قد تعرضك للفشل في حياتك .. ما هي « الجلوسوفوبيا »؟ :|: الناطق الرسمي يعلق على الأوضاع على الحدود مع مالي :|: المديرالعام للأمن يصدر قرارات لضبط حركة السير :|: مجلس الوزراء : تعيين وحيد بقطاع المالية "بيان" :|: الرئيس يهنئ الصحافة بعيدها الدولي :|: HAPA تمنح رخصة لقناة تلفزيونية جديدة :|: وزير : قطاع الكهرباء يواجه تحديات بينها عجز في العرض :|: انعقاد مجلس الوزراء في دورته الأسبوعية :|: وزير الإسكان : موريتانيا شهدت نقلة غير مسبوقة في المجال :|: مفوض حقوق الإنسان يطلق برنامج تمويل الأقطاب المندمجة2024 :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

القصرُ ما بين العصر والمغرب موحشٌ جدًا*

lundi 2 octobre 2023


* بقلم : الشيخ محمد حرمه يكتب :

القصرُ ما بين العصر والمغرب موحشٌ جدًا، بل إنه يكاد يكون حزينًا.

حَمَامات يتسحّبن هربًا من الظِّلال وهي تذوب في الظَّلام، على بعد خطواتٍ منهنَّ قطة كَسولة، استرخت على الرصيف النظيف، نعم.. أرصفة حديقة القصر نظيفة، وفي القصر -يا صديقي- تموتُ العداوات بين القطط والحمام !

دارُ المختار التي نسميها مجازًا القصرَ القديم، بلونه الأحمر البهي، وطوبه المزركش الطّري، فيه أشغالٌ وأكوام حجارة أمامه، حين شاهدتُها خفتُ أن يكون قيد الهدم، فهذه المدينة بلا ذاكرة، الهدمُ فيها أيسرُ من البناء، وتنمو بمنطق البادية؛ الرحيلَ ثم الرحيلَ.. ثم الرحيلْ !

طمأنني أحدهم بأنه يُرمم.

عبرتُ عدة بوابات، وحين واجهتُ القصر، وأصبحَ أمامي مباشرة؛ رفعتُ بصري نحو العلم الوطني، كان يرفرف بسعادة الريّاح.

بهدوء مصور يكادُ يكون محترفًا، نزلتُ ببصري مع المبنى، كان كتلةً ضخمة من الكآبة لا لون لها.

نوافذه الزجاجية يغمرُها صمتٌ رهيب، إنها لا تشبه ذلك الشيء الساحر الذي سماه البشرُ نافذة، ذلك الحاجز المجنون بين عالمين، نوافذُ القصر -يا صديقي- لا تُفتح، أو هكذا يبدو، والنوافذ حين لا تُفتح تموت مختنقة.

النخيلُ حول القصر أصابته عدوى الشُّحوب، فرَّت منه الحياة، لا يشبه نخيل تكانت الذي تعرف، ربما قتله الحنين، أو خنقه ملحُ عاصمة شيدت على السّباخ.

لو تحدّث نخيلُ القصر لكشفَ كثيرًا من أسرار حزن هذه البلاد، لكن النخيل لا يتحدث، وإنما الشعراء.

أربعُ عتبات من الرخام الصخري، ثم بوابة القصر الزجاجية الضخمة، يلوحُ من بعدها أشهرُ سلالم في البلاد، بسجادها الأحمر المزركش، يشبهُ كثيرًا نشرة الثامنة على التلفزيون الرسمي.

من السجاد -يا صديقي- تفوحُ رائحة خمس رؤساء وعشرات الوزراء، وعدد لا متناهي من السياسيين والحقوقيين والصحافيين، ورائحة يمكنكُ أن تمسكها بيدك تركها زعماء القبائل حين عبروا.

خرجتُ من القصر، كان الليل قد حل على المكان، اختفت الحمامات وغابت القطة، وعمَّ هدوء مريب، تركتُ القصر خلفَ ظهري، أشاهد مبنى البرلمان على الضفة الأخرى، كتلة من النور، بلونه الذهبي المُشع، كان صاخبًا جدًا لدرجة الإزعاج.

وما بين الهدوء والصخب، مساحة من الحريّة، مفتوحة للسماء، يتحركُ فيها أشباحُ مواطنين.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا