بقلم : ابراهيم ولد بلال ولد اعبيد
قرأت على موقع "أقلام حرة" ورقة عنوانها : كيف تجرأ السنغال؟ كتبها المسمى المختار السالم بدأها بالتحريض على الفتنة وأنهاها بالتهديد باسم الشعب الموريتاني ! و حرصا مني على الأمن والسلم أكتب هذه الملاحظات لكي أوضح للقارئ الكريم مجموعة من الأمور المهمة المتعلقة بهذا الموضوع !
بدأ الكاتب بالحكم الجازم على أن نظام ولد عبد العزيز ضعيف وهذا رأي مهم وأنا أوافقه عليه ! وأضيف أن السبب في ذلك الضعف هو أنه نظام قائم على الظلم والغبن والتهميش والكذب والنفاق... ثم إن نظام الفرد لا يمكن إلا أن يكون ضعيفا خاصة إذا كان نظاما يكرس هيمنة فئة لا تتجاوز 20% من السكان تملك الأموال والسلطة و تعنف الشريعة و تطوعها لمصالحها الجاهلية و تريد منا أن نقدس علماء حكموا علينا بالدونية و لم يغيروا منكر الرق وهو من أكبر المناكر، كان يرتكب في وضح النهار، فكان الناس يزنون بمن ولدتهم أمهاتهم أحرارا و يسمونهم ب "ما ملكت أيمانكم" فأين الورع؟ وذلك افتراء لا أصل له ولا فرع ولم يجرؤ علماؤنا على قوله صونا لأعراض بني جلدتهم ضاربين عرض الحائط بأعراض "العبيد" فأي علم هذا؟ وما قيمته عند الله؟
السنغال لم يتجرأ ولم يعلم بهذا الحدث قبل وقوعه لأنه بلد حر، الناس فيه يتصرفون بحرية لأنه شعب يحترم حقوق الإنسان وحرية الصحافة وعندهم من المشاكل الداخلية ما يشغلهم عن ستر عورة دولة البيظان !
إن !لقنوات العربية بما فيها الجزيرة تحرمنا (لحراطين) من التعبير عن قضيتنا، لسبب بسيط جدا وهو أن عمالها ومراسليها في موريتانيا كلهم بيظان، ويسخرون تلك المنابر لخدمة النظام العنصري العبودي الحاكم في موريتانيا الذي هم جزء منه، ولذلك منح رئيس مكتب الجزيرة السابق في موريتانيا وسام العار من قبل رئيس دولة ملاك العبيد، مكافأة له على عدم تغطية نشاطات لحراطين !
أما قولك إننا نعمل مع المخابرات الإسرائيلية فهذه أغنية قديمة لم تعد تنطلي علينا مع أنه بالنسبة لنا لا بأس في إسرائيل إذا كان الخيار بينها وبين العبودية والإقصاء والتهميش الذي نعيش في دولة شمال افريقيا.
قلت بأنه إذا كان النظام ضعيف فإن الشعب الموريتاني لن يقبل ! عن أي شعب تتكلم هل تعني ملاك العبيد؟ أم تعني شعب لحراطين العظيم الذي هو في طور التشكل على أسس جديد لا يطيقها أمثالك.. إننا لم نعد نستكين لمثل هذا الخطاب !
أما تهديدك للسنغال و مقارنتك لقضية العبودية بقضية كاصماصة فلا يحتاج إلى تعليق ! أما كلامك عن العمال السنغاليين في موريتانيا وتحريضك على معاملتهم بالسوء فهي تجربة معروفة في السنوات الماضية وما زالت آثارها قائمة . ثم هل نسيت أم تناسيت فضل السينغاليين علينا قبل و بعد الاستعمار، كما يتنكر ملاك العبيد لفضل العبيد عليهم و يكافئونهم بالحقد و التعذيب و الإستعلاء !
نعم لجانا إلى السنغال بحثا عن الحرية في دولة يسمع فيها صوت الحق عندما حرمنا تلفزيون موريتانيا التي هي مسخرة لتكريس عنصرية الدولة؟ تابع التلفزيون "الوطني" وستفهم لماذا نهاجر بحثا عن ملاذ و سوف نهاجر أبعد من ذلك و لا باس بإسرائيل !
لكن إخوتي الكتاب و المنظرين قبل أن تهاجموا بيرام وتتستروا وراء أسماء مستعارة لتقيؤ سم الحقد والعنصرية و الاستعلاء، ما ذا عملتم من أجل تغيير هذا الواقع الظالم؟ أم تعتقدون أن استخدام المال العام و أجهزة الدولة والمؤلفة قلوبهم من لحراطين و نقر الطبول لكل من تخلى عن النضال وهاجم المناضلين و نكل بهم، و الكذب الرسمي الذي يسمعه المسترق و المسترق، يكفي لإخماد نار الحرب؟ إنكم ترتكبون خطأ فادحا ! يجب عليكم العمل على إنهاء الممارسات الإسترقاقية و إلى إعادة تقسيم المال بين مختلف فئات الشعب الموريتاني وإلى التوبة النصوح و تضميد الجراح !
لم يعد من الممكن تحريض لحراطين على بعضهم البعض فالنغير التفكير في اتجاه أخر يا أخي ...!