الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة :|: الموريتانية للطيران تعلن رحلات بين نواكشوط وكيفه :|: وزارة التهذيب تنذر 232 من المدرسين المتغيبين بالفصل :|: موريتانيا تبحث عن دعم الاتحاد الدولي للاتصالات :|: موقع فرنسي يكتب عن مشاركة موريتانيا في مؤتمر للطاقة بأمريكا :|: توقعات بارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة في بعض المناطق :|: الشرطة تفرق بالقوة وقفة احتجاجية للأطباء المقيمين :|: المحكمة العليا ترفض منح الرئيس السابق حرية مؤقتة :|: لقاء حول تأمين الثروة الحيوانية :|: الوزيرالأول يجري مباحثات مع شركة "جنرال ألكتريك" :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

على هامش "لقاء الشعب"..!!/ حبيب الله ولد أحمد

dimanche 7 août 2011


تابعت كغيرى من المواطنين الموريتانيين باهتمام بالغ- درجة حبس الأنفاس- لقاء رئيس الجمهورية مع وسائل الاعلام بمناسبة الذكرى الثانية لتربعه على "الكرسي"..وهذا "اللقاء" الثانى من نوعه تطلق عليه وسائل الاعلام الحكومية "لقاء الشعب" وتسبقه عادة بحملة دعاية واسعة النطاق لتسويق الانجازات "العملاقة"..!!

فى الواقع لم يتغير شيئ على الاطلاق منذ "اللقاء" الماضى بنفس المناسبة، فالصحفيون المحاورون هم أنفسهم وإن تغيرت الأسماء والمسميات، والأسئلة والمداخلات هي نفسها تقريبا، ونفس الذين شغلوا خطوط الهاتف فى "اللقاء" الماضى نجحوا هذه المرة أيضا فى الاحتفاظ بها و"ركرشتها" حتى لا يستخدمها غيرهم، والمنظمون هم أنفسهم وإن تعددت الاختصاصات والأدوار، والضيوف هم نفس الضيوف... والفقراء هم أنفسهم الجالسون هذه المرة أيضا قبالة رئيسهم.. حتى الحكومة هي نفسها " ومابدلت تبديلا".. !!

والإنجازات هي نفسها طرق وتعليم وسكن وأمن، وحرب على الفساد والارهاب، وديمقراطية وشفافية، ووضعية مريحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، والبلاد هي نفسها برقيها وتقدمها ومسيرتها المظفرة فى ظل "الحكم الرشيد"...

بطبيعة الحال كان حضور "الفقراء" لافتا فى الذكرى الثانية لتنصيب "رئيس الفقراء"، فقد احتلت أغلبيتهم بأحزابها وحقائبها و"خيلها" و"رجلها" و"غلمانها" و"أحابيشها" كل مساحات قصر المؤتمرات، والصفوف الخلفية للحاضرين( تأكدوا أننى كتبت " المؤتمرات" صحيحة ولم أبدل "التاء" "ألفا") بينما تواجدت احكومتهم كلها بقضها وقضيضها، بوزرائها ومديريها ومسؤوليها السامين، فى الصفوف الأمامية، فلم يتخلف إلا مريض محتضر ،أومسؤول حكومي فى مهمة خارجية، ولقد رأيت علماء وفقهاء وسياسيين وإعلاميين ورجال أعمال وسيدات أعمال ومخبرين ونشطاء من كل التخصصات والمهام، حضروا وإن بعضهم ليهادى بين رجلين..يقينا أنه لايتخلف عن هذه المواقف إلا من بعدت عليه الشقة أو "حبسه حابس الفيل"..وكما كان متوقعا أظهر الفقراء الذين لديهم مناصب وسيارات فاخرة وأرصدة مالية ويعرفون مكان قصر المؤتمرات ويستطيعون الوصول إليه حفاوة بالغة برئيسهم فى الذكرى الثانية لتنصيبه رئيسا لهم... !!

الرئيس بدا صارما وواثقا وضاحكا أو "متضاحكا "أحيانا وهو يجيب على أسئلة ومداخلات تم إعدادبعضها بالحرف والنقطة والفاصلة قبل طرحها عليه باستثناءات قليلة من أبرزها سؤال لأحد الصحفيين الشباب يراسل قناة أجنبية حمل شحنة من العيار الثقيل ولو أنه طرح على رئيس "زيمبابوي" لارتج عليه وارتبك ولاحظ المشاهدون دون عناء ملامح الانزعاج على وجهه الصبوح (كل رئيس فى العالم وجهه صبوح لأنه لايمكن إلا أن يكون كذلك على الأقل بالنسبة لوجهه المخصص للظهورأمام عامة الناس) ..

