خطاب رئيس الجمهورية في الذكرى ال63 لعيد الاستقلال :|: عفورئاسي عن 193 من سجناء الحق العام :|: العملات الرقمية المشفرة ... إلى أين؟ :|: عودة الرئيس غزواني من العاصمة السنيغالية دكار :|: خطاب رئيس الجمهورية في منتدى داكار الدولي :|: اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة البرامج التنموية الكبرى :|: ولد محمد عبد الله يسلم أوراق اعتماده للرئيس تبون سفيرا لموريتانبا في الجزائر :|: الرئيس غزواني :مجموعة دول الساحل في مرحلة “حساسة” :|: عزيز أمام المحكمة..هاجم بو عماتو باسمه.. وتمسك ببراءته :|: اتفاقية شراكة بين "كناس" وبلديات نواكشوط :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

عملية السطو على فرع البنك : سرقة 11 مليون أوقية
قريبا ....تغييرات في قادة مناصب أمنية وعسكرية هامة
تصريح مثيرللنائب بيرام ولد الداه عبيدي
العثور على السيارة التي استخدمها منفذا السطو المسلح للفرار
أسماء المدرسين المهددين بالفصل من العمل بسبب التغيب
وصول أول فوج من المهاجرين الموريتانيين المرحلين من أمريكا
اشكالية العملة الصعبة في موريتانيا/ المختار ولد باباه
السفارة الأمريكية : ابتعثنا 500 طالب موريتاني للدراسة في جامعات مرموقة
قضية السطو على الوكالة البنكية : إحالة 17 شخصا
تفاصيل عن كيفية عبور عصابة السطو على الوكالة البنكية الى السنيغال
 
 
 
 

القصرُ ما بين العصر والمغرب موحشٌ جدًا*

lundi 2 octobre 2023


* بقلم : الشيخ محمد حرمه يكتب :

القصرُ ما بين العصر والمغرب موحشٌ جدًا، بل إنه يكاد يكون حزينًا.

حَمَامات يتسحّبن هربًا من الظِّلال وهي تذوب في الظَّلام، على بعد خطواتٍ منهنَّ قطة كَسولة، استرخت على الرصيف النظيف، نعم.. أرصفة حديقة القصر نظيفة، وفي القصر -يا صديقي- تموتُ العداوات بين القطط والحمام !

دارُ المختار التي نسميها مجازًا القصرَ القديم، بلونه الأحمر البهي، وطوبه المزركش الطّري، فيه أشغالٌ وأكوام حجارة أمامه، حين شاهدتُها خفتُ أن يكون قيد الهدم، فهذه المدينة بلا ذاكرة، الهدمُ فيها أيسرُ من البناء، وتنمو بمنطق البادية؛ الرحيلَ ثم الرحيلَ.. ثم الرحيلْ !

طمأنني أحدهم بأنه يُرمم.

عبرتُ عدة بوابات، وحين واجهتُ القصر، وأصبحَ أمامي مباشرة؛ رفعتُ بصري نحو العلم الوطني، كان يرفرف بسعادة الريّاح.

بهدوء مصور يكادُ يكون محترفًا، نزلتُ ببصري مع المبنى، كان كتلةً ضخمة من الكآبة لا لون لها.

نوافذه الزجاجية يغمرُها صمتٌ رهيب، إنها لا تشبه ذلك الشيء الساحر الذي سماه البشرُ نافذة، ذلك الحاجز المجنون بين عالمين، نوافذُ القصر -يا صديقي- لا تُفتح، أو هكذا يبدو، والنوافذ حين لا تُفتح تموت مختنقة.

النخيلُ حول القصر أصابته عدوى الشُّحوب، فرَّت منه الحياة، لا يشبه نخيل تكانت الذي تعرف، ربما قتله الحنين، أو خنقه ملحُ عاصمة شيدت على السّباخ.

لو تحدّث نخيلُ القصر لكشفَ كثيرًا من أسرار حزن هذه البلاد، لكن النخيل لا يتحدث، وإنما الشعراء.

أربعُ عتبات من الرخام الصخري، ثم بوابة القصر الزجاجية الضخمة، يلوحُ من بعدها أشهرُ سلالم في البلاد، بسجادها الأحمر المزركش، يشبهُ كثيرًا نشرة الثامنة على التلفزيون الرسمي.

من السجاد -يا صديقي- تفوحُ رائحة خمس رؤساء وعشرات الوزراء، وعدد لا متناهي من السياسيين والحقوقيين والصحافيين، ورائحة يمكنكُ أن تمسكها بيدك تركها زعماء القبائل حين عبروا.

خرجتُ من القصر، كان الليل قد حل على المكان، اختفت الحمامات وغابت القطة، وعمَّ هدوء مريب، تركتُ القصر خلفَ ظهري، أشاهد مبنى البرلمان على الضفة الأخرى، كتلة من النور، بلونه الذهبي المُشع، كان صاخبًا جدًا لدرجة الإزعاج.

وما بين الهدوء والصخب، مساحة من الحريّة، مفتوحة للسماء، يتحركُ فيها أشباحُ مواطنين.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا