معارضة و موالا ة و ذيل قط بري /محمد ٠ال ولد القاضي

اسمه " احماد " ... كانت زوجته تعر٠أنه لا يقول من الصدق إلا ما كان زلة لسان سقطت منه سهوا ودون قصد ، أو لنقل كان ( لا يتمطق ) بلغة جريدة " ش الوح أ٠ش "، كان يشق على الزوجة المسكينة أن يعر٠الناس بأن بعلها كذاب ، اصطحبها ذات يوم لزيارة أهلها ، ولم تكن متحمسة لتلك الر٠قة رغم الشوق والحنين إلى الأهل خو٠ا من أن ي٠تضح كذبه أمام أصهاره ، ات٠قت معه على خطة للتخ٠ي٠من وقع كذبه على السامعين ، ٠هي تعر٠أنه سيكذب لا محالة ، قضت الخطة بأن تناديه " احماد " بدل أن تقول كذبت كلما رأت أنه بالغ ٠ي الكذب كي يتراجع عن كذبته ، ٠ي الطريق أج٠ل الحمار الذي كانت تركبه من قط بري مر من أمامه ، حتى كادت المسكينة تسقط ، ٠قد كان " احماد " كان منشغلا بطول ذيل ذلك القط ، بعد أن وصلا إلى وجهتهما تحلق حولهما كل أهل الحي للسلام والترحيب بهما ٠سأل أحدهم " احماد " عن الطريق ، وهل كانت آمنة ؟ وعلى ال٠ور أجابه بأنها لم تكن كذلك ، وأن أخطر شيء لاقياه ٠يها هو ذلك القط الذي أج٠ل منه الحمار لطول ذيله الذي يبلغ من البصر .!

عندها نادت عليه زوجته حسب الخطة :

الزوجية : احماد ! (يعني كذبت) .

احماد (مستدركا) : اسمحوا لي لولا خو٠ي من الكذب لقدرت ذيل ذلك القط بالمسا٠ة بين الخيمة ومناخ الإبل .

الزوجة : احماد !

احماد : إذا لم يكن ذيله بذلك الطول ٠إن طوله لا يقل عن المسا٠ة بيننا وبين وتد الخيمة !

الزوجة : احماد !

احماد : عجبا لك من امرأة تريدين جز ذيل القط من نهايته !

لم يكن سجال " احماد " وزوجته سوى تجسيدا للسجال الدائر هذه الأيام بين المعارضة والموالاة مع ٠ارق أن لا أحد من الطر٠ين يريد تقويم الآخر مث Ù„ما حاولت زوجة " احماد " جاهدة أن ترده إلى جادة الصواب ØŒ إنما :

ـ تقول المعارضة إنها ديمقراطية ووطنية وتناضل من أجل الوطن والمواطن لإرساء قيم العدل والمساواة .

Ù€ الموالاة : أحماد !

ـ تقول الموالاة بأن حكومتها تخوض حربا ضد ال٠ساد وأنها ستحول دون نهب المال العمومي ، وستقضي على الزبونية ٠ي إدارة مؤسسات الدولة .

Ù€ المعارضة : " أحماد " !

ـ تقول المعارضة بأنها قادرة على ٠رض التغيير ، وليست بحاجة إلى الاستقواء بالخارج .

Ù€ ويكيليكس : " اهماد " .

ـ تقول الموالاة بأن حكومتها تولي اهتمامها لل٠قراء ، وتحارب ارت٠اع الأسعار ، وليس لها ذنب إن كان ال٠قراء كلهم أقزاما لا يستطيعون الوصول إلى " الارت٠اعات" الشاهقة .

Ù€ المعارضة : أحماد ØŒ أحماد ØŒ أحماد .

Ù€ تقول المعارضة بأن برنامجها يستقطب كل الموريتانيين لأن كل قادتها مشهود لهم بالنزاهة والإخلاص أث Ù†Ø§Ø¡ توليهم مسؤوليات أيام كانوا من الموالاة Ù ÙŠ الغابر من الأيام .

Ù€ المواطن : أحماد

ـ تقول الموالاة بأن الحكومة قطعت أشواطا كبيرة ٠ي إصلاح التعليم والتكوين باعتبار أن التنمية البشرية أولوية للباء والتقدم .

Ù€ نقابة التعليم الحر : هذا هو " أحماد " بعينه .

ـ تقول المعارضة بأن الدكاكين التي تبيع لل٠قراء بأسعار مخ٠ضة هي مجرد ذر للرماد ٠ي العيون .

Ù€ ال٠قراء : اعطونا بديلا غير " أحماد " .

ـ تقول الموالاة بأن الحكومة بنت المستش٠يات التي تو٠ر العلاجات المناسبة لكل مواطن أينما كان .

Ù€ المعارضة : " أحماد المتصدع " .

ـ تقول المعارضة بأن أحزابها متماسكة ولها استراتيجية محكمة وتق٠من النظام وق٠ة موحدة ولن تتحاور معه .

Ù€ الموالاة : " أحماد ولد الواق٠" Ùˆ ...آخرون .

ـ تقول الموالاة بأنها قضت على العبودية وستقضي على مخل٠اتها .

Ù€ برام : " أحماد "

Ù€ تقول المعارضة بأن على النظام أن يعتبر بأحداث ØªÙˆÙ†Ø³ الأخيرة .

Ù€ بريء : لماذا لا يحرق قادة المعارضة والموالاة أن٠سهم ماداموا لم يبق لهم الكث ÙŠØ± ليعيشوه ولن يبكيهم الشعب ØŒ ويتركوا الشباب الذي يتمنون استنشاق رائحة شوائية ليعيشوا هم ما تبقى لهم من أرذل العمر على جماجمه ØŒ حتى لا سيظل السجال دائرا ويبقى " أحماد " هو اللاعب الرئيسي ٠يه حتى لو تم تبادل الأدوار غدا ØŒ ولا تظل ن٠س الوجوه ون٠س الشعارات التي أ٠قنا عليها منذ الاستقال إلى اليوم ØŒ ونظل نحن المساكين نلعب دور أصهار " أحماد " دون أن يكون لنا حق الاعتراض على أكاذيبه ودون أن تكون لنا الشجاعة Ù ÙŠ أن نصرخ Ù ÙŠ وجه الجميع : أحماد ØŒ أحماد ØŒ أحماد ... سئمنا أكاذيبكم ٠غيبوا عن أعيننا ØŒ ولكم Ù ÙŠ شوارعنا ما يشغلكم من قطط لها ذيول طويلة .

محمد ٠ال ولد القاضي

هات٠/22213776