شاهدنا أستاذا جامعيا كانت لديه رسالة قيل له أن يوصلها فأوصلها، مثل الناشط الطلابي لذى قيل له أن يقول فقال، مثل السيدة العمدة والسيد العمدة، والعسكري المتقاعد، والسلفي المفرج عنه، وصاحب حملة الشهادات، ومعهد الاحتياجات الخاصة، وصاحب السياحة، وصاحبة المنظمة غير الحكومية، وصاحب أرباب العمل، وصاحب الصناعة التقليدية، والمعلمتينن، والمعلم، والسيدة الملاحة( لاتفكروا هنا أبدا بنقطة ساخنة فالملاحة هنا جوية وليست أرضية) ورجل الأعمال الذى استدعي فدعي وأوقف فاستوقف واستغضب فغضب واسترضي فرضي وذكر المطالب والمظالم فى شطر سؤال واحد... !!

أن يختصر كل هؤلاء هموم الناس فى همومهم الشخصية فذلك أمر طبيعي تماما، فعندما تجد نفسك فى مواجهة الرئيس لابد أن تبدأ بنفسك كمايفعل "المجنون" و"قيام أتاي"...لا أحد يريد منك طرح مشاكل المواطنين فلديك مشاكل شخصية يعتبر حلها مقدما على حل مشاكل الوطن ومواطنيه...لوأننى كنت معهم لسألت الرئيس عن علاوة "الخطر" وكذب وزارة الصحة، والفساد الذى يعصف بها، واستهزائها بالعمال، والصفقات التى تعقدها مع بعضهم تحت الطاولة على حساب البعض الآخر،وعلى حساب الحقوق والمطالب العالقة... ولقلت له - تلميحا أوتصريحا- إننى بحاجة لتعيين يفتح الله به علي أبوابا جديدة للرزق.. !!

كلهم طرحوا على الرئيس مشاكل شخصية ضيقة الأفق، فغابت هموم الشعب ومشاكل البلاد، ولولا وجود صحفيين رائعين من الصحافة الحرة ومراسلى وسائل الإعلام الأجنبية قدموا اسئلة تشغل بال عامة المواطنين لفقد البرنامج طعمه ورائحته كما فى حلقته الأولى..

شيئ واحد أكدت عليه هذه الحلقة أيضا وهو أنه ليس للرئيس مستشارون، وإذا كانوا لديه فإما أنه لايستشيرهم، وإما أنهم لايعرضون عليه مقترحاتهم...فمامعنى الأرقام المتضاربة التى أعطاها الرئيس متلعثما فى حسابها؟

وما معنى نسيانه أحيانا لبعض الأسماء والتواريخ والوقائع المعروفة؟

ولماذا يعتقد أن كل الطائرات صغيرة جدا، فطائرة بوسيف صغيرة، مثل طائرة والى نواذيبو و طائرة رشيد مصطفى، وكل الطائرات التى تعرضت لحوادث جوية فى البلاد؟ !!

ومن ألهم الرئيس الحكمة التى رددها لازمة لمداخلاته، وهي أن لتر المحروقات يكلف المواطن الموريتاني 56أوقية وبالتالى لابد من رفع أسعار المحروقات حتى لا يتكلف المواطن الموريتاني 57أوقية ولايمكن خفض سعرها لأنها تكلف المواطن الموريتاني 56 أوقية؟ّ !!

ثم من قال للرئيس إنه فى عام1595 كانت توجد سيارات ومحروقات تنخفض أوترتفع؟ !!

ومن أي مصدر "سماوي" استقى معلوماته "الأكيدة" بأن الأمطار قادمة وغزيرة؟ !!

من الواضح أن المستشارين عاجزين عن مساعدة الرئيس فى إعطاء إجابات مقنعة...وهنا ينبغى أن نتساءل ماأهمية جيش الإعلاميين الرسميين والفنيين والمستشارين وغيرهم إذاكانوا عجزوا حتى عن البحث عن طريقة لتثبيت العلم الوطني الذى سقط فى مشهد مهين...وهل سيساعد هؤلاء الرئيس على الثبات أمام رياح التغيير، وقدفشلوا فى مساعدته على مواجهة نسائم الهواء التى خلطت أوراقه وأسقطت علمه وشوشت على صوته؟... لا أعتقد أنهم يختلفون كثيرا عن الذين أحاطوا ذات مرات برؤساء سابقين من قبيل ولد الطايع وولد الشيخ عبدالله...يتذكرون الرئيس فقط أيام قوته وينسونه ويهربون منه أيام ضعفه وزوال سطوته.. !!

لو أن للرئيس مستشارا ناصحا مسموع الكلمة لايكتفى من منصبه بامتيازات خاصة غير مستحقة لقال له إن ثلاث ساعات من "الكلمات المتقاطعة" لا تكفى لإغاثة شعب ملهوف يطحنه الجفاف شرقا وجنوبا والخوف شمالا وغربا... !!

حتى رئيس "زيمبابوي" قيل لى إنه لايتحدث مع شعبه فى أية مناسبة إلاحمل لمواطنيه هدية ولومتواضعة مثل إنشاء مستشفى للحروق، أو تسمية جائزة وطنية للإبداع، أو تكريم للشهداء، أو التكفل بإعالة أسرة، أوعلاج مريض معدم...فهل يعقل أن يعجز رئيس الجمهورية عن تقديم شيئ أي شيئ لشعبه، وعد بمراجعة الأجور، عهد بمراقبة الأسعار، أمر برفع المظالم عن الناس، لفتة بإطلاق سراح سجين مريض،مساعدة الحاضرين على الأقل- ولو بقنانى مياه صغيرة- لتجرع ثلاث ساعات من الحديث "اليابس" فى ليلة رمضانية طويلة أعقبت يوما شديد الحرارة.. أم أن رئيس الجمهورية وطاقمه يعتقدون أن مجرد إطلالته وحديثه للناس تبرئ الأكمه والأبرص وتحيي الموتى بإذن الله؟ !!

ثلاث ساعات لم نجد فيها شيئا جديدا ،فالمعارضة سيئة كما كانت وكما يجب أن تكون دائما، واتفاقية الصيد مع الصين تخدم المصلحة العليا للبلاد والعباد، والحوار تعرقله المعارضة، والحرب على الإرهاب حققت انتصارات خالدة، والطرق تم شقها، والاحتياطي من العملة الصعبة مبشر، والأوضاع حسنة على العموم..

لاجديد فى حديث صاحب الفخامة الذى تابعناه ليل الجمعة إلى السبت...وسنتابعه مرات ومرات لأنه سيعاد يقينا ولفترات طويلة قادمة..

استوقفنى شيئان فى الحديث المتواصل أحدهما الصحفي الذى كان يدير الحوار من إحدى مدن الداخل كان رائعا لأنه هو من ينتزع المكروفون من هذا بقوة ليدفعها بقوة لذلك وهكذا غير منتظر نهاية سؤال أوبداية اخر،أما الثانى فهو ذلك الرجل الذى تدخل لإعادة تثبيت الميكروفون على قميص صاحب الفخامة ..لقد توقفت عنده كثيرا متسائلا بماذاحدثته نفسه وهو يقترب من الرئيس هل خاف من دقات "قلب" الرئيس؟ هل حلم ب"قلب" الرئيس؟ هل ارتعدت فرائصه؟ هل أحس ببرودة من نوع ما؟ هل شعربالطمأنينة؟ هل صغر العالم فى عينيه أم كبر؟...

أحب أن أتابع حالته الصحية والنفسية والعقلية، فقد سمعت ان الأشخاص الذين يقتربون من الرؤساء يعانون من مشاكل عديدة قدتكون وراثية باقية فى عقبهم إلى يوم الدين، منها الاعتقاد مثلا بأن العالم صغير مثل كل الطائرات التى سقطت أو أسقطت فى بلادنا (فى مناطق كثيرة الغابات والبحار وانعدام الأمن) منذالعام 1595، والاعتقاد بأن 56 أوقية رقم فلكي تتوقف عليه نهاية العالم، وأن الطرق المعبدة تكفى لإطعام الناس وعلاجهم، وأن المؤسسات الإعلامية الرسمية ملزمة - وحدها - بتنفيذ تعهدات الحكومة...فلوتعهدت الحكومة مثلا ببناء مركز صحي فسيكون على تلك المؤسسات تمويله وتجهيزه، تماما كما أنها مطالبة بزيادة رواتب العمال التابعين لها والذين تعهدت لهم الحكومة بتلك الزيادة.. !!

سيكون بمقدور الرجل الذى قام بتثبيت الميكروفون على قميص رئيس الجمهورية مستقبلا التأكد من عدم جدية المعارضة فى الحوار، وتعذرحل مشكلة العمال غير الدائمين، وصغر حجم كل الطائرات التى تسقط فى بلادنا من حين لآخر وأهمية 56أوقية فى بناء بلد قوي ومزدهر بإمكان رئيسه التحدث لمدة ثلاث ساعات، ونحت خطاب سياسي انتخابي من مجموعة "كلمات متقاطعة" ستصبح إعادتهاسنويا بمناسبة تسلمه للحكم سنة حميدة، له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم الدين. !!

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا