(شينخوا) دعا سياسيون وخبراء من المشاركين في المنتدى الدولي (تونس - المغرب العربي - أوروبا : أي حلول مشتركة للأزمة الإقتصادية) إلى بلورة مقاربات مغاربية مشتركة و تضامن إقليمي حقيقي لمواجهة التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية.
ولم يخف المشاركون في هذا المنتدى الذي انتهت أعماله في ساعة متأخرة من مساء أمس بتونس، خشيتهم من إمكانية تعرض إقتصاد الدول المغاربية الخمس إلى مخاطر حقيقية إذا لم تسارع إلى إرساء تضامن إقليمي حقيقي يؤدي إلى إيجاد حلول مشتركة لمواجهة الأزمة.
وشددوا على أن غياب الإندماج المغاربي، واعتماد سياسات اقتصادية منفردة، ساهم في ضعف وهشاشة قدرات الدول المغاربية الخمس (تونس والجزائر والمغرب وليبيا وموريتانيا) على مواجهة التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وطالب المشاركون في المنتدى الذي نظمته مجلة ((الاقتصادي المغاربي)) بضرورة العمل من أجل تجاوز هذه العقبة من خلال بلورة استراتيجية مشتركة ترفع من القدرة التنافسية لاقتصاد دول الاتحاد المغاربي.
كما طالبوا أيضا الحكومات المغاربية بالاسراع في تأسيس "المغرب المالي"، وإلى اعتماد إستراتيجية مشتركة لتطوير الاستثمارات، وإلى إنشاء بنك مغاربي لمواكبة المشاريع الاقتصادية في المنطقة، وتطوير المبادلات التجارية البينية بين دول الإتحاد.
وتشير بيانات إحصائية إلى أن حجم المبادلات التجارية البينية بين الدول الخمس للإتحاد المغاربي، لم تتجاوز 2 في المائة من إجمالي مبادلاتها التجارية الخارجية، بينما بلغ حجم مبادلاتها مع دول الإتحاد الأوروبي نحو 72 في المائة .
وقال عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسي خلال الجلسة الختامية للمنتدى الدولي على أن نجاح الدول المغاربية في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة، يتوقف على قدرتها على إرساء استراتيجية موحدة مبنية على التشاور.
أما الخبير الاقتصادي ظافر بن سعيدان، فقد شدد على أهمية إنشاء ما أسماه بـ"المغرب المالي" وعلى ضرورة اعتماد استراتيجية موحدة لدفع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة.
وأشار إلى أنه إذا تمكن القطاع البنكي المغاربي من تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية خلال عام 2008، فإن ذلك لا يعني أنه قادر على تجاوز انعكاساتها خلال العام الجاري إلا في حالة تسريع الإصلاحات.
من جانبه، توقع اكسال بونياتوفسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية أن تواجه دول إتحاد المغرب العربي إنعكاسات الأزمة الإقتصادية الدولية، مشيرا إلى أن المغرب العربي يوفر مزايا اقتصادية هامة.
وكان وزير الخارجية التونسي عبد الوهاب عبد الله قد دعا خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى دول الاتحاد المغاربي إلى إرساء تكامل بين المؤسسات الاقتصادية في دول الاتحاد، وإلى إضفاء المزيد من المرونة على إجراءات العمليات الاستثمارية .
واعتبر أن الاندماج المغاربي "أضحى حاجة اقتصادية ملحة بالنظر إلى التنافس الحاد القائم بين مختلف التكتلات الإقليمية "، مشيرا إلى أن العراقيل التي يعاني منها الإتحاد المغاربي تتسبب في نقص ما بين 1 و2 في المائة من إجمالي نسبة النمو السنوي لكل دولة من دول الاتحاد.