مقدمة :
‎الØليب هو الغذاء الأول للإنسان ويعتبر الطعام الأبرز Ù ÙŠ الطبيعة والأكث ر غنى بالعناصر الغذائية التي ÙŠØتاج لها الجسم؛ ٠هو يو٠ر العديد من المواد الغذائية الضرورية لنمو جسم الإنسان وصيانته, وبكمية متناسبة بعضها مع بعض. ٠جسم الإنسان ÙŠØتاج للØليب ومكوناته Ù ÙŠ جميع مراØÙ„ الØياة ويعتبر كمادة غذائية متكاملة يساعد Ù ÙŠ نمو وقوة العظام إذ أنه مصدر أساسي للكث ير من المواد الغذائية أبرزها مادة الكالسيوم
دراسة للواقع :
تعتبر موريتانيا من أكبر الدول الإ٠ريقية استيرادا للألبان Øيث تستورد الØليب ومشتقاته من عشرات الدول Øول العالم، من مختل٠المستويات الاقتصادية ومختل٠القارات Øسب Ø¥Øصائيات 2021.
الشيئ الذي هو نتيجة Øتمية لضع٠الإنتاج وغياب برنامج ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù… يمكّن من إيجاد Øلّ ناجع لإنعاش الإنتاجبة المØلية.
يضا٠إلى ذلك طبيعة استهلاك المواطن الموريتاني لمنتجات الØليب، إذ أن متوسط استهلاك ال٠رد الموريتاني للألبان سنويا يربو كمتوسّط على 133 ليتر للشخص الواØد متجاوزا المعدل المتوسط للاستهلاك ال٠ردي العالمي الذي يقدر ب٠ـ 113 ليتر، وب٠رق شاسع مع متوسط الاستهلاك ال٠ردي بإ٠ريقيا الذي يصل Ù ÙŠ متوسطه إلى 43 ليتر سنويا ٠قط.
وقد تجاوزت بذلك المملكة العربية السعودية المصن٠ة Øسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتØدة FAO 2023 كأكبر دولة عربية استهلاكًا للØليب ( الإØصائية لم تشمل موريتانيا ) بمعدل 118 كلغ لل٠رد الواØد سنويًا أي Øوالي 109,26 ليتر سنويًا. لتصن٠موريتانيا بذلك بشكل ٠علي كأكبر دولة عربية استيرادا واستهلاكا للØليب ومشتقاته بميزانية سنوية تقارب 86 مليون دولار سنويًا.
جديرٌ بالذكر أن ميزانية وزارة التنمية الØيوانية، -الوزارة المعنية بتطوير هذا المجال- سنويًا تقدر بما يزيد قليلا على 4 ملايين دولارا سنويًا .
أي أننا نصر٠ميزانية وزارة التنمية الØيوانية ن٠سها تقريبًا 22 مرة من أجل استيراد الØليب ومشتقاته سنويًا وذلك Øسب Ø¥Øصائيات الوزارة لعام 2021ØŒ Ù ÙŠ ظل الإخ٠اق الكبير الذي تشهده سياسة الإنتاج لهذه المادة،عجزٌ كبير Ù ÙŠ استغلال الموارد الطبيعية Ù ÙŠ Øين تزخر البلاد بث روة Øيوانية تعد من الأكبر Ù ÙŠ المنطقة Øيث تصل تقريبا إلى Øوالي 31 مليون رأس من م٠نت٠جات الØليب (بقر ØŒ ضأن، ماعز ØŒ إبل)ØŒ Ø« روة بقيت عذراء من أي استغلال معصرن٠أو برنامج إنتاجي جاد من أجل الØصول على نتائج ملموسة تخ٠٠Øمل الاستيراد السنوي.
وصلت قائمة الدول التي تستورد منها موريتانيا الØليب ومشتقاته إلى 43 دولة Øول العالم على رأسها دولة بولندا بنسبة 12,48% من مجمل المستورَدات السنوية.
كما شملت القائمة الجارة المملكة المغربية التي تصل مجمل Ø« روتها الØيوانية إلى 29 مليون رأس ( موريتانيا قرابة 31 مليون رأس) كأكث ر دولة تعتمد عليها موريتانيا Ù ÙŠ استيراد الØليب ومشتقاته من Øيث النوع. وهي الدولة الوØيدة التي نعتمد عليها Ù ÙŠ الاستيراد بشتى أنواع مشتقات الØليب.
مناقشة :
إن أول وأنجع الأسباب التي تمكّن من التغلّب على هذا الضع٠والإخ٠اق Ù ÙŠ تغطية الØاجة المØلية لمادة اللبن، متأت٠٠ي الأساس من خطأين مباشرين وعدة أخطاء غير مباشرة؛
أما الأسباب المباشرة ٠هي كالتالي :
Ù¡- النقص الكبير الذي يشهده مجال الإنتاج الØيواني :
مرت موريتانيا ب٠ترة طويلة شكّلت مرØلة من السبات العميق الذي تليه عواقب وخيمة بلا شك، تمث لت Ù ÙŠ تجاهل تام لقطاع التنمية الØيوانية مرورًا بطمس المجال ودمج هيكلته Ù ÙŠ وزارات أخرى، إلى تناسي تكوين أجيال متتالية تر٠ع الراية وتواصل السباق Ù ÙŠ مضمار لا يعتر٠إلا بالعمل الدؤوب والخطى المتواصلة، Ø« Ù… وأخيرا نزع الث قة وتهميش الكوادر المعنية مباشرة بهذا المجال ØŒ ما نجم عنه خلط ÙˆØ§Ø¶Ø Ù ÙŠ الأدوار وشلل Ù ÙŠ عجلة التطوّر والنمو !
ب- مساهمة الدولة :
Ù ÙŠ الدول المجاورة ( السنغال مث الًا) تساهم الدولة بمساعدة المنمّين والمواطنين الراغبين Ù ÙŠ الولوج لعالم إنتاج الألبان بعدة برامج تØ٠يزية منذ بداية الأل٠ينات، ساعدت المنمين على الاست٠ادة من خلال التسهيلات والتشجيع المتواصل Ù†ØÙˆ ر٠ع مستوى الانتاجية المØلية، كما و٠ّرت للاقتصاد المØلي انتعاشا لا بأس به بدى جليًا بالتقريب من الوصول للاكت٠اء الذاتي من مادة الØليب.
وتشكل لنا وجهة لاستيراد مادة بودرة الØليب.
أما ٠ي تونس ٠قد أعلنت الدولة اكت٠ائها الذاتي رسميا ٠ي هذه المادة منذ عام 1999، نتجة لبرامج مكث ّ٠ة د٠عت ٠يها الدولة جهدًا مركزًا وبأيادي مدركة لأهمية التغيير، أوصلتها اليوم إلى طاقة إنتاجية تقّدر بـمليار لتر سنويًا، أي بمعدل 100 لتر لكل مواطن تونسي.
وتمث Ù„ كل من الدولتين وجهة طيبة لموريتانيا لاستيراد مادة بودرة الØليب (سليا).
أما Ù ÙŠ موريتانيا ٠تتشكّل مساعدة الدولة أساسًا Ù ÙŠ برنامج تØسين٠للسلالات.
الذي تشوبه عدة شوائب تقنية Øالت دون أن ÙŠØقق الآمال المطلوبة بالمستوى المطلوب وأن يأتي بنتيجة مرضية كبرنامج معتمد منذ قرابة 15 سنة لم تكن كا٠ية للاستغناء عن 43 دولة ØŒ قد تمنع أي واØدة منها عنا ما توَرّده٠سنويًا .. !
ÙˆÙ ÙŠ انتظار يقظة م٠اجئة تصيب عقولنا لوهلة ٠ن٠درك Øركة الدول من Øولنا وتطورها المستمر Ù ÙŠ Øين نأبى Ù†ØÙ† إلا أن Ù†Ù Ø« بّت أقدامنا Ù ÙŠ رمال اللا مبالاة.
٠هل سنعيد النظر Ù ÙŠ البرامج المطروØØ© وجدوائيّتها الإنتاجية ØŒ أم نواصل Ù ÙŠ صر٠86 مليون دولار سنويًا وقد تزيد ØŸ
* دكتور بيطري