لماذا غزواني ثانية؟ / محمد محمود أبو المعالي :|: وزير : أشغال 34 من المشاريع تسيربشكل غير مقبول :|: ولد داداه يعلن مساندة غزواني في الرئاسيات القادمة :|: لجنة حقوق الانسان : لا يمكن تجاهل التحديات التي تواجهها الصحافة :|: وزارة الثقافة توضح أسباب تقدم البلد في حرية الصحافة :|: رئاسيات يونيو : مرشح ثان يودع ملفه :|: وفد من حلف شمال الأطلسي يزور موريتانيا :|: توزيع جائزتي مسابقة الخط والخطابة :|: التكتل يشكل لجنة لتحديد خياراته من الرئاسيات :|: قفزو كبيرة لمورريتانيا على مؤشر حرية الصحافة :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

حديث عن تعديل وزاري وشيك بعد العيد
متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
 
 
 
 

الصحافة الورقية.. عقول وخبرات / د. علي القحيص*

mardi 7 février 2023


* كاتب سعودي

لعل الصورة العامة للصحافة الورقية في وقتنا الحالي أشبه بمريض في غرفة الإنعاش يلفظ أنفاسَه الأخيرة، أما الورقيون من الصحفيين فنرى كثيراً منهم قد بدأوا يطرقون الأبواب احتياجاً وفاقةً، بعد أن تراجعت قيمة الكلمة المكتوبة على صفحات النمط الجديد من الإعلام، وأصبحت أقل قيمة من الكلمات المتقاطعة التي تستهلك أوقات الكثيرين بلا فائدة تذكر، وبعد أن سحبت التقنيات التحريرية الحديثة التي حملتها الشبكة العنكبوتية البساطَ من تحت الصحافة الورقية التي كانت عنوانَ الإعلام الأبرز ووسيلتَه الأساسية في نقل الخبر والمعلومة والتحليل الصحفي الرزين، وفي مقابلة كبار القادة، كما كانت المصدرَ الأكثر مصداقيةً للمعلومة والفكرة والمعرفة.

لكن الصحافة الورقية أضحت أشبه بـ« بروشورات » ملونة بالعناوين والصورالملونة. ولم تعد الصحف الورقية بصيغتها التقليدية قادرةً على المنافسة ولا حتى الاستمرار، أحرى عن اللحاق بركب التقنيات الرقمية التي تجاوزت كل مفاصل الإعلام التقليدي.

ونتيجة لهذا التحول الدراماتيكي، أضحت مهنةُ الصحافة الورقية مهنةً مهددةً بالانقراض. أما الصحفيون الورقيون فضاقت بهم الحياة بما رحبت، وتقطعت بهم سبل العيش، وتمزقت أشرعتهم وتكسرت أقلامهم.. إذ خرج من محيط فضاء الإنترنت الواسع مدَّعون للصحافة الإلكترونية من دون أقلام ولا أفكار مستنيرة ولا آراء راجحة. ورغم أهمية مهنة الصحافة والكلمة ودورهما في تنمية وعي المجتمعات وتطويرها، فإن هذا النمط الجديد من الصحفيين نادراً ما يمتلكون الحس الصحفي، وكثيراً ما افتقروا لفهم دور الصحافة في بناء المجتمعات والدفاع عن الأوطان وتنشئة الأجيال.

إن معظمهم لا يمتلكون الخبرات الإعلامية الكافية التي تؤهلهم لاستشعار الأحداث الكبيرة قبل وقوعها. ومن هنا بات التخبط والفوضى وعدم الالتزام سمة أساسية لكثير من منابرالإعلام الجديد، والذي لا يقدم للقارئ رؤيةً واضحةً، خاصة إذا ما علمنا ما للإعلام من أهمية تثقيفية ودوروطني في الحفاظ على البلدان وترشيد وعي الأجيال الصاعدة بغية تأهيلها لمهمة بناء الأوطان وحماية مستقبلها.

وتبدو الصورة أكثر تراجيديةً عندما نرى الكثيرمن الصحفيين والإعلاميين، لاسيما كبار السن وأصحاب الخبرات الطويلة منهم ممن أمضوا معظم أعمارهم في خدمة صاحبة الجلالة، وهم الآن بلا عمل، يمضون جل أوقاتهم في محاربة الملل والإحباط على أطراف الأرصفة والمقاهي المنسية، يندبون حظهم العاثرويتأملون ركب مدعي الصحافة يمضي أمامهم كقطار سريع، يسير بلا هدف أو بوصلة تقوده نحو الهدف المنشود !

ومما يترك لدى هؤلاء الورقيين المخضرمين القدامى أثراً نفسياً سيئاً، أن يروا أنفسَهم وقد باتوا مجرد متفرِّجين، وكأنهم أصنام أو تماثيل شمعية في متاحف تاريخ الصحافة الورقية !

هذه ليس دعوة للوقوف في وجه الرقمنة، وإنما هي دعوة للاستفادة من عقول وخبرات تراكمت على مدى عشرات السنين، دفعت أجيالٌ من الصحفيين ثمنَها من أعمارهم وعقولهم، لكنها أُهملت مع الزمن وباتت كمكتبة قديمة تراكم الغبار على ما فيها من كتب قيّمة بدأ الزمن والإهمال ينالان من لونها، فتحولت إلى ما يشبه أوابدَ تاريخية يتساقط أبطالها واحداً تلو الآخر كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف !

فكم تبدو وطأة الزمن قاسيةً على هذه العقول الثمينة والخبرات النادرة !

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا