اضطراب الكهرباء في نواذيبو بسبب تهاطل الأمطار :|: تهاطل أمطار على ولايات الشمال :|: ترقب لموقف أكبر حزب معارض من الرئاسيات :|: انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض :|: الرئيس غزواني الى كينيا للمشاركة في قمة هامة :|: حزب معارض بدعم العيد ولد محمدن في الرئاسيات المقبلة :|: جبهة "جمع : تدعو لتأييد ترشيح الرئيس غزواني :|: الإنتاج اليومي من المياه في كيفه ارتفع إلى 3900 متر مكعب :|: حملة ولد عبد العزيز تشرع في جمع تزكيات الترشيح :|: تهاطل أمطار خفيفة على مدينة نواذيبو :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
وزيرسابق يستنكر سجن ولد غده
جنرالات يحالون للتقاعد مع نهاية 2024
تصريح "مثير" لرئيس التحالف الشعبي
من يوميات طالب في الغربة(5) : أول يوم بالسفارة الموريتانية في تونس العاصمة
استعادة عافية الجنوب تعززعلاقة الأشقاء/ عبد الله حرمة الله
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
طائرة أميركية تقطع رحلتها .. والسبب غريب !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
 
 
 
 

عندما رقص مئات المسؤولين الليبيين على أنغام ليونيل رتشي في ’باب العزيزية’ /وليام مكلين

mardi 8 mars 2011


ذات ليلة منذ زمن ليس ببعيد في حفل أقيم بالمجمع الذي يضع فيه الزعيم الليبي معمر القذافي الآن خططه للنجاة من الأزمة تابعت مذهولا ظهور النجم الأمريكي ليونيل ريتشي على المسرح.

ما إن بدأ يغني حتى هب مئات المسؤولين الليبيين من مقاعدهم وأمضوا الساعة التالية يرقصون على أروع ما غنى ريتشي. كانت سعادتهم حقيقية كما فرح النجم الأمريكي ايضا.

كان هذا في نيسان/ابريل 2006 وقد عكس هذا التجمع غير المتناغم طموح القذافي في الانفتاح على العالم بعد سنوات من العزلة لدعمه للإرهاب.
وقال ريتشي ’أحبك يا ليبيا. سأعود.’

ودوت كلماته عبر مكبرات الصوت في أرجاء المجمع الذي يشبه المرآب ويضم خياما ومباني سكنية ومخيمات للأمن فضلا عن أطلال منزل قصفته الطائرات الحربية الأمريكية عام 1986 وقد أبقى الزعيم الليبي عليها للذكرى.

على بعد بضعة امتار رعت قطعان من الجمال بين اشجار النجيل وطارد اطفال صغار الظباء تحت ضوء البدر.

بعد أن أنهى ريتشي فقرته صعد الى المسرح نجما الاوبرا الاسبانيان خوسيه كاريراس واوفيليا سالا ترافقهما فرقة موسيقية من 60 عازفا.
كنت أعلم أن ريتشي سيغني. لكن بعد أن بدأ كان علي أن أفرك عيني لأذكر نفسي بأن ما أراه حقيقي.

وغصن الزيتون الذي مده القذافي للعالم والدفعة من أجل إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية التي اقترنت به أصبح مكانهما الآن كتب التاريخ بسبب رد فعله العنيف على الانتفاضة الشعبية التي لم يسبق لها مثيل.

لكن هذه كانت انباء مهمة في ذلك الحين. بدأ القذافي تحسين وضعه عام 2003 حين تبنت ليبيا المسؤولية المدنية عن تفجير طائرة ركاب فوق لوكربي باسكتلندا.
وكانت مفاتحات القذافي للزعماء والفنانين والمثقفين الغربيين دليلا حيا على أن الزعيم الليبي وابنه الإصلاحي سيف الإسلام كانا وسيظلان بارعين في العلاقات العامة.
في زيارات لاحقة حين كنت أستمع للقذافي يتحدث عن مستقبل ليبيا فطنت الى أن مسعى الإصلاح فوضوي ومفكك وتحركه النخبة وليس له اي معنى بالنسبة للمواطن الليبي وفي معظمه إجراء يندرج تحت بند العلاقات العامة.

وانطوت الإصلاحات على عناصر بدت حقيقية وإن كانت غير مكتملة في معظم الأحيان لكنها كانت في الغالب اقتصادية. كانت السياسة من المحرمات.

وكان الحفل الموسيقي الذي أقيم عام 2006 تجسيدا حيا لهذه التناقضات.

للوهلة الأولى بدا التجمع في المجمع الخاص بالقذافي الذي يحمل اسم باب العزيزية حدثا من الغريب أن يشارك به فنانون غربيون. وأقيم الحفل إحياء للذكرى السنوية العشرين للغارة التي شنتها الولايات المتحدة عام 1986 على ليبيا. لكن منظمي الحفل قالوا إنهم تعمدوا الاستعانة بالموسيقى لإحياء ذكرى واحدة من أسوأ مراحل العلاقات بين ليبيا والغرب بطريقة مبهجة.

وقصفت القوات الامريكية طرابلس وبنغازي في الساعات الاولى من يوم 15 نيسان/ابريل 1986. وقال الرئيس آنذاك رونالد ريغان إن القصف ثأر لما وصفه بضلوع ليبيا في تفجير مرقص ببرلين قبل ذلك بشهر مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عسكري أمريكي.

وظل المنزل السابق للقذافي متهدما على حاله للتذكرة بالغارة التي جرت ليلا والتي قتل فيها نحو 40 شخصا من بينهم ابنة القذافي بالتبني هناء.
تعلمت أن أميز بين طموحات القذافي لبلاده والخطط التي اقترحها سيف الاسلام الذي لم يدع الى اقتصاد السوق الحرة وحسب بل ايضا الى حرية الصحافة وتعزيز (الديمقراطية.)

على النقيض يقول والده إن نظام الجماهيرية الذي يطبقه وينطوي على عقد لقاءات شعبية مع الجماهير يجب الا يتغير ابدا. وقال إنه يتيح مساحة للمواطنين للإدلاء برأيهم اكثر من الانتخابات في الغرب.

وأكد القذافي وجهة النظر هذه في مناظرة حضرتها ببلدة سبها الصحراوية بين الزعيم الليبي ومثقفين غربيين.

وكان القذافي يرتدي زيا افريقيا بني اللون ويحمل من حين لآخر نسخة من الكتاب الاخضر الذي ألفه في التسعينيات ويشرح فيه فلسفته السياسية وقال إن ليبيا تقبل فكرة أن التحول الاقتصادي قد يأتي في صورة العولمة في الوقت نفسه قال إن ما يحرك العولمة مصالح مالية قوية.

وإذا كان يحدوهم الأمل في إقناعه بالتحول الى ديمقراطية صناديق الاقتراع فلا بد أنهم أصيبوا بخيبة الأمل.

وقال بنجامين بابر خبير العلوم السياسية وعالم الاجتماع البريطاني انتوني جيدنز في مناقشة خفف حدتها الصحافي البريطاني ديفيد فروست إن نسبة 51 في المئة ليست ديمقراطية لأن هذا يعني أن 49 في المئة يعارضون الفائز.

وبالنسبة للبعض يعد من بين أبرز الجوانب التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة ضلوع سيف الإسلام في الحملة التي يشنها والده على المعارضة المسلحة.

وكان هناك وقت لم يكن الشاب يخشى فيه إغضاب والده والمحافظين الأشداء المحيطين به.

وتجلت هذه الشجاعة في قضية الممرضات البلغاريات اللاتي تمت إدانتهن بتعمد إصابة مئات الأطفال الليبيين بفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في). وأفرجت عنهن ليبيا بعد احتجازهن ثماني سنوات في صفقة أبرمت عام 2007 بين الاتحاد الأوروبي وطرابلس.

وكانت ليبيا قد قالت إن ما فعلته الممرضات اللاتي نفين الاتهام جزء من مؤامرة حاكتها اسرائيل والغرب.

وتفاوض سيف الإسلام على إطلاق سراحهن منهيا ما وصفه منتقدو ليبيا بفضيحة لحقوق الانسان ليفسح الطريق للتطبيع الكامل مع جميع دول الاتحاد الأوروبي.

وفي مقابلة أجرتها رويترز معه بعد ذلك ببضعة أيام اعترف سيف الإسلام بأن ليبيا لفقت المزاعم بضلوع الغرب.

واستهدف كشفه عن عملية التلفيق المحافظين في أجهزة الأمن والذين اعتبرهم طويلا عقبة في طريق التغيير.

وقال سيف الإسلام إن الليبيين اختلقوا القصة لتكون هناك قصة ومؤامرة وملف معقد حملوه لثماني سنوات.

واستطرد قائلا إنه في اللحظة التي جلسوا فيها معا قرروا حل المسألة وحلوها في بضعة ايام.

وقال سيف الإسلام يوم الخميس إن طموحاته لإصلاح حكم والده لم تتبدد بعد على الرغم من الانتفاضة.

لكن اذا جاء الإصلاح الى ليبيا فسيكون على أيدي حكومة تخلف معمر القذافي. وبعد أن راحت جهود التقارب التي بذلها الزعيم العجوز المنبوذ من التاريخ هباء منثورا بات بمفرده من جديد.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا