ولكن رغم جبل الصعاب تلك فقد بذلت جهدي عزمت على أن أخفف العبء المستقبلي المتعلق بتلك المواد.
كانت الفترة المتبقة من تلك السنة الجامعية 5 أشهر، وهي حاسمة حيث ستجري الامتحانات في كل المواد الصعبة.
بذلت جهودا مضنية للتحضير،وواجهت صعوبات كبيرة في الموازاة بين السهر ليلا لساعة طويلة للمراجعة مع زملائي التونسيين الذين يساعدونني في ترجمة الدروس من جهة والحضور اليومي الاجباري للدروس بالمعهد من جهة أخرى.
كان المؤشر الوحيد قبل الامتحانات هو نتائج الاختبارات والتي كانت مقبولة أو جيدة في غير المواد الصعبة.
مضت الأيام مسرعة والليالي مثقلة بالمراجعة ونتيجة الاحساس بالوحدة والغربة القاتلة بالنسبة لي في ذلك الحي الجامعي لنصل إلى موعد الامتحان في ورته الأولى المعروفة بدورة "مايو"(سبقت بفترة للمراجعة دامت نصف شهر).
جرت تلك الامتحانات لمدة نصف شهر،وكانت فترة طويلة ومرهقة حيث كان الطلبة يعيشون قبلها وفيها على أعصابهم.. وما إن انتهت حتى تنفس الجميع الصعداء وأحسوا بعبء ثقيل ينزاح عن كواهلهم، رغم القلق من احتمال سلبية النتيجة النهائية والذي كان هاجسا كبيرا يؤرقني منذ الأيام الأولى بالمعهد.
كانت المدة الفاصلة بين نهاية الامتحانات في الدورة الأولى وصدور النتائج عبارة عن نصف شهر من القلق والتوجس والاحساس بالخوف من المجهول رغم محاولة الكثير من الطلبة الهروب من الواقع عبر تغيير الأجواء، والقضاء على الرتابة من خلال التنزه والاستمتاع باللعب ونشاطات ترفيهية اخرى والكثير من النوم.
لقد نالني نصيبي من القلق والتوجس ورغم ذلك فقد حاولت أن أخرج من جلباب التشاؤم وأنتظر ما تخبئه لي الأيام من نتائج واتقبلها بصدر رحب.
كنا كطلبة نتواصل مع الادارة لمعرفة موعد صدور النتائج ،وبعد تحديد ...
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
للتعليق والملاحظة :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
ملاحظة :
هذه المذكرات واقعية ونشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي)