصورة..

ولقطع الشك باليقين سألت فضيلة العلامة الشيخ عبد الله بن بيه حفظه الله عن المسألة فأفتى بجواز قصر المالكي للصلاة مع الأحناف في حالة السفر وذكر حفظه الله أن مذهب الحنفية هنا يدخل ضمن سقف الأدلة..

وكذلك الأمر أيضا في جمع الصلاة فقد لاحظت في بعض أسفاري أن بعض المسافرين المتشابهين في ظروف السفر من حيث طوله ومدة الإقامة بعضهم يجمع وبعضهم لا يجمع وكل هذا يعطي صورة فيها نوع من عدم وحدة الجماعة.
أسباب الجمع

ذكر أهل العلم أسباب يجوز فيهل جمع الظهر والعصر وجمع المغرب والعشاء .

ومن هذه الأسباب السفر وعرفة والمزدلفة والمطر والمرض والعذر :

 المرضع التي يشق عليها غسل الثوب وقت الصلاة

 المستحاضة

 سلس البول

 العاجز عن الطهارة

 من خاف على نفسه أو ماله أو عرضه

 من خاف ضررا يلحقه في معيشته بترك الجمع

وأجاز ابن تيمية للطباخ والخباز ونحوهما ممن يخشى فساد ماله.

الجمع من غير سبب

ورد في حديث ابن عباس : جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر العصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر .

قيل لابن عباس : ما ذا أراد بذلك ؟ قال : أراد ألا يحرج أمته

ولعل الأخذ بهذه الرخص في الجمع أفضل بالنسبة لمن يسافرون ويدخلون في اجتماعات طويلة قد يترتب عليها تأخير الصلاة وكذلك الحال بالنسبة للطلاب ومن في حكمهم ويتأكد الأمر عندما يتعذر أو يشق الحصول على أماكن للوضوء والمصليات.
فالأخذ بالجمع على أحد الأقوال أفضل من إخراج الصلاة عن وقتها.
كما أن اتحاد المسافرين في هيئة واحدة للصلاة تحقق مقصد الشارع وهي أفضل من أن يأخذ كل بمذهبه وهم مجتمعون. والله وتبارك وتعالى أعلم.

الخاتمة
كانت رحلة جميلة اطلعت خلالها على بعض أحوال إخوتنا في بلد شبه معزول أهله متمسكون بدينهم ويهتمون كثيرا بلغة القرآن بدرجة ربما تفوق اهتمام بعض العرب بلغتهم.. رغم بعدهم النسبي عن المراكز الإسلامية الكبيرة.. وعن البلاد العربية
وأدعو هنا بهذه المناسبة إلى ان يهتم المسلمون بهذا البلد ويقدموا له ما يمكن تقديمه من دعم خاصة في مجال التعليم العربي.
وتعد مشكلة المخدرات من أهم المشاكل التي تواجه المالديفيين حسب ما سمعت من بعض المسوؤلين إذا أن عدد الذين ابتلوا بهذه المرض الاجتماعي الفتاك يناهز 50 ألف شخص معظمهم من الشباب أي ما يمثل سدس سكان البلاد...
لكن المشكلة الأكبر والأخطر – إن كان هناك شيء أخطر من المخدرات- هي إمكانية أن تجتاح أمواج المحيط الهندي هذه الجزر وتبتلعها ,وقد تحدث الرئيس السابق مأمون عبد القيوم قبل سنوات عن خطورة المأساة ووصفها بأنها اختفاء أمة..
وسألت بعض المسؤولين عن الموضوع ففهمت منهم شعورهم وتخوفهم على مستقبل الجزر وتهديد البحر لوجودهم لكنهم لم يخوضوا كثيرا في الموضوع ربما بسبب حساسية الموضوع..
وحدثني زميلي الباكستاني بأنه قرأ قبل فترة في إحدى الصحف أن المالديفيين كانوا يتفاوضون مع أستراليا لشراء أراض في حالة تزايد تهديد البحر للجزر.. وهنا استغربت كونهم لم يطرقوا باب بعض الحكام العرب ليشتروا منهم بعض الأراضي .
و(جماعتنا) لهم خبرة طويلة في بيع الأوطان بل وإهدائها.. فالأعداء يجولون فيها ويصولون ..فالأولى أن يسعفوا إخوة لهم تواجههم مصيبة بهذا الحجم....
هذا وبالله التوفيق

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا