ناقش الأخ والصديق الدكتور المهدي ولد محي الدين أطروحة دكتوراه (Ph.D)، في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي كانت عن المستشرق الفرنسي بول مارتي.
وقد حظيت الأطروحة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى .
وكان هدف الأطروحة بيان الرؤيةِ الاستشراقية الفرنسية وموقفِها من الإسلام والمجتمع الموريتاني عبر أطروحات بول مارتي وضمت مقدِّمةً وتمهيدًا وسبعةَ فصولٍ وخاتمةً، وواحدًا وثلاثين مبحثًا. وتحت كلِّ مبحث مطالب مختلفة.
وقد برر الباجث اختيار الموضوع بعدة أسباب منها الوقوفَ على العلاقة التكاملية والتخادمَ بين الاستشراق الكولونيالي والاستعمار الفرنسي، وبيانِ موقفِهما من الإسلام والمجتمع في موريتانيا،في حين كانت مشكلةُ البحث تتمثَّلُ في بيان الخلفية الفكريةِ والمنهجيةِ للاستشراق، وموقفِ بول مارتي من الإسلام والثقافة الإسلامية والقيم الأخلاقية الموريتانية، والأبعادِ الكولونياليةِ الفكريةِ، والأمنيةِ في أطروحاته، ومدى قابليةِ المجتمع الموريتاني للكولونيالية الفرنسية، وبيان أبرز المناهج الاستشراقية التي استخدمها بول مارتي في ذلك. هذا وقد استخدم الباحثُ في تحليله ونقده المنهج الوصفي والتحليلي.
و جاءت خلاصة الأطروحة في النقاط التالية :
1- أنَّ بول مارتي لم يستطع التخلُّص من الإرث المسيحي الكاثوليكي الذي رافقه من ناحية النشأة والتربية، ومن ناحية المعرفة والسلطة، ولذا؛ بقيت هذه النزعةُ تسيطرُ على تفكيره وأحكامه، وينظرُ إليها كقضية مركزية في مختلف تعاملاته وتصرُّفاته.
2- أنَّ صورة الإسلام في ذهنه مضطربةٌ وغيرُ واضحةٍ، وأحكامُه متحيِّزةٌ، وغيرُ موضوعيةٍ، ومعرفتُه بالإسلام بسسيطةٌ وسطحيةٌ.
3- أنَّ فترةَ إقامةِ بول مارتي في الجزائر وخدمتَه في الجيش الفرنسي تحت القادة والضباط في جيش الاحتلال، ومرافقتِه لمختلف العمليات العسكرية أعطته تجربةً هامَّةً في التعامل مع القبائل والمجموعات البدوية في موريتانيا، وذلك من خلال استحضار المركزية الأوروبية في كلِّ شيء.
وقدم الباحث توصيات منها :
ضرورةُ الاهتمامِ بأطروحات بول مارتي الأخرى، المتعلَّقة بغرب إفريقيا، وعرضِها ونقدِها، خصوصا دراساتِه عن السينغال ومالي والنيجر وساحل العاج وبنين وغينيا. إضافة إلى أطروحات الضباط والمستشرقين الفرنسيين في الحقبة الاستعمارية، مثل لويس شاتيليه، ولويس فيدريب، والجنرال كورو، وذلك من أجل إكمال هذا المشروع العلمي؛ الذي ابتدأته هذه الرسالة.
وأشرف على الأطروحة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله الرومي وبعد وفاة المشرف الأول قبل الأستاذ الدكتور/ مرزوق بن سليم اليوبي الإشراف على البحث بعد
وتفضل بمناقشة الرسالة وإبداء الملاحظات العلمية على الأطروحة كل من الأستاذ الدكتور./ سلطان بن عمر الحصين، ال الدكتور/ حمد بن عبد الله الصقعبي .
وبهذه المناسبة السارة يتقدم طاقم موقع "الحصاد" بأخلص التهانئ للدكتور الصديق المهدي محي الدين على احرازه هذه الدرجة العلمية المفخرة مع تمنياتنا له بمزيد من التألق دائما .